الأمة الثقافية

“تَصَحُّرُ الرُّؤى”.. شعر: صالح أحمد كناعنة

أيَّ ريحٍ يا فارِسَ الصّمتِ تَحْذَرْ

في بلادي بوحُ العيونِ تَخَدَّرْ

ينشَطُ العَتبُ في بَعيدِ الأماني

يورِثُ الأفقَ حقلَ وَهمٍ تَجَذّرْ

والضَّبابُ الذي يَلُفُّ المَعاني

يَبعَثُ الشَّكَّ في الفُؤادِ المُغَرَّرْ

يا لِسانَ الرَّصيفِ ضُمَّ الأغاني

علَّ نَزفَ الصّدى بِنا يَتَصَبَّرْ

بينَ ظَنِّ مسيرُنا وغُموضٍ

والمَزايا في أفقِنا لا تُعَبَّرْ

رعشَةُ الرّوحِ في الحَنايا تَناهَت

كلُّ صُبحٍ عَن صَحوِنا يتَأخَّرْ

يا شَواطي هذا الزمانُ لقيطٌ

كيفَ يا بَحرُ مَدُّنا يتَطَهَّرْ؟

ينتَشي في وِجدانِنا نَبضُ حُبٍّ

من خَيالٍ يزورُنا تتأثَّرْ…

رعشَةُ البهجَةِ الخَجولِ وتَذوي

يُشفِقُ العُمرُ من هوًى يتَعَثَّرْ

يسكُنُ الشَّوقُ فالمَزايا شَهيقٌ

لاذَت الرّوحُ بالجُنونِ المُيَسَّرْ

وجنوحُ النّهارِ إذ يستَقينا

لانحِناءاتِ العُذرِ فينا تَحَدَّرْ

كيفَ يا شَمسَ العمرِ قَد يَكتَسيني

شارِدُ الهُدبِ من سَناكِ المُحَيَّرْ

أستَقي غَيثَ غيمَةٍ تَمتَطيني

والنّدى من ضُمورِ فَجري تَبَخَّرْ

موسِمي قَفرُ هل تُرى يَرتَضيني

عابِرُ الحُبِّ والرّؤى تَتَصَحَّرْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights