في تصعيد خطير للأزمة المستمرة في السودان، حذّرت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية الدولية من التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية بكل من إقليم كردفان ودارفور، وسط تزايد الهجمات على المدنيين وتعذر وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة.
وبحسب بيانات أممية حديثة، فإن عدد القتلى المدنيين جراء المواجهات المتجددة تخطى 450 قتيلاً خلال الأسابيع الأخيرة فقط، فيما أجبر العنف المتصاعد آلاف العائلات على النزوح القسري نحو مناطق أكثر أمانًا أو إلى الحدود مع دول الجوار.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني امتد ليشمل مناطق جديدة في جنوب وغرب كردفان، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة الاشتباكات في ولايات دارفور، حيث أفادت منظمات الإغاثة عن استهداف مباشر للقرى والمرافق الصحية والتعليمية.
وإزاء خطورة الوضع الأمني، أعلنت الأمم المتحدة أنها علّقت عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق، خاصة تلك التي تشهد عمليات عسكرية جوية وهجمات بالطائرات المُسيّرة، مما فاقم من معاناة آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية شديدة الصعوبة.
وقالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA):”نشهد حالة من التدهور المأساوي في السودان. المدنيون يدفعون الثمن الأكبر في صراع لا يبدو أن نهايته قريبة. لا يمكننا المخاطرة بفرق الإغاثة في ظل القصف والهجمات المباشرة.”
من جهتها، ناشدت منظمات دولية، بينها الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، المجتمع الدولي لزيادة الضغط على أطراف النزاع من أجل تأمين ممرات إنسانية آمنة وضمان حماية المدنيين.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، وانقطاع الاتصالات والكهرباء في مناطق عدة، مما يُصعّب مهمة توثيق الانتهاكات وتقديم العون للضحايا.