رواية “لا أحد ينام في الإسكندرية” هي رواية للكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد، نُشرت عام 1996، وتُعد من أهم أعماله.
وهي الجزء الأول من ثلاثية تناولت مدينة الإسكندرية في فترات تاريخية مختلفة.
تمزج الرواية بين الواقع والتاريخ والخيال الأدبي، وتسرد حياة المدينة وسكانها خلال الحرب العالمية الثانية.
ملخّص الرواية:
تدور أحداث الرواية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا بين عامي 1939 و1945، حيث كانت مدينة الإسكندرية في مصر تشهد تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية كبرى نتيجة الحرب، ووجود القوات البريطانية.
يبدأ السرد من خلال شخصية الشاب محسن يوسف، الذي يترك قريته في دلتا النيل ليذهب إلى الإسكندرية للعمل ضمن عمال السكة الحديد. وهناك، تبدأ رحلته التي تكشف له عن العالم الآخر، بعيدًا عن عالمه القروي الضيق.
الموضوع الرئيسي:
الرواية تسلط الضوء على التغيرات التي طرأت على مدينة الإسكندرية وعلى المجتمع المصري ككل خلال الحرب، من خلال تجربة محسن الشخصية، وعلاقاته بالناس الذين يصادفهم في المدينة: مسلمين، ومسيحيين، ويهود، ومهاجرين، وطبقات اجتماعية مختلفة.
أهم الشخصيات:
محسن يوسف: الراوي والبطل، يمثل الشاب الريفي الذي يكتشف العالم الأوسع.
الشيخ علي: صوفي متصوف يمثل الحكمة الروحية.
فرج عبد الجليل: نموذج للفساد والانتهازية.
فاطمة: شخصية نسائية ترمز للحب في زمن القسوة.
شخصيات أخرى تمثل التنوع العرقي والثقافي في الإسكندرية وقتها: إيطاليون، يونانيون، يهود، وأجانب آخرون.
أبرز محاور الرواية:
الحرب وتأثيرها على المدنيين والطبقات المهمشة.
تحولات المدينة والهوية الثقافية.
تجربة الفرد في مواجهة القدر والتاريخ.
تصادم الريف بالحضر.
نظرة روحية وصوفية للحياة في بعض المواضع.
الأسلوب والسرد:
أسلوب سردي ممتع وعميق، يجمع بين التوثيق التاريخي واللغة الأدبية.
رواية ذات طابع بانورامي؛ ترسم صورة ضخمة لمدينة الإسكندرية بكل تناقضاتها.
يستخدم الكاتب تقنية الراوي العليم ويجعل من محسن صوتًا ناطقًا بضمير الجمع أحيانًا.
أهمية الرواية:
تعد وثيقة فنية لتاريخ مدينة الإسكندرية في فترة عصيبة.
تكشف عن عمق التحولات الاجتماعية والثقافية في مصر.
تنتمي إلى أدب المدن، وتقدم الإسكندرية كشخصية روائية لها روحها وتاريخها.
الشخصيات الرئيسية:
- محسن يوسف
البطل والراوي الرئيسي.
شاب ريفي يهرب من رتابة الحياة في قريته ليعمل في الإسكندرية.
يمثل شخصية الإنسان الباحث عن ذاته وسط عالم متغير.
خلال الرواية، يتنقل بين مهن وأماكن متعددة، ويعايش أهوال الحرب وظلم السلطة، ويشاهد فساد الواقع.
اقتباس عن محسن:
“كنت أظن أنني سأعيش حياة بسيطة، لكن المدينة لم تكن كما تخيلت. كل شيء يتحرك بسرعة، كل شيء أكبر مني.”
- الشيخ علي
صوفي حكيم يعيش في الهامش.
شخصية روحية عميقة، تتحدث بالأمثال والأقوال المأثورة.
يلعب دور المرشد لمحسن في لحظات كثيرة من الحيرة.
يُجسد الجانب الإنساني في المدينة وسط القسوة.
اقتباس عن الشيخ علي:
“المدينة مثل البحر يا ولدي… ترميك بموجها، لكن إن تعلمت السباحة، سترى فيها جمالًا لا يُوصف.”
- فرج عبد الجليل
نموذج للانتهازي الوصولي.
يعمل في السكة الحديد، لكنه يستغل الظروف لتحقيق مكاسب شخصية.
يجسد صورة الفساد واللامبالاة التي انتشرت وقت الحرب.
وصف لمحسن عن فرج:
“كان يتحدث كثيرًا عن الوطنية، لكنه أول من يسرق من مخازن الجيش.”
- فاطمة
فتاة بسيطة من الطبقة الكادحة.
يقع محسن في حبها، لكنها تختفي في ظروف غامضة.
تمثل الحب الضائع والحلم المجهض.
رمز للبراءة في وسط الفوضى.
محسن عن فاطمة:
“كان في عينيها شيء من الحزن، كما لو أنها جاءت من زمن آخر، زمن لم يفسده الدخان أو الدم.”
- الشخصيات الأجنبية
تضم الرواية العديد من الشخصيات الأجنبية (يونانيين، إيطاليين، يهود…)، كانوا جزءًا من نسيج الإسكندرية.
رغم أنهم ثانويون، فإنهم يظهرون التنوع الثقافي والطبقي في المدينة.
الاقتباسات البارزة:
- عن المدينة:
“الإسكندرية لا تنام، لا تعرف السكون، حتى في الحرب تظل شوارعها تغني.”
- عن الحرب:
“لم نفهم لماذا نحارب، لكننا عرفنا أن الرصاص لا يميز بيننا وبين من جاء من بلاد بعيدة.”
- عن الهوية:
“كنت ابن الريف في مدينة لا تشبه شيئًا مما عرفته… وكان عليّ أن أتعلم أن أكون غريبًا دون أن أضيع.”