الثلاثاء يوليو 2, 2024
تقارير سلايدر

التفاف ومراوغة للإبقاء على “السبوبة”

“تكوين”.. آخر ما قرأت لكنه أهم ما ستعرف

الأمة: للأسف صارت الكتابة والتعريف بهذا الكيان “تكوين” وآخر تصريحات المكونين له ضرورة على غير رغبة منا. فما هذه الكيانات ونظيراتها إلا كفتن شاردة ليس من الحكمة أبدًا تسليط النور عليها.

لكن الواقع يقول أنها الآن عرفت، وبصورة أو أخرى بات الحديث عنها ضرورة إذا ما تناولنا كشف مراوغاتها، وأهدافها الباطنية التي يتستر عليها مؤسسو الكيان كي تظل “السبوبة” دائرة.

وكان بطل التصريحات الأخيرة الروائي، يوسف زيدان، الذي انتشر له فيديو قديم يصف فيه شريكه الجديد في “تكوين”، الحبسجي، إسلام البحيري، بالجاهل المسكين، وأخرى يقول فيها أنه على خلاف مع شريكه الآخر، الصحفي، إبراهيم عيسى!

لكن قبل الدخول إلى هذه التصريحات نود أن نتعرف أكثر على هذا ال”تكوين” ومصادر تمويله؟!

مؤسسة تكوين والتمويل

تم الإعلان عن انطلاق المؤسسة من خلال منتدى تكوين الأول في المتحف المصري الكبير، وفي جلسة تحت عنوان: “نصف قرن على رحيل طه حسين.. أين نحن من التجديد اليوم؟”.

وسبق الإعلان اجتماع تحضيري جمع زيدان وعيسى وبحيري وناعوت وعدد من القائمين على المؤسسة في أحد المطاعم الشهيرة، والتي انتشرت خلالها صور “البيره”!

ووجهت المؤسسة دعوات أيضًا لكتاب ومفكرين من مختلف الدول العربية من أجل استضافتهم في القاهرة للمشاركة في حفل الانطلاق الذي يعتبر الأضخم لمؤسسة ثقافية.

سبقها اجتماع تحضيري عقد ليلة أمس جمع زيدان وعيسى وبحيري وناعوت وعدد من القائمين على المؤسسة في أحد المطاعم الشهيرة.

وتعرف المؤسسة نفسها عبر موقعها الإلكتروني، أنها تهدف إلى وضع الثقافة والفكر العربي في أطر جديدة أكثر حيوية وتواصلًا وشمولية مع المجتمع العربي، ومد جسور التعاون مع الثقافات المختلفة في عالمنا المعاصر، بهدف تمهيد السبيل نحو فكر عربي مستنير يقوم على قاعدة فكرية رصينة ومتزنة، وتؤسس جسورًا من التواصل بين الثقافة والفكر الديني، للوصول إلى صيغة جديدة في النظر.

وهي تقوم على تطوير خطاب التسامح وفتح آفاق الحوار والتحفيز على المراجعة النقدية وطرح الأسئلة حول المسلمات الفكرية، وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون تحقيق المشروع النهضوي الذي انطلق منذ قرنين.

وتضيف أنها تنادي إلى تأسيسها مجموعة من المفكرين والباحثين العرب بهدف تعزيز قيم الحوار البنّاء، ودعم الفكر المستنير والإصلاح الفكري، وخلق فضاءات تقنية مناسبة تسمح بوصول منتجها الفكري المرئي والمسموع والمقروء إلى أوسع قاعدة ممكنة من الجمهور.

كما تهدف المؤسسة إلى إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح والحوار وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان.

فاطمة ناعوت

عضو نقابة الصحفيين المصرية تحت التمرين حاليًا، فاطمة ناعوت، التي تشارك في نشاطات المؤسسة وتقدم من خلالها بودكاست قالت في تصريحات صحفية: مؤسسة تكوين تقوم على النهوض بالفكر العربي والتنوير، وبدأنا إطلاق المؤتمر بمناسبة مرور نصف قرن على رحيل طه حسين، نستعيد بذلك تجربة طه حسين التي لم تكتمل، والتي لم تكتمل ليس لنقص بها ولكن لأن هناك من حاربوا مشروع طه حسين التنويري.

وفيما يتعلق بتمويل المؤسسة أضافت ناعوت: دوري ليس مرتبطا بالجزء المادي.

إسلام بحيري يكشف التمويل

لكن بحيري، عضو مجلس أمناء مؤسسة «تكوين»، لم يتأخر في الرد والكشف عن مصادر التمويل كما الكاتبة فاطمة ناعوت، فقال إسلام بحيري في تصريحات لبرنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية «mbc مصر»: ن «تمويل المؤسسة قادم من تحالف رجال أعمال مصريين وغير مصريين؛ آمنوا بالفكرة وجدواها على المجتمعات والدول العربية المليئة بالتطرف الفكري»، قائلًا إنها ستصبح ربحية في مرحلة لاحقة.

وأكمل: «أنشأنا المؤسسة لأن المثقفين العرب والمصريين كل واحد يعمل بمجهوداته الشخصية، لا دعم مادي لإنتاج الأفكار والأدب والفن، ومنذ 6 سنوات بدأنا التفكير في عمل مؤسسة ثابتة وراسخة وتدعم كل المثقفين العرب».

الرجل هنا لم يقل صراحة ماذا يعني بقوله رجال أعمال غير مصريين؟ هل المقصود عربًا مثلًا، أم عربًا يحملون جنسيات غربية أو شرقية؟ كما أنه قالها صراحة، أنهم سيجمعون الأفكار الشاردة التي تتواءم مع منهجية “تكوين”، ليمولوا أصحابها كي يستمروا في الإنتاج.

