كتاب “علم النفس السياسي: المواقف، الأفراد، والحالات” للمؤلف ديفيد باتريك هوتون يُعدّ مرجعًا أساسيًا لفهم السلوك السياسي من منظور نفسي، حيث يمزج بين مناهج علم النفس والعلوم السياسية لتحليل سلوك الأفراد والنخب في السياقات السياسية المختلفة.
الهيكل العام للكتاب
يتألف الكتاب من مقدمة وثلاثة أبواب رئيسة:
- الموقف (Situations): يتناول هذا الباب تأثير العوامل البيئية والاجتماعية على السلوك السياسي، مستعرضًا نظريات مثل السلوكية ونظرية الطاعة الجماعية، ويُبرز كيف يمكن للمواقف والضغوط الاجتماعية أن تشكل قرارات الأفراد في السياقات السياسية.
- الفرد (Individuals): يركز هذا الجزء على الخصائص الفردية مثل الشخصية، المعتقدات، والقيم، ويستعرض نظريات التحليل النفسي والثورة المعرفية، موضحًا كيف تؤثر هذه العوامل على السلوك السياسي.
- الحالات (Cases): يُطبق المفاهيم والنظريات السابقة على دراسات حالة واقعية، مثل سلوك الناخبين، الإرهاب، والعلاقات الدولية، لتوضيح كيفية تفاعل العوامل الفردية والموقفية في تشكيل السلوك السياسي.
المقاربات الأساسية
يعرض هوتون مقاربتين رئيسيتين لفهم السلوك السياسي:
المقاربة الموقفية (Situationism): تُركز على تأثير البيئة والمواقف المحيطة بالفرد في توجيه سلوكه السياسي.
المقاربة النزوعية (Dispositionism): تُعنى بدراسة الخصائص الشخصية للفرد، مثل القيم والمعتقدات، وكيفية تأثيرها على سلوكه السياسي.
ويُشير هوتون إلى أن فهم السلوك السياسي يتطلب دمج هاتين المقاربتين، حيث يتفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به بشكل معقد.
أهمية الكتاب
يُعد هذا الكتاب مدخلًا شاملًا وميسرًا إلى مجال علم النفس السياسي، حيث يُقدم نظرة متكاملة تجمع بين النظريات النفسية والتطبيقات السياسية، مما يجعله مناسبًا للباحثين والمهتمين بفهم الديناميات النفسية للسلوك السياسي.
المؤلف
(ديفيد باتريك هوتون) أكاديمي بريطاني يهتم بعلم النفس السياسي وصنع القرار في السياسة الدولية .. وهو أستاذ في جامعة وسط فلوريدا في الولايات المتحدة، وكان يعمل سابقًا في جامعات بريطانية وأمريكية. لديه العديد من المؤلفات والمقالات والدراسات العلمية،