الثلاثاء أكتوبر 8, 2024
انفرادات وترجمات

توماس فريدمان :لهذه الأسباب لم يخرج أحد منتصرا بعد السابع من أكتوبر!!

مشاركة:

في الذكرى الأولى لأحداث  السابع  أكتوبرأكد الكاتب الصحفي الأمريكي في “نيويورك تايمز ” افتتاحية الصحيفة الامريكية مؤكدا ان الدرس الأهم طوال هذه العام أنه لم يخرج أحد من الاطراف المتنازعة منتصرا من هذه المعركة

وأضاف قائلا في المقال الذي ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “إذن، بماذا أفكر في هذه الذكرى الأولى لحرب حماس-حزب الله-إيران-إسرائيل؟ شيء علّمني إياه أستاذي في الاستراتيجية، البروفيسور جون أركويلا من كلية الدراسات العليا البحرية الأميركية: جميع الحروب تنحصر في سؤالين أساسيين: من يفوز في المعركة على الأرض؟ ومن يفوز في معركة السرد؟

وتابع قائلا :ما أفكر فيه اليوم هو أنه، حتى بعد عام من القتال، حيث ألحقت حماس وحزب الله وإسرائيل أضرارًا كبيرة بقوات ومدنيي بعضهم البعض، لم ينتصر أي طرف بشكل حاسم في المعركة على الأرض أو في معركة السرد. في الواقع، بعد عام من 7 أكتوبر، هذه الحرب العربية الإسرائيلية الأولى بدون اسم وبدون منتصر واضح، لأنه لا يوجد طرف لديه انتصار واضح أو قصة نظيفة.

واضاف :يمكننا ويجب علينا التعاطف مع حالة انعدام الدولة للفلسطينيين ومع العرب في الضفة الغربية الذين يعيشون تحت وطأة المستوطنات والقيود الإسرائيلية، لكن في رأيي، لا يوجد شيء يمكن أن يبرر ما فعله مهاجمو حماس في 7 أكتوبر – القتل والتشويه والخطف والاعتداء الجنسي على أي إسرائيلي يمكنهم الوصول إليه، دون أي هدف أو قصة سوى تدمير الدولة اليهودية. إذا كنت تؤمن، كما أؤمن أنا، بأن الحل الوحيد هو دولتان لشعبين أصليين بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، فإن هجوم حماس أدى إلى تراجع ذلك بشكل كبير.

وتساءل :ما هي القصة التي ترويها إيران؟ أنها تمتلك بعض الحقوق وفق ميثاق الأمم المتحدة لإنشاء دول فاشلة في لبنان وسوريا واليمن والعراق حتى تتمكن من زراعة وكلاء داخلها بهدف تدمير إسرائيل؟ وبأي حق جرّ حزب الله لبنان إلى حرب مع إسرائيل لم يكن للشعب اللبناني ولا حكومته رأي فيها والآن يدفعون ثمناً باهظاً لذلك؟

واستدرك :لكن حكومة إسرائيل ليس لديها قصة نظيفة في غزة أيضاً. كانت هذه دائمًا ستكون أقبح الحروب الإسرائيلية الفلسطينية منذ عام 1947، لأن حماس اندمجت في الأنفاق تحت المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات في غزة. ولم يكن من الممكن استهدافها دون وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين. لذلك، كما جادلت منذ البداية، كان من الضروري أن توضح إسرائيل أن هذه لم تكن مجرد حرب للدفاع عن نفسها، بل أيضًا لتدمير حماس من أجل ولادة شيء أفضل: الحل العادل والمستقر الوحيد الممكن، دولتان لشعبين.

واستدرك فريدمان لكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضت باستمرار فعل ذلك، لدرجة أنها بعد عام ما زالت لم تخبر شعبها أو جيشها أو مورّد الأسلحة الأميركي بما تريد أن تبنيه في غزة مكان حماس سوى “النصر الكامل”. ومع استمرار إسرائيل في قصف المدارس لقتل بعض مقاتلي حماس المختبئين داخلها -بحسب زعمه- ، دون أن توضح أي مستقبل لغزة سوى الحرب الدائمة،

وعاد للقول :يبدو أن قتل آخر مقاتل من حماس هو الهدف، بغض النظر عن عدد المدنيين الذين يموتون. هذه حرب لا نهاية لها ستقوض مصداقية كل من إسرائيل وأميركا وتحرج حلفاء إسرائيل العرب.

