قالوا وقلنا

توحيد «الضفة الغربية» و«قطاع غزة» تحت قيادة «عباس»؟!

كتبت: رباب محمد

تؤكد «كامالا هاريس» نائب الرئيس الأمريكي لـ«محمود عباس» خلال اتصال يوم الاثنين دعمها لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت «قيادة فلسطينية»؛ جاء الاتصال عقب محادثات أجرتها مع قادة عرب في دبي حول الصراع الصهيوني الفلسطيني؛ حيث أكدت دعمها لتوحيد «الضفة الغربية» و«قطاع غزة» تحت قيادة فلسطينية على حد زعمهم.

وقد أبدى «محمود عباس» في وقت سابق استعداده لتَسَلُّم مسؤولية «قطاع غزة» في إطار حل سياسي شامل، وقال يومها “سنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”.

ويساند هذه المساعي اقتراحات بإقامة دولة للفلسطينيين منزوعة السلاح كما جاء على لسان السيسي، والتوجه لحل الدولتين المفرغ.

 نقول:

عن أي سلطة فلسطينية تتحدثون؟ وقد تحدث ناشطون عن عمليات قتل خارج نطاق القانون تقوم بها السلطة في الضفة الغربية، وعمليات تعذيب واعتقالات، وتعاون «عباس» ورجاله لسنوات بشكل فاضح مع الكيان واعتقال الفلسطينيين وتسليمهم له.

 ويرى الفلسطينيون أن هذه السلطة هي وجه الاحتلال الثاني والسكين المسلط على رقاب الناس في الضفة الغربية؛ وبقيت السلطة لسنوات ترفع سلاحها في وجه الأحرار في الضفة، وهي عين للاحتلال وحارسة له.

أين السلطة الفلسطينية بينما قوات الاحتلال تعيث هذا الفساد في الضفة؟

وقد اعتقلت قوات الكيان الصهيوني قبل البارحة الاثنين 60 فلسطينياً ليصل إجمالي المعتقلين 3540 منذ السابع من تشرين الثاني، ويرافق حملة الاعتقالات عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.

وفق بيان مشترك صدر الاثنين، عن «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» و«نادي الأسير الفلسطيني»

«محمود عباس» لا يمكن اعتباره رئيساً شرعياً بحسب الدستور أصلاً، فقد بقي في منصبه على الرغم من انتهاء ولايته الرئاسية، ولم تجرِ أي انتخابات منذ عام 2006 ولم يقم المجلس التشريعي الفلسطيني بمهامه منذ عام 2007، ثم قامت السلطة الفلسطينية بحل المحكمة الدستورية عام 2018.

إنه أداة بيد الغرب يلوح بها كيف شاء وقد وصل به الأمر أن يطلب رئيس فرنسا منه إدانة «طوفان الأقصى» وقد حث «ماكرون» «عباس» في حديث هاتفي دار بينهما الشهر الفائت على إدانة ما سماها الهجمات الإرهابية التي شنتها «حركة حماس» في السابع من تشرين الأول الماضي.

ومما قاله «ماكرون»: إنه «من الضروري أن تدين السلطة الفلسطينية وجميع دول المنطقة بشكل لا لبس فيه وبأكبر قدر من الحزم عمليات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل».

 إننا نرى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى فرض مثل هذه السلطة على غزة، وتجدها أقل تكلفة بشرياً واقتصادياً بالنسبة لها، وهو الحل الأفضل وربما الوحيد من بين قائمة الخيارات، وأفضل من عودة الاحتلال الإسرائيلي المباشر، كما جاء على لسان رئيس الخارجية الأمريكية: «سيواجهنا بالتأكيد خلافات على طول الطريق لكنه البديل للمزيد من الهجمات الإرهابية، والمزيد من العنف، والمزيد من المعاناة للمدنيين الغير مقبولة».

  ونقول حماس تحكم غزة منذ عام 2007، بعد أن تخلصت من السلطة الفلسطينية، وهي متأصلة بعمق في كل قطاع من قطاعات المجتمع ليس فقط في الوزارات الحكومية التي تديرها، ولكن أيضاً في الجمعيات الخيرية والمحاكم والمساجد والفرق الرياضية والبلديات ومجموعات الشباب.

نقول في النهاية وإنهم يبيعون فراء الدب قبل اصطياده، «عباس» مرفوض من قبل الفلسطينيين قبل وبعد الأحداث الأخيرة، والنتيجة على الأرض هي صاحبة الكلمة الأخيرة وهي الغالبة، وغزة لا تزال تكافح وترفض فرض حلول من الخارج، والشعب الأبي الصامد لم يفكر ولو للحظة واحدة بالرحيل إلى مصر أو غيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى