مرة ثانية وثالثة وعاشرة حتى ترضى..
إلى غزة الجميلة الصامدة.. التي خذلتها الجنود.. فتعلقتها القلوب.. وأفلتتها الأيدي فتلقفتها الأرواح.. ودمرها المجرمون فازدادت في العيون بهاء..
=========
“تَعَلَّـــــــــقَ قَلْبِــــــي طِفْــلَةً عَرَبِيَّـــــــــــةً”
تُنَاجِــــــي أَخَاهَا فَوْقَ مُنهَــــــــــــــدِمٍ طَلَلْ
لَهَـا أَدْمُــــــعٌ.. لَـــوْ أَنَّهَــــا مَسَّـــــــــــتِ الْحَصَى
لَمَا احتَاجَ (مُوسَى) لِلْــــ(ـــعُيُونِ).. إِذِ ارْتَحَلْ
وَلَوْ أَنَّهَــا زَارَتْ (يَسُـوعًا) بِنَوْمِـهِ
لَمَــا أَكْثَـــرَ التَّبْكِيتَ فِي (عِظَــةِ الْجَبَـلْ)
وَلَوْ آنَسَــتْ فِي (وَحْشَـــةِ الْغَارِ) (أَحْمَــدًا)
لَآمَــــنَ جَمْــــعُ الْكَافِرِيــــنَ بِمَا نَزَلْ
*****
“أَلا رُبَّ يَوْمٍ قَدْ” تَلاقَتْ عُيُونُنَا
وَقَدْ غَابَ عَنْهَا الأَهْلُ.. وَانْخَسَفَ الأَمَلْ
“فَقَالَتْ لأَتْرَابٍ لَهَا”: (ذَا الَّذِي انكَفَا
يُفَاخِرُ بِالأَقْوَالِ فِي سَاعَةِ الْعَمَل
وَمَا قُلْتُ (وَا عَمَّاه) يَوْمًا أَحُثُّهُ
عَلَى الثَّارِ.. إِلّا نَكَّسَ الرَّاسَ فِي خَجَلْ
وَلا مَدَدًا يَوْمًا طَلَبْتُ فَجَاءَنِي
بِغِيرِ جُيُوشٍ مِنْ أَغَانِيهِ وَالْقُبَلْ
كَأَنَّ مُثَارَ النَّقْعِ يَزْكُمُ أَنفَهُ
وَصَوْتَ صَهِيلِ الْخَيْلِ يُورِثُهُ الْخَبَلْ!
أَلا قَبَّحَ اللهُ الرُّؤُوسَ إِذَا انْحَنَى
لِغَيْرِ جَلالِ اللهِ ذُو الرَّأسِ وَابْتَهَلْ!)
فَقُلْتُ.. وَقَدْ بَانَتْ مِنَ الْخِزْي سَوْأَتِي
كَآدَمَ.. إِذْ أَغْوَاهُ شَيْطَانُهُ.. فَضَلّْ:
بِرَبِّكِ.. يَا بِنتَ الْكِرَامِ.. تَرَفَّقِي
فَمَا أَنَا إِلَّا عَبْدٌ انسَاقَ.. فَامْتَثَلْ!
وَمَا أَنَا إلَّا مَا طَعِمْتُ مِنَ الْخَنَا!
وَلا أَنَا إِلَّا مَا شَرِبْتُ مِنَ الْعِلَلْ!
فَلا تَنكَئِي جُرْحِي وَتُذْكِي بِهِ اللَّظَى
وَلا تُسْرِجِي فِي الْخَافِقِ الْيَائِسِ الشُّعَلْ
دَعِينِي وَهَذَا الْحُسْنَ.. أَقْضِ فُرُوضَهُ
وَأَدْنُ لَهُ بِالْفَخْرْ.. إِن لَمْ يَفِ الْغَزَلْ
“أَلا.. يَا بَنِي الْعُرْبِ.. اقْتُلُوا بِابْنِ عَمِّكُمْ”
وَإِلاَّ.. فَذَا شَأْنَ الْعُرُوبَةِ.. لَمْ يَزَلْ
قَتِيلُ الَّتِي لَمْ يَسْطِعِ الْخَوْفُ قَتْلَهَا
وَلا صَدَّهَا عَمَّا تُحَاوِلُهُ الْوَجَلْ
“وَلِي وَلَهَا فِي النَّاسِ قَوْلٌ وَسُمْعَةٌ”
أَنَا (الرَّجَزُ الْحَادِي).. وَإِيقَاعُهَا (الرَّمَل)!
لِخُطْوَتِهَا فِي النَّارِ جَرْسٌ.. لَوِ انبَرَى
إِلَى سَدِّ ذِي الْقَرْنَيْنَ لَاندَكَّ مِن ثِقَلْ
وَرَجْعُ غِنَاهَا بِالطُّلُولِ مَلاحِمٌ
تُقَصِّرُ عَنْهَا أُغْنِيَاتُ الْهَوَى الأُوَلْ
فَصَهْ مَهْ.. وَصَهْ مَهْ.. ثُمَّ صَهْ مَهْ.. وَصَهْ وَمَهْ
حُدَاؤُكَ بِئْسَ الشَّدْوُ.. يَا رَاكِبَ الْجَمَلْ
وَلا.. لا لآلِي.. ثُمَّ لا.. لا لآلِئٌ
تُثَقِّبُهَا فِي شَاطِئِ الْعُرْيِ يَا بَطَل!
