تقرير أممي : إسرائيل تواصل قصف غزة وتدمير البني التحتية المدنية

 

الأمة     : أصدر مكتب الأمم المتحدة للشئؤن الإنسانية تقريرا حول مستجدات الأحوال في غزة قال فيه : لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة،

مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. وما زالت التقارير تفيد بتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف. 

وفي 26 تموز/يوليو، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في معرض رده على سؤال خلال إحاطة صحفية بأن «الحالة الإنسانية في غزة تعد كارثة حقيقية». وطرح سببين رئيسيين لذلك.

أولًا، أسفرت الحملة العسكرية التي تتسم «بطابع فوضوي معين» عن أعلى مستوى من القتل والتدمير منذ أن تقلد منصبه في سنة 2017، حيث يُطلب من الناس مرارًا وتكرارًا إلى الانتقال من مكان إلى آخر «بحثًا عن أمان لا وجود له في أي مكان”.

وثانيًا، يعد مستوى المعونات الإنسانية «غير متناسب على الإطلاق مع الإحتياجات» . كما صرّح الأمين العام بأنه ثمة «غياب كامل للأمن وغياب تام للقانون» وذكر مجموعة من العقبات «فيما يتعلق بدخول المعدات الأمنية [و]ما يسمى المواد ’مزدوجة الاستخدام‘ من جملة احتياجات أخرى لإنجاز عملية إنسانية فعّالة”.  

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 169 فلسطينيًا وأُصيب 585 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 22 و25 تموز/يوليو. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و25 تموز/يوليو 2024، قُتل ما لا يقل عن 39,175 فلسطينيًا وأُصيب 90,403 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ولا تتوفر أعداد للضحايا التي تغطي الفترة الممتدة إلى ساعات ما بعد الظهر من يوم 26 تموز/يوليو حتى وقت إعداد هذا التقرير.   

قصف أماكن نزوح المدنيين 

وكانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 20 و24 تموز/يوليو : 

عند نحو الساعة 22:15 من يوم 20 تموز/يوليو، أشارت التقارير إلى مقتل 10 فلسطينيين من أسرة واحدة، من بينهم خمس نساء على الأقل، وإصابة آخرين عندما قُصف بركس يؤوي نازحين في منطقة الرميدة في بني سهيلا شرق خانيونس. 

عند نحو الساعة 23:00 من يوم 20 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل خمسة فلسطينيين، من بينهم فتاتان، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في مخيم النصيرات الجديد بدير البلح. 

عند نحو الساعة 23:15 من يوم 20 تموز/يوليو، قُتل سبعة فلسطينيين، من بينهم عدد غير محدد من النساء والأطفال، وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل قرب مسجد الصفا في مخيم البريج للاجئين في دير البلح، حسبما نقلته التقارير. 

عند نحو الساعة 7:35 من يوم 22 تموز/يوليو، قُتل ستة فلسطينيين من أسرة واحدة وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل في منطقة الفجم في بني سهيلا شرق خانيونس، حسبما ورد في التقارير. 

عند نحو الساعة 13:35 من يوم 23 تموز/يوليو، قُتل تسعة فلسطينيين، بمن فيهم أربعة أطفال، وأُصيب سبعة آخرون عندما قُصف منزل قرب المدخل الرئيسي لمخيم البريج في دير البلح، حسبما أشارت التقارير إليه. 

عند نحو الساعة 21:10 من يوم 24 تموز/يوليو، قُتل ستة فلسطينيين، من بينهم عدد غير محدد من الأطفال، وأُصيب آخرون عندما قُصفت مجموعة من الفلسطينيين في مشروع بيت لاهيا في شمال غزة، حسبما أفادت التقارير به. 

فبين ساعات ما بعد الظهر من يومي 22 و26 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل جنديين إسرائيليين في غزة وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و26 تموز/يوليو 2024، قتل أكثر من 1,528 إسرائيليًا وأجنبيًا،

ويشمل هؤلاء 328 جنديًا إسرائيليًا قتلوا في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرية، كما أفادت التقارير بإصابة 2,161 جنديًا منذ بداية العملية البرّية.

