إتمام صفقة مع حماس، سواء كانت تتضمن تبادل أسرى أو وقف للأعمال العسكرية، قد يكون له تداعيات متعددة على المجتمع الإسرائيلي. في هذا السياق، يمكن التطرق إلى العديد من التوقعات التي قد تصاحب هذه الصفقة وتأثيراتها العميقة على المجتمع الصهيوني.
1. ردود فعل الجمهور الإسرائيلي:
الاستقطاب السياسي: إتمام الصفقة مع حماس قد يثير انقسامات حادة داخل المجتمع الإسرائيلي. في حين أن الأحزاب اليمينية المتشددة التي تدعو إلى “القضاء على حماس” قد تعارض الصفقة بشكل كبير، فإن بعض الأحزاب اليسارية أو الوسطية قد تدعمها، باعتبارها خطوة نحو تقليل العنف وتحقيق تهدئة مؤقتة.
القلق الأمني: يشعر العديد من الإسرائيليين بالقلق من أن الصفقة ستؤدي إلى تعزيز قوة حماس، مما يزيد من تهديدات الأمن الإسرائيلي. هذا يثير الخوف من أن هذا قد يشجع على المزيد من العنف والتطرف.
الانتقادات الداخلية: من المتوقع أن تواجه الصفقة انتقادات من أسر الجنود أو المدنيين الإسرائيليين الذين تم اختطافهم أو قتلهم على يد حماس، إذا تم الإفراج عن سجناء فلسطينيين متورطين في هذه الهجمات. قد يسبب هذا توترات اجتماعية داخل إسرائيل، تتسبب في تزايد الانقسامات الداخلية.
2. الانعكاسات على الأمن:
تعزيز حماس في غزة: إتمام الصفقة قد يؤدي إلى تعزيز مكانة حماس في غزة بشكل أكبر، مما يجعل من الصعب تحقيق تسوية سلمية دائمة مع الفلسطينيين. بالرغم من أن الصفقة قد تؤدي إلى تهدئة مؤقتة، إلا أن تعزيز حماس قد يخلق تحديات أمنية على المدى البعيد.
تعزيز الإجراءات الأمنية: إذا تم إتمام الصفقة، قد تشدد إسرائيل الإجراءات الأمنية على حدود غزة، وتنشط أنشطتها الاستخباراتية لمنع أي خروقات أو تصعيد في المستقبل.
3. الانعكاسات الاقتصادية:
خفض التوترات العسكرية: في حال ساهمت الصفقة في تهدئة الوضع العسكري، قد يقل الإنفاق العسكري في العمليات الحربية، ما قد يتيح لإسرائيل إعادة تخصيص بعض الموارد في المجالات الاقتصادية أو التنموية.
التعامل مع الآثار الاقتصادية للحرب: مع استمرار الحرب والتوترات العسكرية، ستواجه إسرائيل تبعات اقتصادية كبيرة تشمل إعادة الإعمار وتعويض المتضررين. علاوة على ذلك، سيتعرض الاقتصاد الإسرائيلي لخسائر بسبب العزلة الدولية وتدهور العلاقات مع العديد من الدول.
المساعدات الدولية: في حال كان هناك دعم دولي للصفقة، سواء من مصر أو قطر، قد تتمكن إسرائيل من تقوية موقفها في الساحة الدولية، لكن قد تتعرض لانتقادات واسعة بسبب التنازلات أمام حماس.
4. الانعكاسات السياسية:
تغيير في السياسة الإسرائيلية: إتمام صفقة مع حماس قد يساهم في تغيير سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية. بعض الأوساط السياسية قد تدعو إلى حلول أكثر استدامة وواقعية.
تأثير على التحالفات السياسية: في حال تم التوصل إلى صفقة مع حماس، قد تشهد الحكومة الإسرائيلية تغييرات في تحالفاتها السياسية، حيث قد تنسحب بعض الأطراف الحكومية إذا اعتبرت الصفقة تنازلاً غير مقبول، بينما قد تدعمها أطراف أخرى ترى فيها فرصة لتقديم حلول سلمية.
5. التأثير على العلاقات الإسرائيلية مع العالم العربي:
تحسين العلاقات مع بعض الدول العربية: في حال تمت الصفقة ووجدت دعمًا من دول مثل مصر أو قطر، قد تُحسن العلاقات مع بعض الدول العربية، ما يفتح المجال لتعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي.
التأثير على التطبيع: رغم التحسن الملحوظ في العلاقات مع بعض الدول العربية عبر اتفاقات أبراهام، قد يؤدي التوصل إلى صفقة مع حماس إلى توترات في بعض الدول التي ترفض التعاون مع إسرائيل طالما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة مع الفلسطينيين.
