شهد التاريخ الحديث أفغانستان كواحدة من أكثر المناطق اضطرابًا، خاصة بعد تدخل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2001 لإزاحة حكم طالبان ومواجهة تنظيم القاعدة.
وخلال تلك الفترة، تعاون العديد من الأفغان مع القوات الأجنبية، بما في ذلك القوات البريطانية، التي كانت واحدة من القوى الكبرى المشاركة في العمليات العسكرية والأمنية.
ومع انتهاء العمليات العسكرية، واجه الكثير من هؤلاء الأفغان تحديات شخصية وقضائية، في ظل عدم وضوح السياسات البريطانية بشأن تعويضات وتوفير الدعم للعاملين مع القوات الأجنبية الذين خانوا اوطانهم. في الوقت الذي شهدت دول أخرى إجراءات لتعويض من تعاون معها، تظل بريطانيا متورطة في جدل واسع حول مسؤوليتها المالية والمعنوية تجاه هؤلاء الفئات.
ورفضت مؤخرا وزارة الدفاع البريطانية – وفقا للتايمز البريطانية- تقديم تعويضات مالية لآلاف المواطنين الأفغان، مايقرب من 19 ألف افغانى، الذين سُرّبت بياناتهم الشخصية كمتعاونين مع القوات البريطانية، بعد أن تركتهم في أفغانستان أثناء انسحابها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، بأن الوزارة “ستدافع بقوة ضد أي إجراء قانوني أو تعويض لهؤلاء”، مضيفاً أن هذه “مطالبات افتراضية”.
الخلفية التاريخية
– حرب أفغانستان (2001-2021): جاءت هذه الحرب بعد هجمات 11 سبتمبر، بهدف القضاء على تنظيم القاعدة وإعادة الاستقرار إلى البلاد من وجهة نظرهم. شاركت قوات متعددة، أبرزها القوات الأمريكية والبريطانية، في عمليات أمنية واحتلت البلاد.
– التعاون الأفغاني: بعض الأفغان انخرطوا في عمليات دعم القوات الأجنبية، سواء كمترجمين، أو مرشدين، أو موظفين في برامج اسماه المحتل” بناء القدرات”، مما عرضهم لمخاطر كبيرة بعد انتهاء النزاع وانسحاب القوات الغربية.
أسباب عدم دفع التعويضات
– السياسات الحكومية: تفتقد بريطانيا حتى الآن إلى إطار قانوني واضح يخص التعويضات للفئات التي تعاونت مع قواتها في أفغانستان، خاصة أولئك الذين اضطروا للفرار أو تعرضوا للتهديد بعد انتهاء الخدمة.
– الاعتبارات القانونية والأمنية: غالبًا ما ترفض الحكومات دفع تعويضات على أساس عدم وجود قوانين ملزمة، إضافة إلى مخاوف من أن يُستغل ذلك لأغراض غير إنسانية أو أمنية.
– المواقف السياسية: مستوى الاهتمام والدعم في البرلمان البريطاني، بالإضافة إلى اهتمامات سياسية أوسع فيما يخص سياسات الهجرة واللاجئين، تؤثر أيضًا على قرارات الحكومة.
التداعيات الإنسانية والأمنية
– اللاجئون والمهجرون: عُرف أن عددًا كبيرًا من الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأجنبية، خاصة مع بريطانيا، يعيشون الآن في ظروف إنسانية صعبة، مع انعدام الأمان والفرص.
– فقدان الثقة: عدم تقديم تعويضات يعمق من الشعور بالإحباط واليأس لدى هؤلاء الفئات الخائنة لأوطانها، ويفقدهم الثقة في الجهات الدولية التي وعدت بحماية من تعاون معها.
تبرز قضية عدم دفع بريطانيا لتعويضات للأفغان الذين تعاونوا معها خلال الاحتلال الأمريكي، لتثبت لكل من خان وطنه وأرضه وعرضه، أنه لن يجد المحتل الذى انتهك حرماته أكرم عليه من غيره، بل على العكس تماما، يكون المحتل عنده يقين أن من خان بلاده لن يكون وفيا لغيرها..