حالة من الجدل انتابت جموع الشعب المصري بصفة عامة والمفكرين والعلماء والساسة بشكل خاص، بعد إعلان جامعة الأزهر تبنيها مشروع لتعريب مناهج العلوم الطبية في جامعة الأزهر الشريف.
الجامعة تقول إن الخطوة تستحضر عظمة العرب ولغتهم، فيما رد منتقدون بأن الفكرة المستوحاة غير قابلة للتطبيق لأن الكليات الطبية لابد أن تكون الدراسة بها مواكبة لآخر التطورات العالمية في شتى أنحاء العالم.
وقال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، إن تعريب العلوم الطبية يهدف إلى تحقيق أفضل تعليم طبي، مستدلا على ذلك بأن هذه العلوم في الأساس كانت عربية.
وأضاف متحدث جامعة الأزهر :” علينا أن نستحضر عظمة العرب واللغة العربية ونعود لهويتها الثقافية ونحدث طفرة في هذه العلوم”.
بدوره هاجم عضو البرلمان المصري محمد البدري وهو عضو في لجنة الصحة، تصريحات متحدث الأزهر، مشددًا في الوقت نفسه أن الفكرة غير قابلة للتطبيق.
وأضاف البدري :” الممارسات الطبية يمكن أن تكون بلغة الدولة نفسها لكن التعليم الطبي أمر آخر وهذا التعليم يتجدد يوميا فكيف لخريج الطب أذا درس المناهج باللغة العربية أن يتابع التقدم في هذا المجال؟”.
بدوره قال الدكتور علي فرج، الأستاذ بكلية الطب بجامعة الأزهر، إن لدينا علماء وكوادر في شتى المجالات منهم أساتذة كبار بكليات طب الأزهر استطاعوا بعون من الله وتوفيقه قيادة مسيرة الأزهر عبر السنين
وأضاف :” فكرة تعريب الطب بجامعة الأزهر ليست بالحديثة فلقد كانت تتردد ونحن طلابا بالكلية ولربما وجد القائمون على شئون الأزهر أن الوقت قد حان لتفعيلها
وتابع :” ليس للعلم لغة محددة بل هو لغة من توصل إليه وعنه يأخذ الآخرون لينتفعوا به ولهم الخيار في أن يبقوه على لغة الأصل أو أن ينقلوه إلى لغتهم.
واستطرد :” الغالبية العظمى من دول العالم يدرسون العلوم الطبية وغير الطبية بلغاتهم وحتى ما ينشر من نتائج أبحاث بلغات غيرهم ينقلونها إلى لغاتهم ولم يقل أحد منهم أن ترجمة العلوم إلى اللغة الأم يؤثر سلبا على مستوى التحصيل أو الآداء، كما ان تعريب الطب ليس فيه انفصال عن ركب التقدم العلمي في ذلك المجال فجميع الدول تنقل عن غيرها العلوم والمعارف بعد ترجمتها
وقبل يومين أصدر المركز الإعلامي لجامعة الأزهر بيانًا بشأن ما يتمُّ تداوله حول توجيه الدراسة باللغة العربية في قطاعات: الطب، والصيدلة، وطب الأسنان، مؤكدًا أن الذي يتم حاليًا هو دراسة علميَّة متأنية حول إمكانية تعريب العلوم الطبية، ومدى قابلية ذلك للتطبيق، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد الأكاديمية والتقنية والتطبيقيَّة لضمان تحقيق أفضل معايير التعليم الطبي، وتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع على حدٍّ سواء.
وقال بيان المركز الصادر قبل قليل، إن أي قرارات تتعلق بهذا الشأن ستصدر بعد الانتهاء من الدراسات والمناقشات العلمية اللازمة بما يخدم المصلحة العامة، وأن جامعة الأزهر ملتزمة دائمًا بتطوير العملية التعليمية بما يواكب التقدُّم العلمي ويلبي تطلعات الطلاب والمجتمع.
وأوضح المركز الإعلامي أن تعريب العلوم لا يعني بالضرورة و لا بالقطع تعريب تدريسها، لكنه التعريب الذي من شأنه إثراء اللغة و العلوم و عودتها لمرجعيتها.