أوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كبير مساعديه في السياسة الخارجية، رون ديرمر، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في محاولة لتحسين العلاقات التي توترت بفعل الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة وتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
قام وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل رون ديرمر،، الأسبوع الماضي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي وعقد محادثات مع مسئولين من بينهم الرئيس الشيخ محمد بن زايد، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشتهم اجتماعات خاصة.
وجاءت الزيارة، التي لم يُعلن عنها بحسب تقرير لوكالة “بلومبرج “من أي طرف، بعد تحذيرات أمنية أصدرتها إسرائيل ودول غربية من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن هجمات محتملة على مواقع في الإمارات مرتبطة بإسرائيل واليهود..

وتركزت زيارة ديرمر بشكل أساسي على إطلاع القيادة الإماراتية على العملية التي تخطط لها إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، في تصعيد للحرب ضد حركة حماس، بحسب أحد الأشخاص. وكانت أبوظبي قد حذرت في وقت سابق من هذا الشهر من أن قرار إسرائيل احتلال العاصمة الفعلية لغزة سيؤدي إلى “عواقب كارثية”.
طبّعت إسرائيل والإمارات العلاقات في عام 2020 ضمن اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، والتي فتحت الباب أمام الإسرائيليين للسفر إلى الدولة الخليجية الغنية بالنفط لأغراض الأعمال والسياحة. منح الاتفاق الإمارات رصيدًا سياسيًا في واشنطن، كما منحها وصولًا أوسع إلى التكنولوجيا الأميركية والإسرائيلية في قطاعات من بينها الدفاع والأمن.
لكن التوترات سرعان ما تصاعدت بين الجانبين بسبب تدهور العلاقات الإسرائيلية مع الفلسطينيين، ما دفع الإمارات إلى تجميد استثمارات مقترحة في إسرائيل، وازدادت الأمور سوءًا عقب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 الذي فجّر حرب غزة.
هذا الصراع، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، دفع الإمارات إلى التراجع عن تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية الثنائية، والابتعاد علنًا عن نتنياهو وحكومته، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على تفكير القيادة الإماراتية.
من جانبه رفض الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، ، لقاء نتنياهو، بحسب المصادر ذاتها، فيما شددت أبوظبي خطابها ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. وبينما نأت عدة دول – عربية وأوروبية – بنفسها عن إسرائيل بسبب الحرب، فإن موقف الإمارات يُعد ذا دلالة خاصة باعتبارها واحدة من أكبر اقتصادات الشرق الأوسط وقوة جيوسياسية صاعدة.
يأتي هذا في الوقت الذي ، ندّدت الإمارات بتصريحات أدلى بها نتنياهو خلال مقابلة تلفزيونية، عبّر فيها عن دعمه لمفهوم “إسرائيل الكبرى” ذي الطابع التوسعي والمتطرف، والذي يتصور ضم كامل الضفة الغربية وغزة، والمطالبة بأراضٍ في مصر والأردن ولبنان وسوريا.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إن “التصريحات والأفعال التحريضية من قبل المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية يجب أن تتوقف”، مؤكدة أن “خطط الاستيطان والتوسع، وخاصة في الضفة الغربية، تهدد استقرار المنطقة وتقوّض آفاق السلام والتعايش.”
وفي يوم الخميس، منحت إسرائيل الموافقة النهائية على مشروع مثير للجدل لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما يُنظر إليه على أنه إلغاء فعلي لفكرة الدولة الفلسطينية التي دعت إليها أكثر من 145 دولة من بينها الإمارات وجميع الدول العربية والإسلامية وعدد متزايد من الحكومات الأوروبية.