“جبلُ الصمود”.. شعر: سلطان إبراهيم المهدي
مهداةٌ إلى الأستاذ “وائل الدحدوح” الصحفي بقناة الجزيرة، الذي فقد زوجه وابنته وحفيده، ثم استهدف الصهاينة من بعدهم ابنه حمزة، ورغم ذلك ظهرالأستاذ وائل الدحدوح صابرا راضيا محتسبا.
————————
جبلَ الصمودِ ولا تهزُّك ريحُ
أبهرتنا والله يا “دحدوحُ”
يا شامخا والخَطبُ يعتصر المدى
والصوتُ صوتك بالفداء صَدُوحُ
وحميتَ ثغركَ لم تكن مترددا
فالنسرُ ليست تحتويه سفوحُ
ومضيتَ في درب الحقيقةِ واثقا
تغدو إليه بهمَّةٍ وتروحُ
ضحّيت بالأحبابِ لم تُك جازعا
والقلبُ راضٍ والجَنانُ طَموحُ
ودَّعْتَ زوجك والدموعُ سخينةٌ
حاشا لسانك بالشكاة يبوحُ
وسطرت قصة حُبِّها بين الورَى
بمداد طُهْرٍ للأنام يلوحُ
ودَّعْتَ بنتك والمشاعرُ ثَرَّة
وصبرت والنبضاتُ منك تنوحُ
وحفيدك المحبوب واريتَ الثرى
وعلى الشفاهِ الحمدُ والتسبيحُ
واليوم يفجعك العدو ب”حمزةٍ”
وتجيء من بعد الجروحِ قروحُ
لكنه الإيمانُ يُثمرُ غرسُهُ
فالقلبُ مُتَّسِعٌ به وفسيحُ
لله ما هذا اليقينُ و”وائلٌ”
للحق يهدي واللسانُ فصيحُ
لله درّك قد غدوتَ منارةً
والوجه مؤتلقُ السَّنا وصَبوحُ
علّمتنا أنَّ الحياة رخيصةٌ
إنْ لم يكن عطر الفداءِ يفوحُ
للنصرِ في هذا الزمانِ ضريبةٌ
للدينِ يدفعها الدمُ المسفوحُ
ـــــــــــــــ