الأثنين مايو 20, 2024
تقارير

تفاصيل جهود واشنطن وحلفائها لتقزيم مكاسب المقاومة الفلسطينية

تطورات عديدة شهدها قطاع غزة والساحة السياسية والدبلوماسية المحيطة به  خلال المرحلة الاخيرة، بدءا من حرب التجويع التي يعاني شمال القطاع بفضل القيود الإسرائيلية علي نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع  وتواطؤ بعض دول الجوار، لدرجة أن مصادر فلسطينية أكدت أنه لم يدخل القطاع الا ٩شاحنات خلال الايام العشرة الأخيرة، ومرورا بتباري رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في إطلاق تصريحات متشددة حول عدم استعداده لدفع الثمن الذي تطلبه الحركة لقاء إطلاق الأسري لديها ،الذين تحتفظ بهم منذ طوفان الاقصي ، في السابع من أكتوبر الماضى .

طبعا هذه المواقف امتدت الي التصريح الغريب الذي اطلقه وزير الخارجية المصري ،الذي أكد أن حركة حماس قادمة من خارج الإجماع  الفلسطيني ،وأنه يجب محاسبة كل من ساهم في تمدد الحركة  في الساحة الفلسطينية  ،هو تصريح آثار استغراب الكثير من المراقبين الذي رأوا أن توقيته شديدا الغرابة وغير مناسب جملة وتفصيلا .

وتساءل البعض كيف يدلي رئيس الدبلوماسية المصرية بمثل هذا التصريح في وقت تنخرط القاهرة في مفاوضات مع حماس ،لإبرام  صفقة تبادل الأسري وجهود التوصل لوقف إطلاق النار ، تجنب اجتياحا بريا لرفح الفلسطينية المحاذية للحدود المصرية بل ،ويشكل خطرا علي الأمن القومي المصرى.

صمود المقاومة الفلسطينية افشل هجمة الاحتلال علي خان يونس

لكن الواضح هنا ان المواقف الثلاثة الماضية كلها تصب في خانة واحد. الا ممارسة اقصي الضغوط علي قطاع غزة ،والمقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حركة حماس، لتليين مواقفها من صفقة تبادل الأسري ومطالبتها بتنظيف السجون من الأسري الفلسطينيين والإفراج عن الثلاثي مروان البرغوثي واحمد سعادات وعبدالله البرغوثي كشرط لإبرام الصفقة .

ولا تتوقف خطوط حماس الحمراء التي يراد منها بفضل هذه الضغوط للتراجع عنها عند هذا الحد حيث تتمسك بضرورة انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة ، وإزالة أي عراقيل أمام إعادة الإعمار ،ورفع الحصار فضلا عن الوقف التام لإطلاق النار في غزة ،وهي الشروط التي يصفها نتنياهو بأوهام حماس، رغم أن الكثيرين يعتبرون هذه التصريحات محاولة لإجبار حماس لتخفيض سقف مطالبها شأنه شأن  أهدافه من التلويح باجتياح بري لرفح.

ويعتقد في هذا السياق كذلك، أن ارتفاع وتيرة حملة التجويع علي غزة والسماح بإدخال القدر القليل من المساعدات الإنسانية ،يهدف لكسر إرادة أهل غزة ،ومحاولة   استخدام سلاح التجويع للنجاح ، فيما فشلت في تحقيقه المقاتلات والقاذفات الصهيونية لأكثر من ١٥٠يوما ،ودفع مواطني القطاع الذين يشكلون أكبر حاضنة شعبية للمقاومة للتخلي عنها ،وافقادها أمضي أسلحتها في المواجهة مع العدو الصهيوني ودفعها للتخلى، عن ثوابتها لإبرام صفقة تبادل أسري كريمة مع العدوالصهيوني .

وفي ظل هذا السياق المعقد أشهرت واشنطن سيف الفيتو في مجلس الأمن، لإجهاض مشروع قرار جزائري لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، وهو المشروع الذي حاز علي تأييد ١٣دولة داخل المجلس، وامتناع بريطانيا عن التصويت ،وهوموقف  ما ارجعته لواشنطن إلي أن وقف دائم لإطلاق النار، يصب في صالح حماس ،وهو ما يتناقض مع التوجه الاستراتيجي لواشنطن وبعض حلفائها في المنطقة.

مجلس الأمن

الضغوط المتصاعدة علي قطاع غزة وعلي المقاومة الفلسطينية تقابل بحالة من التواطؤ العربي والإسلامي ،حيث اختفت منذ أيام حتي  التصريحات الإعلامية عن ضرورة وقف الحرب ومعها الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، بل إن البعض صار يفضل تصعيد الضغوط علي حماس ،لدفعها لتليين مواقفها من صفقة تبادل الأسري ،وإلا واجهت حربا إعلامية ومحاولات تشويه لها وتحميلها مسئولية ما يجري في قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر.

بل إن مراقبين ربطوا بين التصريحات الرسمية المناهضة لحماس ،والحملات الإعلامية بين الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها دولة عربية كبري ،وانخراطها في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي ،حيث تراهن علي دعم صهيوني غربي  خلال هذه المفاوضات لتجنب خطوات قاسية كان يطالب بها الصندوق منذ مدة طويلة لزيادة حزمة التمويل المقدمة لإقالة هذا الاقتصاد المناعي من عثرته.

وفي هذه الأجواء العاصفة والضغوط المتصاعدة علي قطاع غزة وعلي المقاومة الفلسطينية فليس هناك خيار أمامها الا الصمود ،والثبات علي موقفها انطلاقا من أن جرى في السابع من أكتوبر ،والصمود الأسطوري بعدها يجعلها فرصة تاريخية لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني ،عبر عدم الانجراروراء العناوين البراقة التي أطلقها الرئيس بايدن حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية

فالتصريحات التي يطلقها بايدن ووزير خارجيته بلينكن  لا تتجاوز كونها مجرد عناوين براقة ،هدفها استعادة شعبيته المتدنية وتصاعد الأصوات الداعمة لعودة ترامب،  فضلا عن رغبته في استعادة  دعم الناخبين العرب واللاتينيين والأقليات في عام الانتخابات، في ظل رفضهم للإجرام الصهيونى في غزة .

لذا فمن المهم للمقاومة الفلسطينية التنبه لما بحا ك ضدها ومحاولة تفريغ ما جري في السابع من أكتوبر ما تلاها من صمود من مضمونه وإضاعة فرصة تاريخية لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، باعتبار أن أي  تراخ أو انصياع من المقاومة  لخطط خصومها في الظرف المهم لا معني له الا استمرار مأساة الشعب الفلسطيني  لعقود طويلة..

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب