شهدت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة انتكاسة مفاجئة، بعدما أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل سحب مفاوضيهما من جولة المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.
ويأتي هذا القرار، وفقًا لما نقلته شبكة CNN الأميركية عن مصادر في الإدارة الأميركية، بسبب ما وصفته واشنطن بـ”نقص الرغبة الحقيقية” لدى حركة حماس في التوصل إلى اتفاق نهائي.
كما أشار مسؤول إسرائيلي رفيع، بحسب ما أفادت صحيفة هآرتس، إلى أن الانسحاب من المحادثات جاء نتيجة “تصلّب مواقف حماس” وغياب أي تغيير جوهري في مقترحاتها.
مضيفًا أن المبادرات التي قُدّمت “لا تلبي الحد الأدنى من مطالب إسرائيل”، لا سيما في ما يخص ملف الأسرى والضمانات الأمنية.
في المقابل، نقلت قناة الجزيرة عن مصادر مقربة من حركة حماس أن الحركة سلّمت بالفعل اقتراحًا جديدًا للوسطاء القطريين والمصريين خلال الساعات الماضية، يتضمّن تصورًا “واقعيًا” لوقف إطلاق نار متبادل.
وبحسب المصادر نفسها، يشمل المقترح انسحابًا مرحليًا للقوات الإسرائيلية من المناطق المتضررة، وفتحًا تدريجيًا للمعابر الإنسانية، إلى جانب ضمانات دولية تتعلق ببدء إعادة إعمار القطاع.
من جانبه، صرّح مسؤول في وزارة الخارجية القطرية، وفقًا لوكالة رويترز، أن بلاده لا تزال تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف، لكنه أقرّ بأن “المناخ السياسي بات أكثر توتراً بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي”، محذرًا من أن استمرار الجمود قد يؤدي إلى انهيار المسار التفاوضي بالكامل.
وفي موازاة ذلك، تتصاعد التحذيرات الدولية من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في تقرير صدر اليوم من أن أكثر من 80% من سكان القطاع بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة، مع انهيار شبه تام في البنية التحتية والمرافق الصحية.