جولة إفريقية لوزير خارجية الجزائر سعيا للوصول لتسوية دبلوماسية لأزمة النيجر
يبدأ وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف اليوم جولة تشمل نيجيريا وبنين وغانا الأعضاء في مجموعة “إيكواس” لدول غرب إفريقيا، لبحث أزمة النيجر وحلّها بالسبل الدبلوماسية.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إنه بتكليف من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يزور عطاف بعض دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، للتشاور بشأن سبل حل الأزمة الدائرة في النيجر عقب الانقلاب.
وكانت الجزائر أعربت عن أسفها لما وصفته “إعطاء الأسبقية للخيار العسكري” في أزمة النيجر، مؤكدة على أنه لا تزال هناك فرص للحل السياسي لم تستنفد، ومحذرة من خطورة التدخلات العسكرية.
وفي وقت سابق، أفادت الإذاعة الجزائرية الرسمية بأن سلطات البلاد رفضت طلب فرنسا فتح أجواء الجزائر أمام التدخل العسكري في النيجر.
وقالت إن “فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم”، مشيرة إلى أن “الجزائر التي كانت دائما ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارما وواضحا”.
تجدر الإشارة إلى أن موسكو أكدت أن الحل العسكري لتسوية الأزمة في النيجر “قد يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد وزعزعة استقرار الوضع في منطقة الساحل والصحراء”.
واستولى المجلس العسكري في النيجر على السلطة في الـ26 من الشهر الماضي، وبرر القائد السابق للحرس الرئاسي الجنرال عمر عبد الرحمن تياني الإطاحة بالرئيس محمد بازوم بإخفاقه أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، في بلد يتوسط أفقر دول العالم ويعاني نشاط المجموعات المسلحة.
وذكرت مصادر مطلعة أن المجلس الانتقالي في النيجر أعلن استعداده للإفراج عن بازوم، مقابل رفع دول “إيكواس” العقوبات عن النيجر.
رحبت حركة “إم 62” (ائتلاف من منظمات المجتمع المدني يعارض الوجود العسكري الفرنسي في النيجر) بإعلان الاتحاد الأفريقي رفضه تدخل أي دولة أو هيئة أجنبية في شؤون النيجر، في حين جددت واشنطن تأكيد موقفها الداعي لاستعادة النظام الدستوري.
وقال منسق الحركة الداعمة لقادة الانقلاب عبدولاي سيدو إن تعليق عضوية نيامي في الاتحاد الأفريقي كانت خطوة متوقعة، لكن مجلس السلم والأمن تأخر في الإعلان عنها، مشددا على أن موقف الاتحاد الأفريقي ضد أي تدخل لأي هيئة أو أي بلد أجنبي وعدم دعمه التدخل العسكري في النيجر أمر مهم جدا وإيجابي للغاية.
وأوضح –تصريحات له على هامش أول مؤتمر صحفي بعد إطلاق سراحه من المجلس العسكري حيث كان معتقلا في ظل النظام السابق- أن الحركة التي يتزعمها كانت تريد أن يذهب مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إلى أبعد من هذا، وأن يشير “إلى عدم قانونية العقوبات التي وصفها بغير العادلة وغير القانونية وغير الإنسانية التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس””.
وفي موضوع الحضور الفرنسي في النيجر، قال عبدولاي سيدو إن حركته لن تمنح فرنسا “لحظة إضافية واحدة” لسحب قواتها مع انقضاء مهلة اتفاقات عسكرية مع باريس، ينتهي مفعول بعضها خلال شهر