في أجواء مشحونة بتاريخ طويل من الخلافات الحدودية، استقبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي في نيودلهي، في إشارة إلى محاولة جادة لإعادة بناء الجسور بين الجارتين الآسيويتين بعد سنوات من التوتر.
فقد اندلعت الأزمة بين البلدين منذ اشتباكات دامية في عام 2020 على طول “خط السيطرة الفعلية” في جبال الهيمالايا، وهو ما أدى إلى تعزيزات عسكرية واسعة النطاق من الطرفين، شملت نشر دبابات وبناء طرق ومخابئ جديدة في المنطقة الجبلية الحساسة.
خلال الأعوام الماضية، اتخذت الهند إجراءات عقابية ضد بكين، من بينها حظر التطبيقات الصينية وتقييد الاستثمارات، مع تعميق علاقاتها بالولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين.
غير أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير برفع الرسوم الجمركية على الصادرات الهندية إلى 50% فتح نافذة جديدة أمام نيودلهي وبكين لتقارب محسوب.
وانغ يي وصل إلى العاصمة الهندية في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، التقى خلالها وزير الخارجية الهندي س. جايشانكار ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال، قبل أن يجتمع بمودي.
المحادثات شملت ملفات التجارة والتعاون الاقتصادي إلى جانب خطوات لخفض التوتر الحدودي. وانغ أكد استعداد بلاده “لبناء توافق أوسع وتحديد أهداف مستقبلية للمشاورات”.
الذوبان التدريجي بدأ العام الماضي بلقاء مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة البريكس، ومن المتوقع أن يتجدد بلقاء آخر قريب في قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
غير أن المراقبين يرون أن التحول لن يكون سريعًا، بل عملية حذرة وبطيئة، تقوم على البحث عن مجالات تعاون محدودة يمكن أن توفر قدرًا من الاستقرار في علاقة معقدة ترسم ملامح توازن القوى في آسيا.