السبت سبتمبر 21, 2024
أقلام حرة

د. جمال أبو حسان يكتب: متى ستوقف أمريكا عدوانها على غزة

الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط هو المهم بالنسبة لأمريكا يليه في الأهمية كثير من الدول العربية، التي وضعت كل حاجاتها في سلة أمريكا، فضحّت بعروبتها، وقيمها وحكمت الشعوب التي عندها حكما صارما، بحيث لا تسمح لهم بمجرد إقامة مظاهرة بالقرب من السفارات الأمريكية في تلك الدول، مع أن كثير من الأمريكان يقومون بمظاهرات أمام البيت الأبيض، وأمام بيت الرئيس الأمريكي، ولا يجدون ما يحول بينهم وبين التعبير عن آرائهم، إلا أن هذا الأمر قد حرمت كثير من الحكومات العربية شعوبها من حق التعبير بالتظاهر أمام هذه المنشآت الأمريكية، تعبيرا عن آرائهم واستنكارا لجرائم أمريكا في غزة وفي كثير من بلدان الشرق الأوسط، وصارت هذه الدول العربية حامية لمصالح الأمريكان المجرمين أكثر من حرصها على حماية مصالح شعوبها، ولهذا أخذت هذه الدول موقعها في الاهتمام الأمريكي، لا لأنها دول مهابة، ولديها قدرة وقوة، بل لمحافظتها على المسؤولية التي ألزمتهم أمريكا بها.

 

لذلك لن توقف أمريكا عدوانها المجرم على غزة وبعده على الدول المجاورة لها تقضمها دولة دولة لتقدمها هدية لليهود ليقيموا إسرائيل الكبرى وينتظروا المسيح الدجال فيما يزعمون، وهي الآن في أمس الحاجة لهذه الدول العربية التي تلجم الشعوب إلجاما عن أي حركة إيجابية مؤثرة في الصراع، حتى إذا انتهت من فلسطين جاء الدور عليها، ولن يوقف هذا الهم الإجرامي والمخطط العدواني لأمريكا إلا أن تشعر أمريكا قبل تحقيق أهدافها أن الحكومات العربية في خطر، وأن الشعوب قد نفد صبرها على الذي يجري حينها يمكن تخفف الوطأة، وهذا يعني أن على الشعوب العربية عدم التعويل على الحكومات التي لن تقدم شيئا سوى الرجاء من أمريكا واليهود أن يخففوا الوضع على أهل فلسطين، حتى لا يقعوا في الإحراج الشديد وفوق اللازم مع الشعوب، إن على الشعوب أن تعي هذه الحقيقة وعيا جيدا وأن لا تضع الآمال في غير موضعها وعليها أن تعي ما يلي:

 

1- إن أمريكا لن تخف وطأتها على العالم الإسلامي إلا حين تتلقى ضربة لم تحسب لها أي حساب.

 

2- إن على الشعوب أن يقوموا بدور فعال في إحراج الحكومات العربية أمام أمريكا على الخصوص وأمام العالم على العموم.

 

3- أنا لا أدعو إلى ما يسمى بالانقلابات العسكرية، فهي غير مجدية في هذا الزمان، إنما أدعو إلى الحراك الشعبي السلمي المنظم المحرج الذي يحقق فاعليته على الأرض.

 

4- إن أي حراك شعبي سلمي مؤثر يجب أن يتحقق فيه ثلاثة أمور:

أ‌- أن يكون حراكا عاما شاملا لا يتخلف عنه أحد ممن يظن أن لديه فاعلية.

 

ب‌- إن أي حراك بهذه الصورة ينبغي أن ينأى بنفسه عن مظاهر التخريب في الدولة أو في ممتلكات الشعوب، لأن هذا غوغاء لا حراك شعبي منظم.

 

ت‌- أن يحرص الحراك على عدم دخول المندسين أصحاب الأجندات الخاصة التي لا تنفع إلا أعداء الأمة، وليكن الحرص على التعاون والتآلف بشكل لافت للنظر.

 

5- لا بد أن يكون في هذه الدول من الحكماء وأصحاب الرأي، بحيث يتواصلوا مع الحكام، وأن الأمة لم تفقد أملها فيهم إذا انحازوا إلى شعوبهم، وأن الحراك ليس المقصود إزالتهم عن مواقعهم وإنما النهوض بالأمة من كبوتها، وعليهم أن يطمئنوا بأن انحيازهم للشعوب هو مقو لأمرهم وليس العكس.

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب