الأمة: رغم المحاولات كلها التي بادرت إليها مؤسسات وشخصيات وطنية فلسطينية للتوسط لإنهاء الخلاف المحتدم بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ونشطاء من المقاومة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، إلا أن قيادات السلطة وحركة “فتح” أفشلوها.
ويصر هؤلاء على ما يصفونه بـ “إنهاء الحالة في المخيم” في إشارة إلى تسليم نشطاء المقاومة أنفسهم للسلطة مع سلاحهم، ودخول عناصر أمن السلطة للمخيم دون أي عقبات.
وكشفت مصادر خاصة لـ”وكالة قدس برس”، اليوم الأربعاء، عن ذهاب وزير الداخلية في السلطة الفلسطينية، زياد هبّ الريح، إلى جنين 3 مرات منذ بداية الأحداث مطلع الأسبوع الجاري، وكذلك مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، إسماعيل جبر،
وقادة الأجهزة الأمنية في مقدمتهم رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، وقيادات في حركة “فتح” يتقدمهم عزام الأحمد، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على جنين ومخيمها.
ويسود التوتر لليوم السابع على التوالي في مدينة جنين ومخيّمها، حيث تستمر الاشتباكات المسلّحة بين عناصر تابعين لأجهزة أمن السلطة ونشطاء من “كتيبة جنين – الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي” بالتزامن مع فرض حصار على المخيم.
وتأتي الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة “الجهاد الإسلامي”، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة، الخميس الماضي، على مركبتين إحداهما تعود إلى الارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة في السلطة،
أعقبها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله، وصولاً إلى تورط عناصر من أمن السلطة بقتل الشاب ربحي محمد شلبي (19 عاماً) يوم الاثنين، بعد أن أوقفته دورية الأجهزة الأمنية في “حيّ الجابريات” بالمدينة، وأطلقت عليه النار على نحو مباشر.
وطالبت “الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان” (رسمية) السلطة الفلسطينية وحركة “فتح” بـ “تحقيق جنائي فوري وجدي في حادثة مقتل الشاب شلبي، خاصة بعد أن أكدت توثيقات الهيئة وانتشار مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن إطلاق النار عليه وقتله على نحو مباشر، كان من مركبة تابعة للأمن الفلسطيني”.
وتسود حالة استياء عارمة في جنين؛ بسبب الانتهاكات التي تنفذها أجهزة أمن السلطة من جهة، ورفضها لأي حلول تنهي الأحداث المؤسفة من جهة أخرى.
وبعد حادثة إطلاق النار من قبل عناصر من أمن السلطة على الشاب الفلسطيني، أعلن المقدم في جهاز الأمن الوطني التابع للسلطة، مصطفى صالح، براءته من سلوكيات الأجهزة الأمنية في مخيم جنين المتواصلة منذ نحو أسبوع.
وظهر صالح أمس الثلاثاء، خلال تشييع الشاب الشلبي، قائلاً: “انتصاراً لله ولرسوله ولدماء الشهداء ولأهلي في مخيم جنين، أعلن براءتي أمام الله ورسوله من هؤلاء القتلة (الأجهزة الأمنية)، ومن هذه اللحظة لا يوجد صلة لي بهم”.
ودعا صالح من وصفهم بالشرفاء في الأجهزة الأمنية إلى ترك ما أسماه “مربع الخطأ”، وألا يكونوا في صفّ من يقتل شعبه وأهله ودينه.
واتهمت حركة “الجهاد الإسلامي” الأجهزة الأمنيّة في السلطة الفلسطينية بـ”تنفيذ مخطط ضدّ كتائب المقاومة”.
واعتبرت أن ما يجري “تجاوز للمحرمات الدينية والوطنية والعائلية”، و”إصرار مريب على جرّ الضفة إلى الفتنة والاحتراب الداخلي والاقتتال”، في بيان صدر عنها.
وناشدت الحركة في بيان لها “المعنيون في السلطة بكبح جماح ذوي الرؤوس الحامية في الأجهزة الأمنية، والوقف الفوري للمخطط الذي وصفته بـ “المشبوه”، وقالت إنه لا يستفيد منه إلّا الاحتلال.