أثار تقرير صدر مؤخرا بعنوان «التمييز الإيجابي للمسلمين في الهند المعاصرة» نقاشات حول التمييز المنهجي الذي تواجهه المجتمعات المسلمة في البلاد.
وتم الكشف عن التقرير في المركز الدولي الهندي، تلاه حلقة نقاشية ضمت علماء بارزين وشخصيات عامة.
يسلط التقرير، الذي شارك في تأليفه الدكتور هلال أحمد والدكتور محمد سنجير علم من مركز دراسة المجتمعات النامية، إلى جانب نظيمة برفين، زميلة الأبحاث المساعدة في مؤسسة وجهات النظر السياسية، الضوء على الإقصاء الاجتماعي المستمر والتهميش الاقتصادي للمسلمين.
وقالت نظيمة برفين خلال الفعالية: إننا بحاجة إلى معيار علماني لقياس التهميش النسبي للمجتمعات المسلمة حتى يمكن استيعابها في نظام الحجز الحالي.
وقد ضمت حلقة النقاش الأستاذ أميتاب كوندو من جامعة جواهر لال نهرو، ومؤسس حركة سواراج أبهيان يوجيندرا ياداف، والصحفية الكبيرة غزالة وهاب، والمديرة التنفيذية لمؤسسة سكان الهند بونام موتريجا.
وبالاستفادة من البيانات الواردة في تقرير وضع المسلمين، قارن الأستاذ كوندو المسلمين بالهندوس والطبقات المجدولة والقبائل المجدولة والطبقات المتخلفة الأخرى من حيث التعليم والتوظيف.
وقال كوندو إن عدم المساواة والمساواة أمران مختلفان، لكن التمييز هو حقيقة حاولنا قياسها في هذا التقرير.
وأوضح أن التمييز يتجلى في عدم تكافؤ فرص العمل وفجوات الأجور،
مضيفًا: عندما تحلل هذه العوامل، يتضح أن التمييز ضد المسلمين هو حقيقة مريرة.
كما تحدى كوندو الصور النمطية حول المجتمعات الإسلامية.
الأسر المسلمة حريصة على تعليم النساء
وفي معرض حديثه عن الاعتقاد الخاطئ بأن الأسر المسلمة تمنع النساء من تلقي التعليم، قدم بيانات تظهر أن الفجوة بين الجنسين في الالتحاق بالمدارس أقل بين المسلمين منها بين الهندوس.
وقال بالنسبة لفئة «لم يلتحقوا قط بالمدارس»:
فإن الفجوة بين الإناث والذكور بين المسلمين تبلغ 4.97 في المائة – أقل من 5.83 في المائة بين الهندوس.
وقد دحضت بونام موتريجا أسطورة أخرى منتشرة على نطاق واسع مفادها أن عدد السكان المسلمين ينمو بمعدل ينذر بالخطر.
وقالت: لن ينمو عدد السكان المسلمين بأكثر من 18% في القرن المقبل.
والواقع أن عدد السكان المسلمين هو الأسرع انحدارا.
القنوات الإخبارية الهندية تروج الأكاذيب
وانتقدت موتريجا القنوات الإخبارية الهندية لترويجها للأكاذيب، قائلة:
لقد لعبت وسائل الإعلام دورا تخريبيا ومدمرا من خلال تكرار هذه الكذبة مرارا وتكرارا.
ويدعو التقرير إلى «نهج التقارب» لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المسلمون.
سلطت الصحافية الكبيرة غزالة وهاب الضوء على الفجوة بين الإحصاءات الرسمية والتجارب المعيشية للمسلمين الهنود.
واختتمت الندوة بدعوة إلى اتخاذ إجراءات إيجابية مستهدفة لمعالجة التهميش المتجذر للمسلمين.
وحثت كوندو على إذا كنا جادين في تحقيق العدالة الاجتماعية،
فيجب علينا الاعتراف بالتمييز الذي يواجهه المسلمون واتخاذ خطوات ملموسة لتفكيك هذه الحواجز.
