تلخيص كتاب (المتلاعبون بالعقول) للأمريكي “هربرت شيللر”

كتاب (المتلاعبون بالعقول) (Propaganda) للكاتب الأمريكي هربرت شيللر (Herbert Schiller)، الذي يُعد من أبرز الكتب التي تناولت دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي الجماهيري والتلاعب بالعقول.
معلومات عامة عن الكتاب:
عنوان الكتاب الأصلي: The Mind Managers (أحيانًا يُترجم إلى “مديرو العقول”)
المؤلف: هربرت شيللر (Herbert Schiller)
تاريخ النشر: 1973 (مع تحديثات لاحقة)
الفكرة الرئيسية
يركز شيللر على كيفية استخدام وسائل الإعلام الأمريكية – خصوصًا التلفزيون والصحافة والإعلانات – كأدوات للسيطرة على عقول الجماهير.
يرى أن هناك “نخبة إعلامية” توظف هذه الوسائل لنقل قيم محددة، وتوجيه الرأي العام نحو ما يخدم مصالح الطبقة المسيطرة اقتصاديًا وسياسيًا.
أهم المحاور التحليلية في الكتاب
- التحكم في المعلومات والمعاني:
يوضح شيللر أن المعلومات ليست بريئة، بل يتم اختيارها وتقديمها بشكل يخدم أجندات معينة.
فوسائل الإعلام لا تنقل “الواقع كما هو”، بل تقوم بـ”تصنيع الرضا” لدى الجماهير (مصطلح يستخدمه أيضًا المفكر نعوم تشومسكي).
- الإعلام كأداة للهيمنة الثقافية:
يُظهر الكتاب كيف تُستخدم وسائل الإعلام لفرض الثقافة الأمريكية وقيم السوق والاستهلاك على الشعوب، سواء داخل الولايات المتحدة أو في الخارج. هذا ما يُعرف بـ”الاستعمار الثقافي”.
- إخفاء التناقضات الاجتماعية:
وسائل الإعلام، حسب شيللر، لا تعرض التفاوت الطبقي أو العنصري بصدق، بل تلمّع صورة النظام الرأسمالي وتُخفي مظاهر القمع أو التهميش. وبدلاً من ذلك، تُشجع الناس على استهلاك المنتجات والترفيه ونسيان القضايا الجوهرية.
- دور الشركات الكبرى:
يشرح الكتاب كيف أن شركات الإعلام الكبرى في أمريكا مملوكة من قبل مؤسسات اقتصادية ضخمة، مما يجعلها مرتبطة بمصالح السوق الرأسمالي.
وبالتالي، فإن “الرسائل الإعلامية” التي تصل للناس تخدم أجندات أصحاب السلطة.
- تزييف الوعي الجماهيري:
يؤكد شيللر أن الناس لا يدركون أنهم يتعرضون للتلاعب.
فالإعلانات والبرامج التلفزيونية وحتى الأخبار تُقدم بطريقة تجعل الجمهور يتقبل الوضع القائم بوصفه طبيعيًا، بينما هو في الواقع “مصنّع”.
الرسالة الأساسية
يحذر شيللر من أن العالم المعاصر لا يدار فقط بالقوة المسلحة أو السلطة السياسية، بل بـالتحكم في العقول” عبر وسائل الإعلام وهذا التحكم لا يأتي بشكل مباشر أو قسري،بل عبر التكرار والإقناع وبناء الصور الذهنية.
أهمية الكتاب اليوم
رغم أن الكتاب كُتب في السبعينيات، إلا أنه ما زال معاصرًا بشدة، خاصة مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي، والتضليل الإعلامي، والتحكم بالخوارزميات.
المفاهيم التي طرحها شيللر تنطبق الآن بشكل أوسع وأعمق.
اقتباسات مهمة
“الذي يتحكم في وسائل الاتصال، يتحكم في الوعي العام.”
“لا حرية حقيقية دون حرية الوصول إلى المعلومات الحقيقية.”
“التسلية ليست بريئة حين تصبح وسيلة لإخفاء الحقيقة.”