إيران تستدعي السفير السعودي للاحتجاج
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية استدعاء السفير السعودي في طهران، لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق ستة مواطنين إيرانيين. ووصفت الخارجية الإيرانية هذا الإجراء بأنه “انتهاك واضح للقانون الدولي ومعاهدة العلاقات القنصلية”، مشيرة إلى عدم إبلاغ السفارة الإيرانية مسبقًا بتنفيذ الأحكام.
وأعرب المدير العام للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الإيرانية، كريمي شصتي، عن استياء بلاده البالغ من تنفيذ الأحكام، مؤكدًا أن هؤلاء السجناء كانوا قد أدينوا قبل سنوات بتهمة تهريب المخدرات، وأن إيران بذلت جهودًا مستمرة لتخفيف عقوباتهم وتقديم الخدمات القنصلية لهم.
وفد إيراني إلى الرياض لمتابعة الملف
وفي إطار التصعيد، أعلنت إيران أنها سترسل وفدًا قانونيًا وقنصليًا إلى الرياض لمتابعة القضية مع السلطات السعودية، وسط تأكيد على أن هذه الأحكام تتعارض مع التعاون القضائي بين البلدين.
السعودية تبرر الإعدام: حماية المجتمع من المخدرات
في المقابل، أوضحت وزارة الداخلية السعودية في بيانها الرسمي أن المواطنين الإيرانيين الذين تم إعدامهم أُدينوا بتهريب كميات من الحشيش المخدر إلى المملكة، وتم القبض عليهم بعد تحقيقات أثبتت تورطهم في الجريمة. وأكد البيان أن الحكم نُفذ بعد أن أصبح نهائيًا عقب استئنافه وتأييده من المحكمة العليا، وصدور أمر ملكي بتنفيذه.
وأشار البيان إلى أن تنفيذ الإعدام يعكس حرص المملكة على حماية المجتمع من آفة المخدرات التي تسبب دمارًا واسعًا للأفراد والمجتمعات، مؤكدة أن العقوبات الرادعة ستطال كل من يثبت تورطه في مثل هذه الجرائم.
توترات في ظل استئناف العلاقات الدبلوماسية
يأتي هذا التصعيد الدبلوماسي بعد أشهر فقط من استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، بموجب اتفاق رعته الصين في مارس 2023. ورغم التفاهمات الأخيرة، يبدو أن هذا الحادث قد يثير توترات جديدة بين البلدين، ويضع اختبارًا حقيقيًا أمام جهود تعزيز العلاقات الثنائية.
الحادثة تسلط الضوء على تحديات العلاقات السعودية-الإيرانية، وسط محاولات متواصلة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. ومع تصاعد التصريحات من الجانبين، تبقى الأنظار متجهة نحو كيفية إدارة هذه الأزمة لتجنب تصعيد أكبر.