الأمة| اتهامات تُلاحق الجيش السعودي في الأونة الأخيرة بقتل مئات الإثيوبيين رميًا بالرصاص على الحدود مع اليمن.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية المعنية بحقوق الإنسان -مقرها نيويورك-، رصدت في تقرير لها مقتل مئات الأشخاص غالبيتهم من إثيوبيا خلال عبورهم الحدود من اليمن في محاولة للوصول إلى السعودية.
فيما أكد بعض المهاجرين لشبكة “بي بي سي”، البريطانية، إن أطرافا بشرية وجثثًا كانت ملقاة على الطرقات.
وتحت عنوان “أطلقوا علينا النار كالمطر”، نقلت “هيومن رايتش ووتش”، شهادات لمهاجرين، قالوا إنهم استهدفوا بأسلحة نارية من قبل الشرطة السعودية والجيش على الحدود الشمالية بين اليمن والمملكة.
شهادات من أرض الواقع
روى المهاجرون خلال حديثهم لشبكة “بي بي سي” معهم كل على حدى ومعظمهم من إثيوبيا وبينهم أطفال ونساء رحلة عبورهم الحدود ليلاً وتحت إطلاق الأعيرة النارية في محاولة لدخول المملكة البلد الغني بالنفط.
الشاب العشريني “مصطفى محمد”، قال “إن إطلاق النار لم يتوقف أبدا، لم أدرك أني أصبت بعيار ناري إلا عندما هممت بالوقوف لأدرك أن جزءاً من قدمي ليس معي”.
وأضاف أن بعض أفراد المجموعة وهم حوالي خمسة وأربعين مهاجراً قتلوا بالأعيرة النارية خلال محاولتهم عبور الحدود في تموز يوليو من العام الماضي.
يقول “مصطفى” وهو أب لطفلين: “ذهبت إلى السعودية لأني أردت تحسين مستوى حياة عائلتي المادي، لكن ذلك لم يتحقق والآن والداي يقومان بكل شيء من أجلي”.
فيما تقول إحدى الناجيات، إن رحلتها التي كلفتها حوالي 2500 دولار من أجل الفديات والرشاوى انتهت بوابل من الرصاص على الحدود. وأكدت أن طلقة واحدة خطفت منها كل أصابع يدها،
مئات الضحايا في 4 أشهر
يتحدث التقرير عن الانتهاكات التي ارتكبت خلال الفترة ما بين مارس 2022 لغاية يوليو من هذا العام، ويبحث في 28 حادثة منفصلة تتضمن استخدام أسلحة متفجرة و 14 حالة إطلاق نار على مدى قريب.
فيما تؤكد “نادية هاردمان”، كاتبة التقرير، أنها رأت مئات الصور المروعة ومقاطع فيديو أرسلها الناجون تظهر فيها إصاباتهم العميقة.
وعن عدد الضحايا، قالت: “نعتقد أن العدد لا يقل عن 655 لكن قد يصل إلى الآلاف ، لكننا أثبتنا الانتهاكات الواسعة والممنهجة التي يتعرضون لها وقد ترقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية”.
قتل ممنهج ونفي سعودي
وجرى الحديث عن قتل واسع النطاق من قبل قوات حرس الحدود السعودي على الحدود الشمالية عبر تقرير قدمه خبراء في مجلس الأمن إلى الحكومة السعودية في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وسلط التقرير آنذاك الضوء على ما أسماه “القتل الممنهج والعنصري وواسع النطاق على الحدود باستخدام الذخيرة الحية والأسلحة الصغيرة من قبل قوات الحدود ضد المهاجرين”.
من جانبها، أعلنت الحكومة السعودية رافضها بشدة لوصف الأمم المتحدة بالقتل الممنهج وواسع النطاق، وقالت إنها ستحقق في الادعاءات بشكل حثيث.