 وفي 25 تموز/يوليو، صرّح الجيش الإسرائيلي، وحسبما نقلته وسائل الإعلام عنه، بأن قواته استعادت في 24 تموز/يوليو جثامين خمسة إسرائيليين كان يُعتقد بأنهم قُتلوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر واحتُجزوا كرهائن في غزة.

وأضاف الجيش الإسرائيلي بأن هذه الجثامين استُخرجت من منطقة في خانيونس كانت مصنفة باعتبارها «منطقة إنسانية» في السابق. وحتى يوم 26 تموز/يوليو، تشير التقديرات إلى أن 115 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة.

 ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة. تثقل الأحداث المتكررة التي تسفر عن وقوع إصابات جماعية ترهق كاهل قدرات المستشفيات على الاستجابة للإصابات والحالات الطارئة.

73 قتيلًا و270 مصابًا في خان يونس 

وفي 23 تموز/يوليو، أعلن مجمع ناصر الطبي أن عددًا من المصابين الذين نُقلوا إلى المنشأة في أعقاب عمليات القصف التي شُنّت على خان يونس في 22 تموز/يوليو توفوا متأثرين بجروحهم.

 بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وأن العديد ممن أرادوا التبرع بالدم كانوا غير مؤهلين صحيًا بحكم معاناتهم من الهزال وسوء التغذية.ووفقًا لوزارة الصحة، ارتفعت حصيلة الضحايا في خانيونس إلى 73 قتيلًا و270 مصابًا حتى يوم 23 تموز/يوليو.

وبينما نُقلت غالبية المصابين إلى مجمع ناصر الطبي، نُقل 40 مصابًا إلى مستشفى الأقصى في دير البلح، الذي يعمل الآن بكامل طاقته، وآخرون إلى المستشفيين الميدانيين اللذين تشغلهما الهيئة الطبية الدولية في غزة ومؤسسة (UK-Med)، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. 

كما يتعرض عشرات الآلاف من الناس لموجات جديدة من النزوح في شتّى أرجاء غزة بسبب أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي وتصاعد الأعمال القتالية.

 ويقدر الفريق العامل المعني بإدارة المواقع بأن نحو 182,000 شخص نُزحوا بين يومي 22 و25 تموز/يوليو من وسط خانيونس وشرقها إلى منطقة المواصي،

التي تصنفها السلطات الإسرائيلية باعتبارها «منطقة إنسانية،» وأن نحو 12,600 آخرين نُزحوا من مخيم البريج إلى مخيمي المغازي والنصيرات في دير البلح.

 ولا يزال المئات من أشخاص آخرين عالقين في الجهة الشرقية من خانيونس وسط الأعمال القتالية الكثيفة ويشمل هؤلاء أشخاصًا يعانون من الحركة المحدودة وأفراد أسرهم الذين يدعمونهم. ومن بين العالقين نحو 300 شخص جرى تحديدهم على أنهم يلتمسون المأوى في المدارس.

ويتواصل موظفو الأمم المتحدة مع طرفي النزاع من أجل ضمان سلامتهم. ووفقًا للدفاع المدني الفلسطيني فقد تلقت طواقمه العديد من نداءات الاستغاثة من الأسر العالقة شرق خانيونس، ولكنها لم تملك القدرة على الوصول إليهم بسبب منع إمكانية الوصول من جانب الجيش الإسرائيلي.

ومن بين آلاف النازحين الذين لم يتمكنوا من الانتقال، شوهد المئات وهم لا يحملون سوى قدر ضئيل من مقتنياتهم ويصلون إلى منطقة المواصي المكتظة في الأصل،

 حيث يضطر الكثير منهم إلى قضاء الليل في الشوارع وهم مرهقون وفي حاجة إلى الشوادر لإيوائهم وإلى الوجبات الساخنة ومياه الشرب والحفاضات والمراحيض المتنقلة ومجموعات النظافة الصحية.

قتل النازحين من شمال غزة لجنوبها 

و شهد النزوح من شمال غزة إلى جنوبها تراجعًا ملحوظًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث لم يصل غير 12 شخصًا تقريبًا إلى نقاط الاستقبال التي أقامتها الجهات الفاعلة في مجال تقديم المعونة على طريق صلاح الدين في يومي 24 و25 تموز/يوليوجنوب في 25 تموز/يول.

