الأمة الثقافية

“تعليقٌ على ما حدث”.. شعر : أمل دنقل

 (1)

قلتُ لكم مرارًا

إن الطوابيرَ التي تمــرُ ..

في استعراضِ عيد الفطرِ والجلاءْ

(فتهتفُ النساءُ في النوافذ انبهارا)

لا تصنعُ انتصارا.

إن المدافعَ التي تصطفُ على الحدودِ ، في الصحارَى

لا تطلقُ النيرانَ.. إلا حين تستدير للوراء.

إن الرصاصةَ التي ندفعُ فيها.. ثمن الكسرةِ والدواء

لا تقتلُ الأعداءْ

لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا

تقتلنا، وتقتل الصغارا !

(2)

قلتُ لكم في السنةِ البعيدةْ

عن خطر الجنديّ

عن قلبهِ الأعمى، وعن همّـتهِ القعيدةْ

يحرسُ من يمنحهُ راتبهُ الشهريّ

وزيّه الرسميّ

ليرهبَ الخصومَ بالجعجعةِ الجوفاء

والقعقعةِ الشديدة

لكنه.. إن يحن الموتُ..

فداء الوطنِ المقهورِ والعقيدة:

فــرَّ من الميدان

وحــاصر السلطان

واغتصب الكرسيَّ

وأعلن “الثورة” في المذياع والجريدة!

(3)

قلتُ لكم كثيرًا

إن كان لا بُدّ من هذه الذريّةِ اللعينة

فليسكنوا الخنادقَ الحصينة

(متخذين من مخافر الحدودِ.. دوُرا)

لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة

يدخلها.. حسيرا

يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة

لأنه.. لا يستقيمُ مَرَحُ الطفلِ..

وحكمة الأب الرزينة..

مع المُسَدسّ المُدلّى من حزام الخصرِ..

في السوقِ..

وفى مجالسِ الشورى

* * *

قلتُ لكم..

لكنكم..

لم تسمعوا هذا العبث

ففاضت النارُ على المخيمات

وفاضت.. الجثث!

وفاضت الخوذاتُ والمدرعات.

—————————-

محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل

الميلاد: 23 يونيو 1940م، محافظة قنا

الوفاة: 21 مايو 1983م ، معهد الأورام بالقاهرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights