أكدت جامعة الدول العربية ضرورة تكثيف الجهد العربي لاحتواء رواية الاحتلال الإسرائيلي الزائفة، والعمل على تعزيز الحضور الإعلامي الداعم للقضية الفلسطينية، وخاصة مع تزايد انتشار الخطابات العنيفة المحرضة على الكراهية والتطرف العقائدي، مشددة على أهمية مشروع وضع استراتيجية موحدة للتعامل مع الشركات الإعلامية العالمية وفي صلبها الدفاع عن المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، في ندوة حول “الإعلام العربي في مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة”، والتي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم بالتعاون بين قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة وملتقى الإعلام العربي.
وقال خطابي “إن وراء الصور التراجيدية للهجمات الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة الذي يعاني أصلا من حصار خانق والاقتحامات المتواصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، نشهد حربا إعلامية أو بالأحرى حربا دعائية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لزيف الرواية الإسرائيلية، وذلك باللجوء إلى حجب صفحات وإغلاق حسابات، ومنع تدوينات عبرت، بشكل أو بآخر، عن رفضها للوضع الكارثي وقصف قطاع غزة دون مراعاة أحكام القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين زمن الحرب لسنة 1949 التي تحظر الاعتداء على حياة المدنيين وسلامتهم البدنية، بما في ذلك “القتل بجميع أشكاله والمعاملة القاسية والتعذيب”.
وأضاف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية “بجانب استخدام إسرائيل للخوارزميات والبرمجيات التطبيقية التي تغيب المحتوى الفلسطيني وتحول دون انتشاره في الفضاء الرقمي، امتدت شظايا حملات التزييف لمكونات من أجهزة الإعلام الغربي المساندة لإسرائيل والتي ذهبت إلى حد المساس بالحريات والحقوق، بما فيها قدسية حق المعتقد وحرية التعبير. ومن ثم، إنزال عقوبات أو تحذيرات في حق إعلاميين ومؤثرين ورياضيين وفنانين من الذين أرادوا إسماع الصوت الفلسطيني واستنكار سياسة العقاب الجماعي وضرب المدنيين وتهجيرهم وحرمانهم من المقومات الأساسية للحياة، وقصف المباني والمرافق العامة والمنشآت الطبية ودور العبادة”.
وأشاد خطابي بالروح المهنية العالية للصحفيين والإعلاميين الذين يعملون بنكران ذات على تغطية مجريات ووقائع هذه الحرب الرهيبة التي أزهقت أرواح بعض هؤلاء الصحفيين بجانب آلاف من النساء والأطفال والطواقم الاستشفائية والإغاثية والمدنيين العزل.
ونوه خطاب في كلمته بأن مجلس وزراء الإعلام العرب استحدث مؤخرا لجنة برئاسة دولة فلسطين لدعم المحتوى الفلسطيني، بما يتطلب الأمر من مصداقية وإقناع في التعامل مع الرأي العام الدولي، لافتا كذلك إلى المبادرة بعقد هذه الندوة من جانب السيد ماضي الخميس الأمين العام لملتقى الإعلام العربي الذي يحظى بصفة مراقب لدى مجلس وزراء الإعلام العرب.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن هجمات الاحتلال الإسرائيلي المدمرة في قطاع غزة، أدخلت الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في مرحلة بالغة الدقة والخطورة، وأظهرت مدى الحاجة الملحة لإيجاد أفق سياسي لهذا الصراع المرير بالتوصل لتسوية منصفة ومستدامة في إطار قرارات الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، مؤكدا أن كل تأخير أو تقاعس في وقف التصعيد والاحتقان ينذر بانعكاسات وخيمة على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى السلم العالمي.
المصدر: موقع جامعة الدول العربية + وكالة الأنباء القطرية + وكالة أنباء الشرق الأوسط
