أعلنت مصر والمملكة العربية السعودية عن إطلاق المرحلة التحضيرية لمشروع “جسر موسى”، الذي سيُنشئ جسرا بريا وبحريا يربط بين مدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء المصرية ومنطقة رأس حميد في تبوك شمال غرب السعودية، عبر مضيق تيران في البحر الأحمر.
يمتد الجسر على مسافة تتراوح بين 7 إلى 10 كيلومترات، ويشمل ممرات للمركبات، وخطوط سكك حديدية، إضافة إلى ممرات للمشاة ومرافق خدمية متكاملة.
ويشكل هذا المشروع نقطة تحول استراتيجية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث سيعزز حركة التجارة التي تقدر حاليا بأكثر من 10 مليارات دولار سنويا، كما سيسهل مرور البضائع والأفراد، ما يقلص زمن الشحن والتكاليف اللوجستية بين آسيا وأفريقيا.
من الناحية السياحية، سيفتح “جسر موسى” آفاقا جديدة لتنشيط حركة السفر، خصوصا خلال مواسم الحج والعمرة، إذ من المتوقع أن يتمكن مئات الآلاف من الحجاج المصريين من التنقل برا بسهولة وأمان إلى الأراضي المقدسة.
كما سيشكل المشروع جاذباً استثمارياً للقطاع السياحي في منطقة البحر الأحمر التي تشهد مشاريع تنموية كبرى مثل “نيوم” و”ذا لاين”.
وتُقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بأكثر من 5 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال مرحلة الإنشاء، إلى جانب تعزيز البنية التحتية في البلدين.
وتسعى الحكومتان لجذب استثمارات أجنبية للمشاركة في تمويل وتشغيل مرافق النقل والخدمات اللوجستية المرتبطة بالجسر.
يأتي هذا المشروع في إطار رؤية السعودية 2030 ومبادرات التنمية المصرية، ويعكس شراكة استراتيجية متنامية بين دولتين محوريتين في الشرق الأوسط، تسعيان لتحقيق تكامل اقتصادي ومصير مشترك أكثر ترابطا.