واردف لكن غياب قصة جيدة يؤذي إسرائيل بطرق أخرى حيث  يُطلب من الإسرائيليين إرسال أبنائهم وبناتهم للقتال كل يوم ضد أعداء حماس وحزب الله، ومع ذلك لا يمكنهم التأكد مما إذا كانوا يذهبون للحرب لإنقاذ دولة إسرائيل أم لإنقاذ الحياة السياسية لرئيس وزرائهم.

وحول استراتيجية نتنياهو للتعامل مع الأزمة قال :لأن هناك أكثر من سبب كافٍ للاعتقاد بأن بيبي يريد استمرار هذه الحرب ليكون لديه عذر لتأجيل الإدلاء بشهادته في ديسمبر في محاكمته بتهم الفساد، لتأجيل لجنة تحقيق مستقلة حول كيفية فشل حكومته في منع أسوأ هجوم على اليهود منذ المحرقة، وأيضًا لتأجيل الانتخابات الإسرائيلية الجديدة وربما حتى الميل نحو انتخاباتنا الرئاسية لصالح دونالد ترامب.

وتابع :كما أن شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين أخبروه أنهم سيسقطون حكومته إذا وافق على وقف الحرب في غزة قبل تحقيق “النصر الكامل” غير المحدد على حماس، وإذا حاول إدخال السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي تبنت عملية أوسلو للسلام، لتساعد في حكم غزة بدلاً من حماس – وهو الأمر الذي تخشاه حماس بشدة.

وأشار إلي إن غياب قصة قوية يؤذي إسرائيل استراتيجياً أيضاً. كلما كانت لإسرائيل شريكة فلسطينية مشروعة، مثل سلطة فلسطينية مُصلحة، كلما كانت لديها فرصة أفضل للخروج من غزة وعدم الإشراف على تمرد دائم هناك، وكلما زادت احتمالات أن يرغب الحلفاء في المساعدة في إنشاء قوة دولية لملء أي فراغ في جنوب لبنان.

وكلما كان أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران أكثر وضوحاً بأنه يهدف لجعل إسرائيل آمنة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وليس لجعلها آمنة لتقوم بضم الضفة الغربية وغزة، وهو ما يسعى إليه بعض شركاء نتنياهو اليمينيين.

حول طبيعة المشهد الفلسطيني قال فريدمان :لا أستطيع أن أضمن وجود شريك فلسطيني مشروع لتحقيق سلام آمن مع إسرائيل. لكن يمكنني أن أضمن أن هذه الحكومة الإسرائيلية فعلت كل ما في وسعها لمنع ظهور مثل هذا الشريك – من خلال تقوية حماس في غزة على حساب السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

المشهد العربي كان له نصيب من مقال فريدمان حيث أوضح إنه لأمر جنوني تماماً بالنسبة لي أن الإمارات العربية المتحدة تخبر إسرائيل بأنها سترسل قوات عسكرية إلى غزة لتثبيت السلام هناك، بالتعاون مع الولايات المتحدة وقوات دولية أخرى، وأن المملكة العربية السعودية أشارت إلى استعدادها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، والمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة، وفتح الطريق أمام علاقات بين الدولة اليهودية والعالم الإسلامي بأكمله.

ومع ذلك وفقا لفريديمان، رفض نتنياهو حتى الآن كل ذلك لأنه سيستلزم أن تفتح إسرائيل محادثات مع سلطة فلسطينية مُصلحة على حل الدولتين، وأن تدعو هذه السلطة الفلسطينية رسمياً الإمارات وغيرها للمساعدة في تأمين غزة وهذا كارثي بطريقة أخرى غير واضحة تمامًا..