6. المزاج العام داخل المجتمع الفلسطيني:
تعزيز حماس داخليًا: قد تعزز صفقة مع حماس مكانة الحركة في الداخل الفلسطيني، ما يزيد من قوتها السياسية والشعبية. قد يكون هذا التحدي الأكبر لإسرائيل في المستقبل في التعامل مع حماس باعتبارها القوة الرئيسية في الساحة الفلسطينية.
الطوفان المستمر واكتساحه للكيان الصهيوني:
الاستقطاب الداخلي والانهيار السياسي: يشير البعض إلى أن صفقة مع حماس قد تكون بمثابة الشرارة التي تفضح أزمات أعمق داخل الكيان الصهيوني. من المتوقع أن يؤدي هذا إلى تصاعد الانقسامات الداخلية بشكل أكبر، ما قد يساهم في إضعاف الحكومة الإسرائيلية. هذا قد يمهد الطريق لتغييرات سياسية عميقة في الكيان، حيث يصبح العديد من الإسرائيليين غير راضين عن القيادة السياسية الحالية.
إمكانية إضعاف إسرائيل على المدى البعيد: التحولات السياسية والاجتماعية الداخلية قد تؤدي إلى تزايد العزلة الدولية لإسرائيل، مع احتمال تحول بعض الدول الكبرى إلى الابتعاد عن دعمها بسبب الضغوط السياسية المستمرة من المجتمع الدولي. في نهاية المطاف، قد تؤدي هذه الضغوط إلى عواقب قد تساهم في تراجع قوة الكيان الصهيوني داخليًا ودوليًا.
ملاحقات الانتربول وأسماء الجنود المتعقبين:
الملاحقات الدولية: على الرغم من أن بعض القادة الإسرائيليين قد يواجهون ملاحقات قانونية دولية بسبب الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، قد تشمل هذه الملاحقات أسماء بارزة مثل “نتنياهو” و”جالنت” وغيرهم. وقد يؤدي استمرار هذه الملاحقات إلى تعزيز الضغوط الداخلية والدولية على الحكومة الإسرائيلية.
الضغط الغربي على إسرائيل: الدول الغربية ستجد نفسها في موقف صعب حيث سيتزايد الضغط عليها للضغط على إسرائيل للحد من ممارساتها ضد الفلسطينيين، مما سيزيد من العزلة الإسرائيلية.
التأثير على العلاقات الدولية:
التحول في المواقف الدولية: الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة قد تجد نفسها في صراع داخلي حيال كيفية الضغط على إسرائيل. هذا الضغط قد يُعتبر تراجعًا في تأثيرها على قضايا الشرق الأوسط، ما سيجعل إسرائيل تتعرض لهجوم حاد من حلفائها في المجتمع الدولي.
التداعيات النهائية: احتمالات الإزالة والضغط الدولي: إتمام صفقة مع حماس قد يترك تأثيرات واسعة على المجتمع الإسرائيلي، بداية من ردود فعل المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وصولاً إلى الأبعاد الأمنية والاقتصادية. يبقى أن الاتفاقات من هذا النوع قد تؤدي إلى تخفيف حدة التصعيد مؤقتًا، ولكنها قد تخلق توترات داخلية وخارجية على المدى البعيد في المجتمع الصهيوني ولن يعود هذا الكيان كسابق عهده داخليًا ودوليا.
ومع تصاعد الضغوط والانتقادات الدولية، من الممكن أن تواجه إسرائيل حالة من العزلة المتزايدة، حيث تتخلى العديد من الدول عن دعمها، مع احتمالية أن يصبح الكيان الإسرائيلي في عزلة أكبر مما سبق. قد يتحول هذا الضغط الدولي إلى عامل مساعد في النهاية لإزالة الكيان من ساحة التفاعلات السياسية.
الملاحقات الدولية:
يبدو أن بعض الجنود الإسرائيليين، بما فيهم جنود كبار مثل نتنياهو ووزير الدفاع غالانت، أصبحوا على قوائم الملاحقات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي والخارجي لإسرائيل.
الضغط على ترمب:
ستواجه إسرائيل أيضًا انتقادات شديدة من بعض الأطراف الدولية التي تعتبر الضغط على حماس ليس حلاً استراتيجياً، بل قد يُعدّ خذلانًا للتحالفات التي كانت تعتمد عليها إسرائيل. حيث سيُنظر إلى ترمب من قبل البعض كمن خذل إسرائيل في هذه المرحلة بسبب موقفه الذي قد يشمل ضغطًا على إسرائيل لصالح حماس وليس العكس.
