تظاهرات ضخمة في طهران ومدن إيرانية احتجاجا علي وصول التضخم لأرقام قياسية
شهد بازار طهران ، تظاهرات واسعة احتجاجًا على التضخم وارتفاع الأسعار. بدأت هذه التظاهرات في سوق صناع الأحذية وسرعان ما امتدت إلى سوق بائعي الأقمشة وبعض المجمعات التجارية الأخرى.
يقول التجار الغاضبون إن انفلات سعر صرف الدولار وارتفاعه إلى أكثر من (80 ألف تومان) قد أدى عمليًا إلى شلل النشاط التجاري واستحالة إجراء المعاملات.
دعا التجار المضربون زملاءهم للانضمام إليهم من خلال هتافات مثل: “أيها التجار الشرفاء، دعمًا، دعمًا!”، وأطلقوا صرخات “اغلقوا! اغلقوا!” استجابةً لهذه الدعوات، أغلق العديد من التجار محلاتهم وانضموا إلى صفوف المتظاهرين.
ويلعب انضمام بازار طهران إلى احتجاجات العمال والمتقاعدين وباقي الشرائح المظلومة دورًا مهمًا في توسيع نطاق هذه الحركة ورفع مستواها، إذ لطالما كان بازار طهران، بصفته كيانًا اقتصاديًا وشعبيًا مؤثرًا، ذا تأثير خاص منذ الثورة الدستورية مرورًا بالحركة الوطنية والثورة المناهضة لنظام الشاه وحتى الانتفاضات ضد دكتاتورية النظام الكهنوتي البغيض لولاية الفقيه.
من الثابت القول :إن الترابط الوثيق بين قطاعات ومهن البازار المختلفة، والعلاقة المتينة بين بازار طهران وبازارات المدن الأخرى، يضع النظام الإيراني المتأزم أمام مشهد مرعب للغاية. خصوصًا أن النظام، بعد السقوط السريع لدكتاتورية عائلة الأسد المكروهة وفقدان عمقه الاستراتيجي في المنطقة، أصبح هشًا أمام غضب الشرائح الشعبية المحتجة وتدفق موجات الغضب إلى الشوارع.
وقد تزامنت تظاهرات بازار طهران، التي رافقتها احتجاجات من شرائح متعددة مثل المتقاعدين والعمال وموظفي القطاعات الحكومية، مع تجمعات ضعيفة نظمها النظام في ذكرى الاحتجاجات المضادة ليوم 30 ديسمبر 2009 في طهران وبعض المدن الأخرى خلال أيام الجمعة والسبت والأحد.
من جانبهم حاول أعوان خامنئي في هذه التجمعات إثارة الأمل بين قوات النظام المنهارة مع لفت انتباههم في الوقت ذاته إلى تدهور الوضع، لكن هذه المحاولات لم تجدِ نفعًا بل زادتهم إحباطًا:
حاول الملا أحمد خاتمي، المعروف بلقب “سرطان النظام”، في التجمع المضاد بمدينة أصفهان، أن يبث الأمل في نفوس قوات النظام بالإشارة إلى انتفاضة عام 2009، قائلاً إن النظام الذي اجتاز تلك المرحلة يمكنه تجاوز الأزمة الحالية أيضًا. وذكر في هذا السياق:
“بدورهم قال بعض قادة الحرب إن تلك الأشهر الثمانية كانت أصعب من 8 سنوات من الحرب المفروضة. لم تكن قصة عادية، بل كانت محاولة للإطاحة بالنظام”.
في رشت، قال الملا صفوي، إمام الجمعة المعين من قبل خامنئي:
“في أحداث فتنة عام 2009، كان للمنافقين الداخليين تدخل دقيق ومنظم جدًا. كان الهدف هو الإطاحة بالنظام وإحداث تغييرات جذرية فيه، بحيث يُلغى نظام ولاية الفقيه بالكامل ويفرض نظام آخر”.
أما الملا طيبيفر، نائب ممثل خامنئي في الحرس، فقال في تجمع 30 ديسمبر في بجنورد، بخوف واضح: لقد أسسوا شبكات إرهابية داخل البلاد. كانوا يستعرضون قوتهم المسلحة في طهران، وقتلوا أكثر من 17 ألف شخص في البلاد بهدف كسر قيادة النظام:
وأضاف وهو يكشف موقفًا من خلف كواليس بيت خامنئي خلال الانتفاضة:
“سأل القائد وزير الداخلية حينها: ما الأخبار في طهران؟ فأجابه: لا توجد مشكلة، فقط اندلع حريق في بعض الأماكن وانتهى الأمر! فرد القائد قائلًا: الآن هناك أكثر من 100 نقطة مشتعلة في طهران، حتى أنت تكذب علي؟ هل تظن أنني غير مطلع؟ ولا أعرف؟”.
لكن ما أثار الجدل بالتزامن مع تظاهرات بازار طهران كان بيان الحرس، الذي ادعى أن نظام ولاية الفقيه “سيجتاز التحديات والمشاكل التي يسببها بث روح اليأس والخوف”. وأكد البيان استعداد الحرس والباسيج “لمواجهة انعدام الأمن وإثارة الفتنة”، مما يعكس بوضوح هشاشة نظام ولاية الفقيه أمام المجتمع المنفجر ووحدات الانتفاضة.