الاسم الكامل: إريك آرثر بلير
الاسم الأدبي: جورج أورويل
تاريخ الميلاد: 25 يونيو 1903
مكان الميلاد: موتيهاري، الهند البريطانية
تاريخ الوفاة: 21 يناير 1950
الجنسية: بريطاني
حياته ومسيرته
وُلد جورج أورويل في الهند لعائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة البريطانية، ثم انتقل مع والدته إلى إنجلترا وهو في سن صغيرة. تلقى تعليمه في مدرسة إيتون العريقة، لكنه رفض المسار الأرستقراطي المعتاد، فالتحق بشرطة المستعمرات البريطانية في بورما، وهناك بدأ يشعر بنفاق الإمبريالية، ما دفعه لاحقًا لترك منصبه والبدء بمسيرته الأدبية والصحفية.
عاش أورويل حياةً مشبعة بالتجارب؛ من الفقر في شوارع باريس ولندن، إلى القتال في الحرب الأهلية الإسبانية ضد الفاشيين، وهو ما شكّل نظرته العميقة للعدالة والحرية والاستبداد. كان اشتراكيًا، لكن اشتراكيته كانت نقدية، مناهضة للتسلط، سواء من اليمين أو اليسار.
أهم مؤلفاته
1- 1984 (Nineteen Eighty-Four) – 1949
رواية ديستوبية تحذر من الدولة الشمولية والتجسس والقمع الفكري. أبدع أورويل في رسم صورة مرعبة لمستقبل تسيطر فيه الحكومة على الحقيقة، عبر “الأخ الأكبر” و”شرطة الفكر”.
2- مزرعة الحيوان (Animal Farm) – 1945
قصة رمزية تسخر من الثورة الروسية وما تلاها من ديكتاتورية ستالينية. تُظهر الرواية كيف يُمكن للثورات أن تتحول إلى أنظمة قمعية شبيهة بتلك التي أسقطتها.
3- إلى كاتالونيا تحية (Homage to Catalonia) – 1938
شهادة شخصية عن مشاركته في الحرب الأهلية الإسبانية، وعرض دقيق لتعقيدات الصراع بين الفاشيين والشيوعيين والأناركيين.
4- متشرد في باريس ولندن (Down and Out in Paris and London) – 1933
تجارب شخصية عاشها في الفقر والتشرد، بأسلوب يجمع بين السرد والتوثيق الاجتماعي.
5- ابنة القسيس (A Clergyman’s Daughter) – 1935
6- أيام بورمية (Burmese Days) – 1934
رواية عن فساد الحكم الاستعماري البريطاني في بورما، تنبع من تجربته الشخصية في الخدمة هناك.
قيمته الأدبية والفكرية
يُعد أورويل من أبرز أدباء القرن العشرين، ومرآةً صادقة لعصره. امتاز بأسلوب واضح، دقيق، لا يحب الزخرفة، يهدف للوصول إلى القارئ مباشرة. وهو من أوائل من ربطوا الكتابة بالضمير الأخلاقي.
أدبه ليس ترفًا، بل مقاومة. كتاباته تتجاوز الرواية لتتحول إلى مواقف سياسية وإنسانية راسخة. أثرت مفاهيمه مثل “الأخ الأكبر”، “شرطة الفكر”، و”غرفة 101” في الثقافة العالمية الحديثة.
رأيه في العرب والعالم الإسلامي
لم يكتب أورويل كثيرًا بشكل مباشر عن العرب، لكن مواقفه من الاستعمار البريطاني في العالم الثالث كانت واضحة. في مقالاته الصحفية عبّر عن ازدرائه لسياسات الإمبراطورية البريطانية في المستعمرات، ومنها العالم العربي. ورغم خلفيته البريطانية، إلا أن نزعته الإنسانية كانت تُحركه لتأييد الشعوب المستضعفة، وكان ضد العنصرية والاستعلاء الاستعماري.
قضاياه الكبرى
الحرية الفكرية ومناهضة الرقابة.
مناهضة الشمولية بكل أشكالها، سواء الفاشية أو الستالينية.
الدفاع عن الطبقات الفقيرة والعمال.
نقد الإعلام الموجّه وتزييف الحقيقة.
معارضة الإمبريالية والتمييز العنصري.
من أشهر مقولاته
“في زمن الخداع، قول الحقيقة يصبح فعلًا ثوريًا.”
“من يسيطر على الماضي، يسيطر على المستقبل. ومن يسيطر على الحاضر، يسيطر على الماضي.”
“الحرية تعني الحق في أن تقول للناس ما لا يريدون سماعه.”
“السلطة لا تُستخدم لتحقيق أهداف الثورة، بل الثورة تُستخدم لتحقيق أهداف السلطة.”
“كل الحيوانات متساوية، لكن بعضها أكثر مساواة من البعض الآخر.” (من مزرعة الحيوان)
وفاته وإرثه
توفي جورج أورويل في لندن بمرض السل عن 46 عامًا، لكنه خلّف وراءه إرثًا أدبيًا وسياسيًا خالدًا. ما زالت مؤلفاته تُقرَأ وتُدرَّس في المدارس والجامعات، ويُستشهد بها في مواجهة الرقابة والقمع. وهو أحد الأدباء القلائل الذين استطاعوا تحويل الكلمة إلى مقاومة، والكتابة إلى ضمير حيّ.
جورج أورويل لم يكن مجرد كاتب، بل كان ضمير عصره. رجلٌ كتب ليُضيء، وهاجَم ليُحرّر، وفضح الظلم ليقيم العدالة على الورق. وفي عالمٍ يمتلئ بالتزييف، تظل كتبه منارات صدق لا تنطفئ.