و أكدّ الدفاع المدني أنه تلقى عشرات الاتصالات التي أشارت إلى أن عددًا كبيرًا من الأشخاص فُقدوا في أثناء انتقالهم من شمال غزة إلى جنوبها وأن مكانهم لا يزال مجهولًا. 

كما زعزعت أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا والأعمال القتالية المكثفة استقرار عمليات تقديم المعونات بدرجة كبيرة وحدّت من قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الإغاثة للناس المحتاجين في محافظة خانيونس.

فعلى سبيل المثال، علّقت ست منظمات شريكة في مجموعة التعليم أنشطتها خلال هذا الأسبوع، مما أثر على 1,500 طفل في أماكن مؤقتة للتعلم ونحو 20,000 طفل كانوا يستفيدون من أنشطة الصحة العقلية والأنشطة الترويحية وتوقفت عشر مدارس تابعة للسلطة الفلسطينية كانت تُستخدم كمراكز لإيواء النازحين عن العمل، مما ألحق الضرر بـ8,232 شخصًا.

وبالمثل، تعرض الأمن الغذائي للخطر، إذ علّقت 12 نقطة لتوزيع الغذاء وثمانية نقاط لتقديم الوجبات المطهوة عملياتها، كما تعطلت برامج التغذية التي كانت تدعم أكثر من 2,800 طفل وامرأة حامل في مركزين من مراكز الإيواء.

 وفضلًا عن ذلك، توقفت خدمات الحماية، بما فيها حماية الطفولة والاستجابة للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، مما ترك الآلاف من النساء والفتيات عرضة للخطر.

كما توقفت عمليات عشر من منشآت المياه والصرف الصحي الحيوية، بما فيها محطات تحلية المياه وخزانات المياه ومنشآت الصرف الصحي،مما زاد من تفاقم المخاطر المحدقة بالصحة العامة بسبب الاكتظاظ وقصور مرافق الصرف الصحي.

وعلاوةً على ذلك، صرّحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في 24 تموز/يوليو بأن سبعة من أصل 27 مركز إيواء تديرها الجمعية في شتّى أرجاء غزة خرجت عن الخدمة نتيجة لأوامر الإخلاء المتكررة ومواقع إيواء النازحين التي باتت عرضة للهجمات.

 نقص ونفاد الأدوية 

ولا تزال الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها ماضية على قدم وساق لاستعادة الرعاية الطارئة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. ففي 22 تموز/يوليو، أُرسلت بعثة لتقييم المنشأة، التي دُمرت في شهر آذار/مارس 2024، من أجل تحديد الخطوات التالية المطلوبة.

 وبيّن د. أياديل سباربيكوف، قائد فريق منظمة الصحة العالمية لبرامج الطوارئ في الأرض الفلسطينية المحتلّة، في إحاطة صحفية قدمها في 23 تموز/يوليو أن الخطة تتمثل في إعادة تأهيل قسم الطوارئ واستئناف الخدمات الأساسية على الأقل.من قبيل فرز المصابين وتقديم العلاج الطارئ للأمراض السارية وغير السارية. وفي الوقت الراهن،

و تفيد الأونروا بأن ما نسبته 60 في المائة من الأدوية إما نفدت بالكامل وإما باتت متاحة بكميات ضئيلة للغاية بسبب القيود المفروضة على إدخال مخزونات جديدة منها إلى غزة وإرسالها إلى المنشآت الصحية.

وفي 24 تموز/يوليو، تمكنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من تسليم 48,000 لتر من الوقود لمستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي في شمال غزة. 

ويكافح العاملون في مجال تقديم المعونات في سبيل الاستجابة لحيز إنساني آخذ في التضاؤل باستمرار وبيئة عملياتية تتسم بانعدام الأمن إلى حد كبير.

ففي 25 تموز/يوليو، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية أطلقت الذخيرة الحيّة على سيارة إسعاف تابعة لها حينما كان أفراد طاقمها يخلون شخصًا مصابًا في خانيونس

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights