الأمة: في إطار فعاليات النسخة السادسة من معرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية ، تم عقد عدة فعاليات مصاحبة للمعرض، في ثاني ايام المعرض بحضور الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
و الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، وعدد من كبار الشخصيات الثقافية والخبراء والإعلام، إلى جانب حشد جماهيري واسع.
الجلسة الحوارية: الأمير طلال والتنمية المستدامة”
بعنوان “الأمير طلال والتنمية المستدامة” وتحت شعار “التنمية المستدامة نهج مؤسسي” عقدت الجلسة الحوارية التي أدارها معالي الأستاذ الدكتور أحمد زايد، بهدف ابراز فكر الأمير طلال بن عبد العزيز ، رحمه الله، لتحقيق التقدم للإنسان،
والذي ترجم على المستوى التنموي والتنويري والمؤسسي، من خلال تأسيس عددا من المؤسسات التنموية منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، واختصت بالعمل على عدد من القضايا المهمة مثل: الطفولة، والتعليم، والمجتمع المدني، والشمول المالي، ومكافحة الفقر، وتمكين المرأة.
في مستهل الندوة أشار الأستاذ الدكتور أحمد زايد أن هذه الجلسة تكتسب أهمية خاصة كونها تطرح قضية جوهرية في مسار التنمية، وهي ضرورة تحويل الخطاب التنموي إلى ممارسة مؤسسية قابلة للاستمرار والتأثير.
وأوضح أن الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله لم يكتف بطرح أفكار تنموية، بل أسس مؤسسات فاعلة، مؤكدا أن العمل المؤسسي هو ما يضمن بقاء الأثر واستمرارية الإنجاز.
تحدث خلال الجلسة سعادة الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية، متناولا الجانب الفكري في مسيرة الأمير طلال، واصفًا إياه بالمفكر الذي حمل هموم أمته وسعى إلى نهضتها من خلال الحوار والانفتاح على مختلف التيارات الفكرية. كما اسهم في تعزيز الحوار بين مختلف الأطياف الفكرية.
وأكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية سابقا، أن التنمية المستدامة لم تعد ترفاً يمكن تأجيله، ولا خياراً، بل أصبحت شرطاً وجودياً لبقاء الأوطان واستقرار الشعوب. وهي التزام أمام الحاضر، وعهد تجاه المستقبل.
مضيفة بأن التنمية المستدامة ليست مشروعات متفرقة أو مبادرات موسمية، بل هي نهج مؤسسي متكامل يقوم على الرؤية الاستراتيجية، ويستند إلى الحوكمة الرشيدة، ويعتمد على المشاركة الواسعة من كل مكونات المجتمع. وهذا ما يمكن قوله عن المؤسسات التي أطلقها سمو الامير طلال رحمه الله.
كما تحدثت الأستاذة هدى البكر نائب أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية والمدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية عن رؤية الأمير طلال المبكرة لأهمية المجتمع المدني،
مشيرة إلى أن المؤسسات التي أسسها تعكس فكر التنمية المستدامة من خلال الاهتمام بالأطفال، وتمكين المرأة والشباب، والتعليم، ومكافحة الفقر.
أما الباحث الدكتور سامح فوزي فقد قدم قراءة تحليلية في المشروع التنموي للأمير طلال بن عبد العزيز من خلال استعراض رؤيته التنموية، في ضوء الاستدامة التي أمن بها فكرًا، وأسهم فيها، وجسد أفكارها مبكراً قبل صدور ها عام 2015،
وخلص إلى أن هذا المشروع التنموي للأمير طلال، يعد تجربة ثرية وملهمة قامت على التفاعل بين التنمية الذاتية، وتلك النابعة من وعي وإدراك للواقع التنموي، وبين الأفكار والممارسات التنموية على الصعيد العالمي، مما جعلها نموذجا مهما في الفكر والممارسة في مجال التنمية المستدامة.
جلسة حوارية “طلال سيرة ومسيرة”
عقدت الجلسة الحوارية بعنوان “طلال سيرة ومسيرة”، التي أبرزت الجانب الإنساني من شخصية الأمير طلال، من خلال سرد قصص وشهادات من بعض الشخصيات التي عاصرت الأمير طلال، أدارها الكاتب والإعلامي إميل أمين، وتم خلالها تقديم عرض وثائقي تضمن شهادات لمعاصريه.
تحدث خلال الجلسة الفنانة يسرا، و الباحثة العراقية الدكتورة فيان فاروق، وسعادة الدكتور عماد عبد الوهاب، وسعادة الدكتور عبد اللطيف الحميد مستشار الهيئة العليا لمعارض الأمير طلال، وسعادة الدكتورة منال إبراهيم المدير التنفيذي لمعارض الأمير طلال، وسعادة الكاتب الصحفي فتحي محمود.
ولقد ابرزت الشهادات الحية الجانب الإنساني والثقافي والتنموي للأمير طلال رحمه الله، حيث أشارت الفنانة يسرا إلى انها كانت تربطها بالأمير صداقة قوية، وانه كان يؤمن بالفن ورسالته وتأثيره إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة.
كما أضافت بانه كان مهتماً بكل شئون البلاد العربية، وكان لديه استشراف مبكر لمناقشة الكثير من القضايا المهمة التي تطرح نفسها بقوة في واقعنا العربي الآن، مثل قضية ندرة المياه.
واقترحت ان يتم عمل فيلم للأمير طلال “Docudrama” عن حياته من البداية للنهاية واقترحت ان تقوم مكتبة الإسكندرية بدور في حفظ تاريخه.
واستعرضت الدكتورة فيان فاروق بداية تعاملها مع الأمير عام 2010 والمقالات التي كتبتها عنه، وقالت انه شخصية مثقفة وملتزمة، وإنها مستمرة في كتابة مقال عنه يوم 22ديسمبر من كل عام (ذكري وفاته).
في حين قال الدكتور عماد عبد الوهاب أن الأمير طلال كان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معني، يتسم بالتواضع والبساطة، وكان له تاريخ ورؤية للأجيال تجمع بين التاريخ والمستقبل.
في شهادتها قالت الدكتورة منال انها بدأت العمل مع الأمير طلال منذ 4 عقود وتكلمت عنه كأب داخل الأسرة ربي أبنائه على الحب والحزم، لم يفرق في المعاملة بينهم، وكان مدافعا عن المرأة، ولا يفرق بين أحد بالجنس أو الدين، كما كان ابناً باراً بوالديه.
في حين تناول الدكتور عبد اللطيف الحميد صفات الأمير الإنسانية من رحمة وسعة صدر، وأوضح كيف كان متأثراً بالفيلسوف فولتير (Voltaire) لأنه كان يهتم بالدفاع عن القضايا الإنسانية ودعم مبادئ التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان والعدالة الاجتماعية.
وتحدث الكاتب فتحي محمود عن حب الأمير طلال رحمه الله لمصر وأهلها وكيف أوصي بها، وتكلم عن اهتمامه بالصحافة المصرية، وعن اللقاءات التي أجراها مع الصحفيين المصريين، كما تناول العلاقات التاريخية القوية بين السعودية ومصر .
واختتم الكاتب اميل أمين اللقاء بمقوله “مجد الله هو الإنسان الحي وطلال كان الإنسان الحي” لأنه كان مؤمنا بأن “الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان.
جلسة الأمير طلال بن عبد العزيز حضور إعلامي وثقافي صنع الفارق
كما عقد في إطار الفعاليات المصاحبة جلسة بعنوان “الأمير طلال بن عبد العزيز: حضور إعلامي وثقافي صنع الفارق” بإدارة من الإعلامية أمينة خيري مع الإعلامي اللبناني مؤسس مؤسسة تكريم ريكاردو كرم، الذي تحدث خلالها عن علاقته بالأمير طلال،
حيث أكد أنه أثر وغير الكثير فيه منذ اول لقاء معه، كما أشار إلى أن أول لقاء له مع شخصية غير لبنانية كان مع الأمير طلال، وتلاها عدة لقاءات كان يشعر خلالها أحيانا بنوع من الخيبة لما يجري.
كما أشار إلى علاقة الأمير طلال بالصحافة اللبنانية والتي بدأت منذ الستينيات من القرن الماضي، ووصفها بأنها علاقة ملفتة جدا، واختتم بالدعوة إلى استمرار تنظيم هذه المعارض لإبراز الإرث التنموي والثقافي للأمير طلال رحمه الله.
يستمر المعرض اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، ويفتح أبوابه من الساعة 11 صباحًا حتى 7 مساءً، بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية، ويشهد جلسة عن رؤية الأمير طلال في التعليم والتمكين،
فضلا عن توقيع بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية والجامعة العربية المفتوحة (فرع مصر) التي أسسها الأمير طلال، وتمتد فروعها اليوم إلى أكثر من 9 دول عربية.