كتاب “كلمتي للمغفلين” للمفكر والصحفي محمد جلال كشك هو كتاب سياسي فكري ساخر، صدر في فترة السبعينيات، ويتناول فيه الكاتب بأسلوبه اللاذع والساخر قضايا اليسار العربي، والاشتراكية الناصرية، وتزييف الوعي السياسي، موجهاً حديثه إلى من يصفهم بـ”المغفلين”، أي من انساقوا وراء شعارات لم يدركوا حقيقتها أو خلفياتها.
فكرة الكتاب العامة:
“كلمتي للمغفلين” هي محاولة لإيقاظ العقول الغافلة التي خُدعت بشعارات الاشتراكية والتقدمية والقومية المزيفة، والتي وفقًا للكاتب لم تؤدِ إلا إلى الفقر، والقمع، والهزائم، وتكبيل الشعوب العربية. يشرح كيف تحولت الأنظمة الثورية إلى أنظمة ديكتاتورية، تحكم باسم الشعب بينما تقهره.
أهم المحاور والأفكار:
- اليسار المزيف والأنظمة الثورية:
يهاجم كشك ما يسميه “اليسار المزيف” الذي رفع شعارات الثورة والتحرر، لكنه تحالف مع الاستعمار السوفيتي، وقمع الحريات باسم الاشتراكية.
ينتقد بشدة ما جرى في عهد جمال عبد الناصر من تأميم وقمع وإقصاء، معتبراً أن تلك السياسات كانت شمولية اشتراكية متسترة بالدين أو القومية.
- تزييف الوعي الشعبي:
يرى أن الإعلام والنخبة الثقافية شاركوا في خداع الجماهير، بتضخيم الزعيم، وتلميع الأنظمة الفاشلة، وإسكات المعارضين.
يحلل كيف غُرر بجيل كامل من الشباب بأوهام الاشتراكية، بينما الحقيقة كانت استبداداً باسم الجماعة.
- نقد الفكر القومي العربي:
ينتقد بشدة القومية العربية التي يعتبرها غطاءً علمانياً فارغاً، فشلت في توحيد العرب، بل أدت إلى تدمير الدول باسم الوحدة.
- تحليل الهزائم (خاصة نكسة 1967):
يرى أن الهزائم العسكرية مثل 1967 كانت نتيجة طبيعية للفساد السياسي والفكري، وليست مؤامرة خارجية فقط.
يشير إلى أن القادة أخفوا الحقيقة، وروّجوا لانتصارات وهمية، بينما الشعب كان ضحية غفلة أو خداع متعمد.
- الإسلام السياسي مقابل اليسار:
يدافع كشك عن الهوية الإسلامية كنظام سياسي واقتصادي بديل للأنظمة القومية والاشتراكية، ويؤمن أن الإسلام الحقيقي هو الحل للمجتمعات العربية.
يعتبر أن عودة الإسلام إلى السياسة هي العودة إلى الحرية والعدل الحقيقي.
أسلوب الكتاب:
ساخر، لاذع، هجومي، صريح.
يستخدم مصطلحات مباشرة، أحياناً جارحة، لكنها تخدم غرض الصدمة الفكرية.
يكثر من الأمثلة والشواهد التاريخية والسياسية.
أهم الاقتباسات:
“أعظم مظاهر الغفلة، أن تصدق جلادك حين يقول لك إنه يجلدك لمصلحتك.”
“إن من أخطر الأمور على الأمة أن يحكمها مغامر، ثم يصفق له المثقف، ويبرر له الشيخ، ويهتف له الجاهل.”
الخلاصة:
“كلمتي للمغفلين” هو صرخة فكرية من محمد جلال كشك ضد الاستبداد المغلّف بشعارات التحرر، وضد اليسار المزيف الذي خدر العقول، ودمّر الأوطان. الكتاب يدعو إلى وعي سياسي نقدي، وعودة للإسلام كمرجعية نهضة.