فى تقرير لها نشرته وكالة أسوشتيد برس على موقعها الاليكترونى قام به الصحفيون: جون جامبرل، ميلاني ليدمان، جوليا فرانكل.. .شنت إسرائيل ضربات جوية على أنحاء متفرقة من إيران لليوم الثالث على التوالي، يوم الأحد، وهددت باستخدام قوة أكبر، بينما تمكنت بعض الصواريخ الإيرانية من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية لتصيب مبانٍ في قلب البلاد. وقد تم إلغاء المحادثات المخطط لها حول البرنامج النووي الإيراني، والتي كان من الممكن أن تفتح مخرجًا دبلوماسيًا.
وتتهيأ المنطقة لصراع طويل بعد القصف المفاجئ الذي شنته إسرائيل على مواقع نووية وعسكرية في إيران يوم الجمعة، وأسفر عن مقتل عدد من كبار الجنرالات والعلماء النوويين. ولم تُظهر أي من الجانبين نية للتراجع. وقالت إيران إن إسرائيل استهدفت مصفاتين للنفط، مما يثير احتمال توسيع الهجوم ليشمل قطاع الطاقة الإيراني الخاضع للعقوبات، وهو ما قد يؤثر على الأسواق العالمية.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حذّر الجيش الإسرائيلي الإيرانيين من البقاء في مصانع الأسلحة، ما يشير إلى احتمال توسيع الحملة. وقرابة الظهر بالتوقيت المحلي، سُمعت انفجارات مجددًا في العاصمة الإيرانية، طهران.
دعم أمريكي وتحذير لإيران
عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه الكامل لإجراءات إسرائيل، محذرًا إيران من أن السبيل الوحيد لتجنب المزيد من الدمار هو القبول باتفاق نووي جديد.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، إن “ردودنا ستتوقف إذا توقفت الضربات الإسرائيلية”. وأضاف أن الولايات المتحدة “شريك في هذه الهجمات ويجب أن تتحمل المسؤولية”.
انفجارات في طهران
ترددت أصداء انفجارات جديدة في أنحاء طهران وفي مناطق أخرى من البلاد صباح الأحد، دون تحديث لحصيلة الضحايا التي أعلنها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، والتي بلغت 78 قتيلاً وأكثر من 320 جريحًا.
في إسرائيل، أعلنت خدمة الإسعاف “نجمة داوود الحمراء” عن مقتل 10 أشخاص على الأقل في الضربات الإيرانية ليلة السبت وصباح الأحد، ليرتفع إجمالي القتلى إلى 13. كما بقي مطار بن غوريون والأجواء الإسرائيلية مغلقة لليوم الثالث على التوالي.
ضربات إسرائيلية على وزارة الدفاع الإيرانية
استهدفت الضربات الإسرائيلية وزارة الدفاع الإيرانية صباح الأحد، بعد ضربات سابقة على أنظمة الدفاع الجوي، وقواعد عسكرية، ومواقع مرتبطة بالبرنامج النووي. وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار الجنرالات والعلماء النوويين، مما يشير إلى اختراق استخباراتي إسرائيلي عالي المستوى داخل إيران.
ضحايا في إسرائيل
في مدينة بات يام قرب تل أبيب، قُتل ستة أشخاص، بينهم طفلان بعمر 9 و10 سنوات، إثر إصابة مبنى سكني بصاروخ. وأفاد قائد الشرطة المحلية دانيال حداد أن 180 شخصًا أصيبوا وما زال 7 في عداد المفقودين.
في مدينة تمرة العربية شمال إسرائيل، قُتل أربعة أشخاص بينهم طفل عمره 13 عامًا، وأصيب 24. أما في مدينة رحوفوت، فقد أُصيب 42 شخصًا، وتعرض معهد وايزمان للعلوم لأضرار في بعض مبانيه، دون تسجيل إصابات.
ورغم امتلاك إسرائيل منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، إلا أن المسؤولين يعترفون بأنها ليست محكمة بالكامل.
دعوات عاجلة للتهدئة
دعت دول عدة إلى التهدئة، ووصفت الصين الهجوم على المنشآت النووية بأنه “سابقة خطيرة”. وتزامن التصعيد مع استمرار الحرب في غزة ضد حماس، الحليف الإيراني.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الدعوات الدولية، قائلاً إن الضربات حتى الآن “لا تقارن بما سيشعرون به في الأيام القادمة تحت وطأة قواتنا”.
وأعلنت إسرائيل أنها نفذت الهجوم لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. ورغم أن إيران تؤكد سلمية برنامجها النووي، إلا أنها خزنت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بدرجات قريبة من مستوى السلاح، وتقديرات غربية تشير إلى أنها كانت قادرة على تصنيع عدة رؤوس نووية خلال أشهر إذا قررت ذلك.
إدانة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران الأسبوع الماضي لعدم التزامها بالتزاماتها.
وصرّح عراقجي أن إسرائيل استهدفت مصفاة نفط قرب طهران وأخرى في محافظة بوشهر المطلة على الخليج. كما أعلن عن استهداف إيران لـ”مواقع اقتصادية” داخل إسرائيل دون توضيح.
وكشفت وكالات أنباء شبه رسمية في إيران عن انفجار قوي في منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي نتيجة ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة، لكن الجيش الإسرائيلي لم يعلق.
أضرار في منشآت حيوية
أُصيبت مصفاة نفط في مدينة حيفا شمال إسرائيل، وأعلنت شركة “بازان” عن أضرار في خطوط الأنابيب مما أجبر بعض المنشآت على التوقف، دون تسجيل إصابات.
تعليق المفاوضات النووية
أعلنت سلطنة عمان، التي كانت تتوسط في محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، أن الجولة السادسة المقررة يوم الأحد قد أُلغيت.
وقال مسؤول أمريكي كبير – رفض ذكر اسمه – إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالمفاوضات وتأمل أن تعود إيران إلى الطاولة قريبًا.
في ذات السياق، قال عراقجي إن المفاوضات النووية “أصبحت غير مبررة” بعد الضربات الإسرائيلية التي حمّل واشنطن مسؤوليتها.
وفي منشور عبر منصة “تروث سوشيال”، جدد ترامب التأكيد على أن بلاده لم تشارك في الهجمات على إيران، لكنه حذّر من أن أي هجوم على الولايات المتحدة سيقابل برد أمريكي “بمستوى غير مسبوق”. وأضاف: “مع ذلك، يمكننا بسهولة إبرام اتفاق بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي!!!”
أضرار بالغة في منشآت نطنز وأصفهان
أظهرت صور أقمار صناعية حللتها وكالة “أسوشيتد برس” أضرارًا واسعة في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. وأظهرت الصور دمارًا في عدة مبانٍ، بينها منشآت تغذي المنشأة بالطاقة.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن القسم العلوي من منشأة نطنز دُمّر بالكامل، فيما لم تتضرر المنشآت تحت الأرض، رغم احتمال تعرضها لأضرار بفعل انقطاع التيار.
وفي أصفهان، أُصيب موقع أبحاث نووي، وقالت الوكالة إن أربع منشآت حيوية تضررت، منها منشأة تحويل اليورانيوم. لكنها لم ترصد زيادة في مستويات الإشعاع.
ووفقًا لمسؤول عسكري إسرائيلي، فإن تقييم الجيش الأولي يشير إلى أن “إصلاح الأضرار في نطنز وأصفهان سيستغرق أكثر من بضعة أسابيع”، مضيفًا أن لدى الجيش معلومات استخباراتية مؤكدة أن الإنتاج في أصفهان كان لأغراض عسكرية.