رويترز – تقرير خاص
كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل أكثر من 60,034 شخصًا، نحو ثلثهم من الأطفال دون سن 18 عامًا، في واحدة من أكثر جولات الصراع دموية منذ سنوات.
ووفقًا للوزارة، فإن نحو 18,592 من القتلى (30.8%) هم أطفال، تتراوح أعمارهم بين حديثي الولادة و18 عامًا، فيما بلغ عمر أكبر الضحايا 110 سنوات. وقد جرى توثيق الأسماء وأرقام الهويات لمعظم القتلى، لكن ظروف الحرب وتعطل المشافي دفعت السلطات لاعتماد أساليب أخرى في الإحصاء، شملت الجثث مجهولة الهوية التي تمثل حاليًا نحو ثلث العدد الإجمالي.
ومنذ استئناف العمليات الإسرائيلية الأسبوع الماضي بعد توقف دام شهرين، تؤكد الوزارة مقتل أكثر من 8500 شخص إضافيين. وتقول إن عددًا غير معلوم من الجثث لا يزال تحت الأنقاض، وقدّرت الوزارة أن هناك نحو 10 آلاف ضحية لم تُدرج بعد في الإحصاءات الرسمية.
ويُظهر تحليل سابق أجرته “رويترز” لقوائم الضحايا أن أكثر من 1200 عائلة فلسطينية أُبيدت بالكامل، بينها عائلة واحدة مكونة من 14 فردًا.
دراسة نشرتها مجلة ذا لانسيت في يناير 2024، راجعتها جهات علمية مستقلة، تشير إلى أن العدد الحقيقي للوفيات ربما يزيد بنسبة 40% عن الحصيلة الرسمية، في ظل انهيار النظام الصحي في القطاع بسبب القصف والحصار.
من جهتها، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية قد تكون دون الواقع، مشيرة إلى أن توثيقها يظهر أن 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال.
وعلى الرغم من سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منذ عام 2007، فإن وزارة الصحة في غزة تدار رسميًا من قبل وزارة الصحة في رام الله التابعة للسلطة الفلسطينية، في حين تتقاسم السلطتان دفع رواتب موظفيها.
الجيش الإسرائيلي، الذي يواصل عملياته البرية منذ 27 أكتوبر 2023، يقول إنه قتل نحو 20 ألف مقاتل من حماس، لكن هذه التقديرات لم تُحدّث منذ يناير 2025. وتعتمد إسرائيل على تقديرات استخباراتية واعتراضات إلكترونية وإحصاء جثث لتحديد أعداد القتلى من المسلحين.
في المقابل، لم تعلن حماس عدد القتلى من مقاتليها، لكنها تنفي صحة الأرقام الإسرائيلية وتتهم الجيش بتضخيمها. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المدنيين دروعًا بشرية والتمركز في مناطق مأهولة ومدارس ومشافي، وهو ما تنفيه الحركة.
وتعتمد الأمم المتحدة ومنظمات مثل منظمة الصحة العالمية على أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، مؤكدة أنها أكثر دقة من أغلب نظم الإحصاء في الشرق الأوسط، بالنظر إلى سجل غزة الصحي والإحصائي قبل الحرب.
حتى الآن، لم تعلّق الحكومة الإسرائيلية رسميًا على إعلان وزارة الصحة الفلسطينية الأخير. لكن الجيش الإسرائيلي يواصل التأكيد على أنه “يبذل قصارى جهده لتفادي سقوط مدنيين”، في وقت تتواصل فيه الغارات والعمليات العسكرية على القطاع.
يبقى أن الحصيلة المعلنة، رغم فداحتها، لا تُعطي سوى جزء من الصورة الكاملة، حيث يخشى المراقبون من أن الأعداد الحقيقية للضحايا قد لا تُعرف بالكامل أبدًا، في ظل استمرار المعارك وانهيار البنى التحتية في غزة.