وَكَمْ كَمْ.. وَكَمْ كَمْ.. ثُمَّ كَمْ كَمْ.. وَكَمْ وَكَمْ
أَضَعْتَ ثُغُورًا أَمْسِ.. وَانزَحْتَ عَن دُوَلْ!
وَفِي فِي.. وَفِي فِي.. ثُمَّ فِي فِي.. وَفِي وَفِي
مَخَادِعَ حُمْرٍ خُضْتَ حَرْبًا بِلا أَسَلْ
وَعَنْ عَنْ.. وَعَنْ عَنْ.. ثُمَّ عَنْ عَنْ.. وَعَنْ.. وَعَنْ
رَوَيْتَ (حَدِيثَ الإِفْكِ) فِي فَضْلِ (مَنْ رَحَل)!
فَسَلْ سَلْ.. وَسَلْ سَلْ.. ثُمَّ سَلْ سَلْ.. وَسَلْ وَسَلْ
عَنِ الْعْرْبِ.. كَيْفَ (الثَّوْرُ) إِن زَارَهُ (زُحَلْ)؟!
تَجِدْهُمْ (أُسُودًا) فِي اسْتِلالِ فُرُوجِهِمْ
وَعِندَ اسْتِلالِ السَّيْفِ.. أَشْجَعُهُمْ (حَمَلْ)
وَلَوْ لَوْ.. وَلَوْ لَوْ.. ثُمَّ لَوْ لَوْ.. وَلَوْ.. وَلَوْ
عَرَفْتَ.. قَتَلْتَ النَّفْسَ جَرَّاءَ مَا حَصَلْ
فَكَافٍ.. كَفَانَا.. ثُمَّ كَافٌ.. وَنُونُهَا
تُفَجِّرُ (بِئْرَ الزَّيْتِ) لِلأُمَّةِ الْهَمَلْ
أَمِطْ عَنكَ (نِسْوَانَ الْفِعَالِ).. وَغَنِّ عَن
فَتَاةٍ بِهَا فِي فِعْلِهَا يُضْرَبُ الْمَثَلْ!
عِرَاقِيَّةٌ الْغَضْبَاتِ.. مِصْرِيَّةُ الرِّضَا
حِجَازِيَّةُ الإِصْغَاءِ.. سُورِيَّةُ الْجَدَلْ
عُمَانِيَّةٌ الْعَزْمَاتِ.. كَالْفُرْسِ حَزْمُهَا
يَمَانِيَّةُ الإِيمَاءِ.. تُرْكِيَّةُ الْجُمَلْ
إِلَى الْبَرْبَرِ الشُّجْعَانِ صَلْبَةُ عُودِهَا
وَمِن قَصَبِ السُّودَانِ ضِحْكَتُهَا الْعَسَلْ
تَجَمَّعَ فِيهَا كُلُّ حُسْنٍ بِأَرْضِنَا
وَجَنَّبَهَا الرَّحْمَنُ مَا يُورِثُ الزَّلَلْ
بَرَاهَا فَلَسْطِينِيَّــــــــــةً.. حُسْنُ وَجْهِهَا
صَبَاحٌ عَلَى الدُّنْيَا أَطَلَّ.. وَلَمْ يَزَلْ
*********
فَلَمَّا تَلاقَيْنَا.. ضَحِكْتُ.. فَأَنشَأَت
تَقُولَ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ!.. مَا الْكُحْلُ كَالْكَحَلْ!
لِمِثْلِكَ أَن يَرْتَاحَ فِي ظِلِّ نَخْلَةٍ
وَيُنشِدَ مَا شَاءَا لَهُ الْجِدُّ وَالْهَزَلْ
وَأَمَّا أَنَا.. فَالصَّبْرُ أَوَّلُ قِصَّتِي
وَآخِرُهَا: بَدْرٌ الْغِيَابِ إِذَا اكْتَمَــــــلْ
رَدَدتُّ: صَدَقْتِ الْقَوْلَ يَا (بِنتَ إِخْوَتِي)
وَإِنِّي عَلَى كَفَّيْكِ تُهْرِقُنِي الْجُمَلْ
تَعَالَى الَّذِي صَاغَ الْبَنَاتِ رَقِيقَةً
وَصَاغَكِ مِن صُلْبٍ عَلَى الرِّقَّةِ انجَدَلْ!
وَسُبْحَانَ مَن سَوَّاكِ فُصْحَى بَلِيغَةً
وَسَوَّى وُلاةَ الأَمْرِ مِنْ أَحْرُفِ الْعِلَلْ!
وَجَلَّ الَّذِي أَعْطَاكِ رَايَةَ دِينِهِ
غَدَاةَ (رِجَالُ الدِّينِ) غَطَّاهُمُ البَلَلْ!
وَدَامَ ضِيَاءٌ فِي اسْوِدَادَاتِ لَيْلِنَا
يُفَتِّحُ مِنْ عَيْنَيْكِ بَابَيْنِ لِلأَمَلْ!