الرباط – طرابلس | في خطوة تعكس إدراك الأمم المتحدة للدور المغربي المحوري في الملف الليبي، التقت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025، في العاصمة الرباط، للتباحث حول سبل كسر الجمود السياسي في ليبيا وإرساء خارطة طريق جديدة لإنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من عقد.
وأكدت تيتيه، في أعقاب اللقاء، أن زيارتها إلى المغرب تأتي في سياق “مرحلة حساسة تمر بها ليبيا”، وسط تصاعد التوترات في طرابلس وتعثر الانتخابات البلدية، مشيدةً بـ”التزام المغرب بتيسير الحوار الليبي – الليبي”، واصفة المملكة بـ”الشريك المحوري” في جهود التوصل إلى توافق شامل بين الفرقاء.
المغرب شريك استراتيجي في مسار الحل الليبي
زيارة تيتيه تعكس ثقة الأمم المتحدة في الوساطة المغربية، خاصة وأن المملكة سبق وأن نجحت في توفير مناخات حوار آمنة ومحايدة جمعت بين مجلس النواب بطبرق والمجلس الأعلى للدولة في بوزنيقة، الصخيرات، وطنجة، وأسهمت في تحقيق اختراقات حاسمة على صعيد المسارات الدستورية والسياسية.
ويرى مراقبون أن الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها الرباط، إلى جانب غياب أية أجندة مصلحية، يجعل منها طرفًا موثوقًا لدى مختلف الأطراف الليبية، ويؤهلها للعب دور الوسيط الفاعل في أي خارطة طريق مقبلة.
موقف المغرب: الحل بيد الليبيين وحدهم
جدد المغرب، في أكثر من مناسبة، تمسكه بأن الحل يجب أن يكون ليبيًا خالصًا، رافضًا التدخلات الخارجية التي أدت في السنوات الماضية إلى تعقيد الأزمة، ومؤكدًا أن التعدد المفرط للمؤتمرات الدولية لا يعوّض الحوار المباشر بين أبناء الوطن الواحد.
وأكدت تيتيه في تصريحاتها أن الأمم المتحدة تنسق بشكل وثيق مع الرباط لتجاوز المأزق السياسي الراهن، وأن المغرب “ساهم في قطع مراحل حاسمة نحو الاتفاق”، في إشارة إلى مخرجات اللقاءات السابقة التي احتضنتها المدن المغربية.
أزمة مستمرة.. وانتظار الانتخابات
ومنذ مارس 2022، تتنازع السلطة في ليبيا حكومتان، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، والثانية برئاسة أسامة حماد المكلّفة من البرلمان في شرق البلاد، وهو ما عمق حالة الانقسام وفشل تنظيم الانتخابات المقررة سابقًا.
وتسعى البعثة الأممية، بقيادة تيتيه، إلى رسم خارطة طريق تنهي المرحلة الانتقالية الطويلة التي بدأت منذ إسقاط نظام القذافي عام 2011، وسط طموحات شعبية واسعة بإجراء انتخابات نزيهة تقود إلى مؤسسات موحدة.
المغرب.. استقرار ليبيا من استقرار المنطقة
ويؤمن المغرب، كما تؤكد أجهزته الدبلوماسية، بأن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار شمال إفريقيا والساحل والصحراء، ما يجعله يستثمر جهوده السياسية من منطلق هذا الوعي الإقليمي، وليس بدافع مصالح ضيقة.
في ختام زيارتها، شددت تيتيه على أن الأمم المتحدة تثمن جهود الرباط، وتعتبرها شريكًا لا غنى عنه في مسار المصالحة الليبية، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة تتطلب توحيد الجهود الدولية والإقليمية لتوفير بيئة حاضنة للانتخابات وتحقيق الاستقرار المنشود. كلمات مفتاحية مقترحة (SEO): تيتيه في المغرب، الأزمة الليبية، الوساطة المغربية، خارطة طريق ليبيا، الحوار الليبي، ناصر بوريطة، الأمم المتحدة ليبيا، الصراع في ليبيا، الانتخابات الليبية، دعم المغرب لليبيا.