تقرير: 17% فقط من المدن العالمية تلتزم بمعايير جودة الهواء

تلوث الهواء يهدد صحة الملايين حول العالم
كشف تقرير حديث أن 17% فقط من المدن العالمية تلتزم بإرشادات جودة الهواء التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، بينما تعاني معظم دول العالم من مستويات تلوث خطيرة تؤثر على صحة السكان.
الدول التي تفي بالمعايير البيئية
وفقًا لتقرير صادر عن منصة IQAir، وهي قاعدة بيانات متخصصة في مراقبة جودة الهواء مقرها سويسرا، فإن الدول التي تلتزم بمعايير الهواء النظيف تشمل أستراليا، نيوزيلندا، جزر الباهاما، بربادوس، غرينادا، إستونيا، أيسلندا، بينما تعاني بقية الدول من مستويات تلوث مرتفعة.
أكثر الدول تلوثًا بالهواء
حللت IQAir بيانات من 40 ألف محطة مراقبة في 138 دولة، وكشفت أن أكثر الدول تلوثًا هي:
- تشاد (91.8 ميكروغرام/م³) – أكثر من 18 ضعف الحد الموصى به.
- الكونغو الديمقراطية (58.2 ميكروغرام/م³) – أكثر من 11 ضعف الحد المسموح به.
- بنغلاديش (78.0 ميكروغرام/م³) – أكثر من 15 ضعف الحد المسموح به.
- باكستان (73.7 ميكروغرام/م³) – أكثر من 14 ضعف الحد المسموح به.
- الهند (50.6 ميكروغرام/م³) – أكثر من 10 أضعاف الحد الموصى به.
المدن الأكثر تلوثًا عالميًا
احتلت ست مدن هندية مراكز في قائمة أكثر المدن تلوثًا عالميًا، وتصدرت مدينة بيرنيهات الصناعية القائمة بمستوى تلوث بلغ 128.2 ميكروغرام/م³، وهو أكثر من 25 ضعف الحد المسموح به وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
مخاطر التلوث على الصحة العامة
يركز التقرير على جسيمات PM2.5 الدقيقة، التي تعد من أخطر الملوثات لقدرتها على اختراق الرئتين ومجرى الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بـ:
- أمراض الجهاز التنفسي.
- الفشل الكلوي المزمن.
- السرطان، السكتات الدماغية، النوبات القلبية.
- القلق والاكتئاب.
ضعف المراقبة يزيد من خطورة المشكلة
حذر الخبراء من أن مستويات التلوث قد تكون أعلى مما يتم تسجيله، نظرًا لنقص محطات المراقبة، حيث يوجد في إفريقيا محطة واحدة لكل 3.7 مليون شخص، ما يجعل قياس جودة الهواء غير دقيق في العديد من المناطق.
تراجع الدعم لمراقبة التلوث
في تطور سلبي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي عن إيقاف نشر بيانات جودة الهواء من سفاراتها وقنصلياتها، مما قد يؤثر على قدرة بعض الدول في قياس تلوث الهواء بدقة.
الجهود المبذولة لمكافحة التلوث
رغم هذه التحديات، تبذل بعض الدول جهودًا ناجحة لتحسين جودة الهواء، ومن أبرزها:
- بكين وسيئول وريبنيك، حيث تم فرض قيود صارمة على انبعاثات المركبات ومحطات الطاقة والصناعة.
- التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والاستثمار في النقل العام.
- اتفاقية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) للحد من التلوث الضبابي الناتج عن حرائق الغابات.
تلوث الهواء وأزمة المناخ وجهان لعملة واحدة
أكدت شويتا نارايان، قائدة حملة التحالف العالمي للمناخ والصحة، أن تلوث الهواء وأزمة المناخ مترابطان، حيث ينتج التلوث عن حرق الفحم والنفط والغاز، مما يزيد من الاحتباس الحراري ويضر بجودة الهواء.
دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن 99% من سكان العالم يعيشون في مناطق تتجاوز معايير جودة الهواء الموصى بها، مما يؤدي إلى وفاة 7 ملايين شخص سنويًا.
وقالت فاطمة أحمد، خبيرة تلوث الهواء في ماليزيا:
“إذا كان الماء ملوثًا، يمكنك الانتظار حتى يتم تنظيفه، ولكن إذا كان الهواء ملوثًا، لا يمكنك التوقف عن التنفس.”