فلسطين لنا
فلسطين لنا

وانتقل فريدمان للساحة اللبنانية حيث أوضح أن إسرائيل  وجهت ضربة مدمرة لقيادة حزب الله. كعملية عسكرية بحتة – تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والاستخبارات والضربات الدقيقة من سلاح الجو الإسرائيلي – ستدرسها الجيوش في جميع أنحاء العالم.

لكن هنا تكمن المشكلة: يمكنني أن أؤكد لك أن معظم الطيارين الإسرائيليين والجواسيس والتقنيين الذين نفذوا تلك العملية هم نفس الإسرائيليين المحتجين في الشوارع وقادة المعارضة لمحاولة الانقلاب القضائي الذي حاول نتنياهو تنفيذه قبل عام من غزو حماس – وهي محاولة انقلاب شقت البلاد وشجعت غزو حماس وانخراط حزب الله، كما حُذر نتنياهو قبل الحرب.

قبل بضعة أشهر من 7 أكتوبر، دُعيت لعقد اجتماع عبرتقنية “زووم “مع مئات من الطيارين المقاتلين الإسرائيليين، الذين كانوا ممتنين لمعارضتي للانقلاب القضائي. سألني أحدهم بشكل مباشر ما إذا كان يجب عليه البقاء في إسرائيل أو المغادرة. قلت له إنه لا يمكنني الإجابة على ذلك، لكنها كانت تذكرة لي بمدى أهمية قصة البلد في زمن الحرب.

ومضي للقول :لا أحد علّمني أكثر عن التوتر بين قصص هؤلاء الطيارين وقصة بيبي – وتداعياتها على مصير إسرائيل – أكثر من دان بن دافيد، الاقتصادي في جامعة تل أبيب والذي يرأس معهد شوريش للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية. كتبت إليه أسأله عن أفكاره حول الذكرى السنوية ليوم 7 أكتوبر. هذا ما أرسله لي عبر البريد الإلكتروني:

’وقال في الرسالة :كانت والدتي تبلغ من العمر 13 عامًا عندما تم تهريبها وحدها من بغداد إلى فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية. وصل والدي إلى هنا كيتيم؛ فقد تم ذبح والده على يد جيرانه الليتوانيين عندما اقترب النازيون.

وبعد حرب الاستقلال، انضمت وحدات جيش والديّ لإنشاء كيبوتس ملكية على الحدود اللبنانية. (أصبح هذا الكيبوتس، حيث التقيا وتزوجا لأول مرة، بلدة شبح متفحمة خلال العام الماضي). هذه هي قصة عائلتي – ولكن غيّر الأسماء وستجد أنها أساسًا أولئك الذين فقدناهم. لأن كل ذلك قد يؤدي إلى انقلاب حلفائه اليمينيين المتطرفين ضده.”

“وعاد فريدمان للقول :لذا في الذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر، أجد نفسي مشغولاً بحقيقة أن إسرائيل تقاتل في حرب متعددة الجبهات، ومع ذلك لا يعرف الإسرائيليون حتى الآن ما إذا كانوا يقاتلون لجعل إسرائيل آمنة كديمقراطية يهودية أم آمنة لبقاء رئيس وزرائها السياسي، آمنة لليهود المتشددين حتى لا يضطروا أبدًا للخدمة في الجيش، وآمنة لرئيس الوزراء ليعلن للعالم أنه يدافع عن حدود الحرية في غزة ولبنان بينما يحافظ على آلة الاستيطان الفاسدة أخلاقيًا والمُنهِكة اقتصاديًا في الضفة الغربية.”

“وخلص في نهاية مقاله للقول :التهديد الأكبر لإسرائيل اليوم ليس إيران أو حماس أو حزب الله أو الحوثيين. إسرائيل الموحدة يمكن أن تهزمهم جميعًا. التهديد الأكبر هو أولئك الذين يقطعون الخيط الفولاذي لإسرائيل — من خلال سرد قصة سيئة.

 

 

 

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *