تعرف أسباب ارتفاع أعداد القتلي المدنيين في حرب غزة خلال الأسابيع الأخيرة
كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل خففت بشكل كبير من نظام الضمانات لحماية المدنيين حيث اعتمدت على طرق معيبة لتحديد الأهداف وتقييم مخاطر الضحايا المدنيين.
.ووفقا للصحيفة فقد أخرت قوات الجيش أو تجاهلت إجراء مراجعات بعد الضربات لتقييم الضرر المدني تجاهلت تحذيرات من داخل صفوفها ومن مسؤولين عسكريين أميركيين بشأن هذه الإخفاقات.
وبحسب التحقيق، أطلقت إسرائيل نحو 30,000 ذخيرة على غزة خلال الأسابيع السبعة الأولى من الحرب – أكثر مما أطلقته خلال الثمانية أشهر التالية مجتمعة.
ووفقا للتقرير الذي ترجمته جريدة الأمة الاليكترونية شمل استهداف الضربات الجوية في بعض الأحيان أماكن يمكن أن تؤدي إلى مقتل أكثر من 100 مدني، إذا وافق القادة الكبار. على سبيل المثال، استُهدف إبراهيم بياري، أحد قادة حماس البارزين، في أكتوبر 2023، في ضربة قُدر أنها قتلت أكثر من 125 شخصًا.
كما استخدمت إسرائيل قنابل ثقيلة بحجم 1,000 و2,000 رطل، حتى في الحالات التي يمكن فيها استخدام ذخائر أصغر لتحقيق نفس الهدف العسكري.
ولجأت إسرائيل إلى نموذج إحصائي لتقدير أعداد المدنيين الذين قد يكونون في خطر. اعتمد النموذج على استخدام الهواتف المحمولة في الأحياء، لكنه كان معيبًا بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات في غزة.
في إحدى الغارات في نوفمبر 2023، قُتل أكثر من 40 شخصًا من عائلة مالكة بسبب خطأ في تقدير أعداد المدنيين داخل المبنى.
وابتداءً من نوفمبر 2023، ومع تصاعد الانتقادات الدولية، شددت إسرائيل بعض قواعد الاشتباك. لكن هذه القواعد لا تزال أكثر تساهلاً مما كانت عليه قبل الحرب.
وخلال الحرب، كان مئات من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية في عدة قواعد عسكرية يعملون على تحديد وضرب أهداف جديدة باستخدام نظام مراقبة آلي مكّنهم من العمل بسرعة أكبر.
لتسريع عملية تحديد الأهداف، استخدمت إسرائيل أنظمة حاسوبية متطورة، مثل نظام الذكاء الاصطناعي ، الذي يقوم بمراجعة المعلومات من عدة مصادر بشكل آلي، بما في ذلك المكالمات الهاتفية، وصور الأقمار الصناعية، وإشارات الهواتف المحمولة.
لكن مستوى التحقق من المعلومات اختلف من وحدة إلى أخرى. في بعض الحالات، كان يُعتبر الشخص مقاتلًا بمجرد وروده في قاعدة بيانات “لافندر”، دون أي تأكيد إضافي.
وفي كثير من الأحيان، اعتمد الضباط على نموذج إحصائي بدائي لتقدير عدد المدنيين في المباني المستهدفة. كان هذا النموذج يفترض أن سكان المباني قد فروا بمعدل مماثل لسكان الحي المحيط، لكنه تجاهل التجمعات الكبيرة للعائلات خلال الحرب.
وعلى سبيل المثال، في غارة جوية على شارع سكني على أطراف مدينة غزة في نوفمبر 2023، استُهدف نفق يُعتقد أنه يُستخدم من قبل حماس. تسبب الهجوم في تدمير منزل عائلة مالكة، مما أسفر عن مقتل 42 شخصًا، بمن فيهم أطفال ونساء.”