فماذا عن يوسف زيدان؟

وفي تصريحات مساء الخميس لبرنامج “كل يوم” المذاع على قناة “أون”، قال الكاتب يوسف زيدان، إن هدف المؤسسة الرئيسي هو تحريك الراكد الثقافي العربي، والعمل على نشر الاستنارة والتسامح، في ظل تفاقم الكراهية بشكل كبير في المجتمعات العربية، بحسب تعبيره.

وفي محاولة للالتفاف على الأهداف الحقيقية للمؤسسة، والهروب من مواجهة المجتمع المصري الساخط على هؤلاء الشخوص قبل وبعد التجمع الذي أعلنوا عنه، والمعروف توجهاتهم سلفًا، أوضح زيدان، أن مؤسسة “تكوين” لم تتطرق بأي شكل من الأشكال لا إلى الدين ولا التدين، وهي أمور ليست لها أولوية في جدول أعمالها، كما أنها غير معنية إطلاقا بمسألة “تجديد الخطاب الديني”، ولكن ما يهم المؤسسة هو المجال الثقافي العام وإعادة بناء المفاهيم العامة، وتطوير النظرة العامة للفن والتاريخ والأدب والفلسفة.

 

وكشف الكاتب الروائي، أن”تكوين” تضم 150 شخصًا، بينهم اثنان من كبار الأساتذة بالأزهر الشريف، وقس من الكنيسة، واثنان من مخرجي السينما، و3 كتاب من الحاصلين على جاهزة “البوكر”، بالإضافة إلى 130 أستاذاً جامعياً من تخصصات مختلفة.

خلافه مع بحيري وعيسى

وأضاف زيدان أن هناك اختلافات في الآراء بين أعضاء المؤسسة، لكن المتفق عليه كبير، مشيرًا إلى أنه شخصيًا يختلف مع إبراهيم عيسى في مسألة “العلمانية”، موضحًا أنه يعتبرها غير مناسبة للمجتمعات العربية، والحل الأفضل هو إيجاد صيغة أخرى مناسبة خاصة بالمجتمع العربي.

وذكر زيدان أنه يختلف أيضا مع إسلام بحيري، وقال: “انزعجت جدا من رأي بحيري في الإمام البخاري، والإمام أحمد بن حنبل، وهذا موقف معلن لي منذ زمن”.

وأشار زيدان إلى أن هناك الكثير مما يجمع أعضاء المؤسسة من أفكار عامة وأهداف أساسية، وعلق: “ما يجمع أعضاء تكوين هو الليبرالية بمعنى التفكير الحر المنطلق”.

أرفض المناظرات وحوار الأديان

وجدد زيدان رفضه للمناظرات بين أعضاء المؤسسة وأي شخصية، وأوضح أنه لا يؤمن بالمناظرات ولا يرى جدوى لها، وأن المناظرات كانت السبب في اغتيال المفكر فرج فودة، وهي التي قضت على المفكر نصر حامد أبو زيد”.

وشدد زيدان على أنه أيضا ضد حوار الأديان، ولا يرى له أي داعٍ أو الفائدة، وخاصة أن التجارب أثبتت فشل هذا الموضوع أيضا ، بحسب تعبيره.

“تكوين” ستنجح

واختتم زيدان بأن مؤسسة “تكوين” ستعمل من أجل النجاح، ولديها العديد من الخطط والأفكار المطروحة في المستقبل، من خلال برامج تشمل عدة دول عربية على مدار السنوات القادمة.

خطوط ساخنة

أسبوع واحد فقط منذ بدء أولى جلساتها النقاشية، إلا أن ما تم اتخاذه من خطوات قانونية وبلاغات ضدها أمام النائب العام لا تزال مستمرة على مدار الساعة، كان آخرها دخول عدد من الشخصيات العامة المصرية على الخط، من بينهم النائب مصطفى بكري، ورئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور.

وقدم الكاتب الصحافي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أمس الأحد، بيانًا عاجلًا إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب المستشار حنفي الجبالي، بعد الإعلان عن إطلاق مركز “تكوين”، اتهمه فيه ببث البلبلة والطعن في الثوابت الدينية للمجتمع.

وقال النائب مصطفى بكري في تصريحات خاصة للعربية.نت والحدث.نت: “إن ذلك مخالفًا للنصوص الدستورية والقانونية لذلك أطلب مناقشة البيان العاجل المقدم حفاظًا على أمن المجتمع واستقراره، وحماية ثوابتنا الدينية القيمة من هذا النهج الذي سيؤدي في النهاية إلى إثارة الفتنة في البلاد”.

من جانبه تقدم المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك السابق، ببلاغ الى النائب العام ضد من أسماهم بـ”الملحدين”، وأقام دعوي لإلغاء الترخيص الصادر بإنشاء مؤسسة “تكوين” والتي اتهمها بأنها تهدف لهـدم ثوابت الدين الاسلامي، ووصف تمويلها بـ”التمويل الصهيـوني”.

وقال منصور في بيانه على صفحته على موقع التواصل “فيسبوك”: “يطلقون على أنفسهم التنويريين وهم في الحقيقة غارقون في ظلام كفـرهم الذين يتوهمون أنهم قادرون على إطفاء نور الله بأفواههم الذي ينير القلوب والعقول”، وتابع في بيانه: “هذا الكيان أخطر من الكيان الصهيـوني مهمته هي محـاربة الإسلام وتفتيت وحدة المسلمين”.

Please follow and like us:
Avatar
صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب