قالت وزارة الصحة السودانية إن وباء الكوليرا ينتشر بسرعة في أنحاء البلاد، حيث تم الإبلاغ عن نحو 1300 حالة إصابة و58 حالة وفاة خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين يتأرجح نظام الرعاية الصحية في البلاد على حافة الانهيار، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وتم الإبلاغ عن أحدث الوفيات في مدينة كوستي الجنوبية، حيث توقفت محطة معالجة المياه المحلية عن العمل إثر هجوم شنته قوات الدعم السريع. أدى الهجوم إلى قطع الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في حالات الإصابة.
وألقت وزارة الصحة باللوم في تفشي المرض على المياه الملوثة وأطلقت حملة تطعيم طارئة.
تسببت الحرب بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني، والتي بدأت في أبريل/نيسان 2023، في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مرافق المياه والكهرباء، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
على الصعيد الوطني، قتل وباء الكوليرا أكثر من 600 شخص وأصاب أكثر من 21 ألف شخص منذ يوليو/تموز من العام الماضي، مع ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة المبلغ عنها في الأسابيع الأخيرة، وفقا لأرقام وزارة الصحة التي نقلتها وكالة أسوشيتد برس.
وأفاد مسؤولون صحيون بتسجيل مئات الحالات الجديدة في الخرطوم والمناطق المحيطة بها مع استمرار تدهور البنية التحتية.
وقالت شبكة أطباء السودان إن أكثر من 500 مريض دخلوا مستشفى النو بالخرطوم وحده، مع تسجيل تسع وفيات يوم الخميس 22 مايو.
وقالت الشبكة في بيان لها إن “الارتفاع الكبير في عدد الحالات في مثل هذا الوقت القصير أمر مثير للقلق ويشير إلى أن تفشي المرض أسوأ بكثير مما تشير إليه الأرقام الرسمية”.
أكدت منظمة أطباء بلا حدود انتشار الكوليرا في عدة ولايات، منها سنار والجزيرة. وفي سنار، أفاد وزير الصحة إبراهيم العوض أحمد بتسجيل 23 حالة اشتباه وثلاث وفيات خلال أيام قليلة، وفقًا لشبكة CNN العربية.
في هذه الأثناء، نقلت شبكة “سي إن إن” العربية عن وزير الصحة في الخرطوم هيثم محمد إبراهيم قوله إن تفشي الكوليرا هو “نتيجة طبيعية للظروف البيئية المتدهورة” الناجمة عن الحرب.
وأضاف أن تدمير البنية التحتية للمياه وانقطاع التيار الكهربائي المستمر ترك الملايين دون مياه شرب نظيفة. وذكرت شبكة CNN العربية أن معدلات الإصابة في الخرطوم وصلت إلى 600 إلى 700 حالة أسبوعيًا .
أكثر من 60% من مرافق معالجة المياه في السودان خارج الخدمة. وفي العديد من المناطق، يُجبر السكان على الانتظار لساعات في طوابير أمام نقاط التوزيع دون ضمان سلامة المياه.
وقال أحد السكان لقناة سكاي نيوز عربية: “نشهد طوابير طويلة أمام نقاط توزيع المياه، دون أي ضمانات بأن المياه آمنة”.
تُكافح المستشفيات لمواجهة الوضع. أفادت قناة سكاي نيوز عربية أن أكثر من 70% من المرافق الصحية في السودان معطلة جزئيًا أو كليًا. ويفتقر الكثير منها إلى الإمدادات الطبية الأساسية، ويلجأ بعضها إلى علاج المرضى في الشوارع.
في أم درمان، قرب الخرطوم، أبلغ متطوعون طبيون عن حالات بأعراض لا تتطابق مع أعراض الكوليرا المعتادة. وصرح متطوع محلي لشبكة سكاي نيوز عربية: “يعاني معظمهم من صداع شديد وآلام في المعدة، ولكن دون الإسهال أو القيء المعتادين المصاحبين للكوليرا”.
ويُشتبه في أن بعض الحالات مرتبطة بالتعرض لمواد كيميائية من منشأة تخزين أسلحة، ولا تزال التحقيقات جارية.
مع اقتراب موسم الأمطار، يحذر خبراء الصحة من أن الأوضاع قد تتدهور بسرعة. وتدعو منظمات الإغاثة والعاملون في المجال الطبي إلى تقديم مساعدة دولية عاجلة لاحتواء تفشي المرض ومنع المزيد من الوفيات.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة “الوضع خطير، ومن المتوقع وقوع المزيد من الوفيات في الأيام المقبلة”.