“تقدّم فدربُك فيه السَّنَى”.. شعر: محمد التميمي
تــقـدَّمْ فــدربُـك فـيـه الـسَّـنَى … ومـــنــهُ تُـــنــالُ ثـــمــارٌ لـــنَــا
ومـــن لاحَ فـــي دربِـــه نــورُه … فـمـن مـجـدِ أجــدادِه قــد دَنَـا
ومَــن ردَّ زهــوَ الـزمـانِ الــذي … تــزيَّـنَ بـالـزيـفِ قـــد أحـسـنَـا
أيـا طـالبَ الفضلِ قم بالخلال … فــفـي طـهـرِها نـفـحاتُ الـهـنَا
تـنـادي رؤاكَ الـعِـذابَ الـسَّـماء … فـحـلِّـقْ بـديـنِك تَـلْـقَ الـجَـنَى
فــلا تَـرَ غـيرَ انـطلاقِ الـخطى … لــتـدرَكَ فـــي سـعـيِكَ الأثـمـنَا
فـمن أجـلِ دينِك دينِ الحبيب … أخــالـكَ تـبـذلُ مـافـي الـدُّنَـى
نــبـيُّـكَ عــــاشَ ولــمَّــا تــــزلْ … أحــاديــثُـه جـــنَّــةً تُــجـتـنَـى
فـفـيها الـمـزايا الـحِسانُ الـتي … تــعــيـدُ الـمـكـانـةَ حــقًّــا لــنَــا
ومن أجلِ حظِّك يومَ الحساب … دعــــا ربَّــــه أن نــــرى أمـنـنَـا
فِــداهُ فــؤادي ومــا فـي يَـدَيَّ … فـمـا زال فــي عـيـشِنا فـخـرنَا
ومــن أجــلِ فــوزِك بـالباقيات … وتـنسى فِـداك الأسـافلُ ثـكلَنَا
ضـعِ الخوفَ فَذًّا وجُد بالثَّمين … تــنـلْ بـالـوفـاءِ جـلـيلَ الـمـنى
وتـحظى بـقربِ النَّبيِّ الحبيب … وتـنـسـى بــهـذا الــوفـا ثُـكـلَنَا
ومـــا مـــرَّ بـالـمسلمين الـذيـن … تــنـاسـوا بــغـمـرِ الأذى ديـنـنَـا
وعـاشوا الـركون بـظل الطغاة … وعــافـوا حــيـاةَ الألــى قـبـلنَا
وكــانـت الـكـتابُ لـهـم حـجَّـةٌ … وسُــنَّـةُ خــيـرِ الـــورى ديـدنَـا
فــهـانَ لـديـهم مـتـاعُ الـحـياة … وبـــاتَ رخــيـصَ الـوفـا هـيِّـنَا
لــعـلَّ الإلـــهُ الـكـريـمُ الــودود … يُـنـيلُ الـتَّـقيَّ الــذي مــا ونَـى
فـيـوم الـنـتائجِ يُـحْبَى الـهُداة … ويُــعــلـي بــــه ربُّــنــا شــأنـنَـا
فـتبصرُ هـذا الـجميلَ الصفات … كـوجـهِ الـصـباحِ كـمـا أحـسـنَا
فـبشرى لـمَن نـالَ أجـرَ الصلاة … وأجـــرَ الـصـيـامِ وبـشـرى لـنَـا
وطـوبى لـمَن نـالَها في الحياة … فــعـاش سـعـيـدًا ونــالَ الـثَّـنَا
بــيـومٍ تـشـيـبُ الــرؤوس بــه … ويـلـقـى الــذيـن اتَّـقـوا أمـنـنَا
نـــــداءٌ يـــجــدِّدُ لـلـمـسـلـمين … وجـــدَّدَ فـيـمَـن مـضـى قـبـلنَا
ولم تنسَ جذلى القلوبِ النداء … وأوصــتْ بــه مَــن أتـى بـعدنَا
ولــمَّـا يــكـنْ لـلـهوى والـفـساد … مــكـانـا بــقـلـبِ هــنــاك دنَــــا
فـبئست حياةُ الضلال الوخيم … ونـعـمتْ حـيـاةُ الــذي مـا عـنَا
فـديـنُـك يـسـخـو عـلـيك بـمـا … سـيأتيكَ يـومًا فـعشْ مـحسنَا
ولا تــركــنـنَّ لـــمَــن لا يــــروم … حــيــاةَ تـطـيـبُ بــمـا جــاءَنَـا
مــن الـذكـرِ والـعـلمِ والـبيِّنات … تــحـرِّكُ فــي الـقـلبِ أشـواقـنَا
وإرشـــادِ سـيِّـدِنـا الـمـصطفى … بـلـغـنا بـــه وعـــدَ مَــنْ دنـدنَـا
فـبورك مَن جدَّ يبغي الوصول … وأبــعــدَ عــمَّــا يــريـدُ الــونَـى
فـنعم الـتَّسابقُ في الصَّالحات … ونــعــم الـمـبـشِّـرُ والـمُـجْـتَنَى
فــلـيـلُ الــتـقـيِّ بــهــا مــقـمـرٌ … وهـــــلَّ لـــــه صــبـحُـه بــيِّـنَـا
ونـعـم الـمـشقَّةُ فـيـها الـثواب … وفـيـهـا الـجـزيـلُ بــمـا حـفَّـنَـا
قـنـاديـلُها لـــم يــزلْ ضـوؤُهـا … يـكـحِّـلُ مـــن نـــوره الأعـيـنَـا
فـحـمدًا لــربِّ الـوجـودِ الــذي … أعــــانَ الـــذي لـلأمـانـي رنَـــا
وحـمدا لـه قـد هـدانا الـطريق … ولـــــولاهُ جــــلَّ لـتـهـنـا هــنَــا
لــك الـحـمدُ ربِّــي فـأتـممْ لـنـا … فــلاحًــا ونــصــرًا وعـــزًّا لــنَـا
فـأنـت الـكـريمُ الــذي يُـرتَجَى … فــــأدرك إلــــهَ الـــورى حـالـنَـا