تتولى كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، بالتعاون مع جامعة شيانغ ماي، قيادة مبادرة رائدة لتحسين تشخيص وعلاج أمراض الشبكية لدى الأطفال في جميع أنحاء تايلاند. ويركز المشروع الذي يستمر لعدة سنوات، بقيادة الدكتور نيل إم. بريسلي، أستاذ طب العيون بجامعة جونز هوبكنز، على الحد من العمى الناجم عن اعتلال الشبكية الخداجي وأمراض الشبكية الشائعة الأخرى.
الحد من العمى
إن اعتلال الشبكية الخداجي هو حالة تصيب الأطفال الخدج بسبب النمو غير الطبيعي للأوعية الدموية في الشبكية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى العمى. وفي تايلاند، يعاني طفل واحد على الأقل من بين كل 1000 طفل من العمى، وينتج ثلثا هذه الحالات عن اعتلال الشبكية الخداجي.
وقد تكون طرق الفحص الحالية، التي تتضمن تنظير العين، مرهقة وخطيرة طبياً بالنسبة للأطفال، وتتطلب خبرة كبيرة من أطباء العيون، الذين نادرون في العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم.
رؤية للوقاية
يهدف المشروع إلى الاستفادة من تكنولوجيا التصوير المتقدمة والطب عن بعد لجعل الكشف المبكر عن اعتلال الشبكية الخداجي وعلاجه أقل إرهاقًا للرضع وأقل اعتمادًا على المتخصصين ذوي التخصص العالي.
تسمح الكاميرات المتخصصة التي تم تطويرها مؤخرًا بالحصول على صور شبكية العين عند الأطفال الخدج، والتي يمكن بعد ذلك تحليلها بواسطة قراء خبراء عبر الطب عن بعد. في المستقبل، يمكن تعزيز هذه العمليات بالذكاء الاصطناعي لتفسير صور الشبكية، مما قد يؤدي إلى تحسين الدقة والسرعة في اكتشاف الأوعية الدموية غير الطبيعية.
وتهدف المبادرة، التي تدعمها أموال من عائلة يوفيديا، إلى إنشاء برنامج مستدام سيتم توسيعه في جميع أنحاء تايلاند ويتم تبنيه في نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم. ومن بين المكونات الرئيسية للمشروع تبرع سخي، بما في ذلك كاميرا شبكية عينية واسعة النطاق للأطفال على أحدث طراز وتمويل تصميم وتشغيل وإعداد تقارير عن هذه المبادرة.
زيارة الموقع والتطورات المستقبلية
ومن المقرر إجراء زيارة للموقع يوم الأربعاء الموافق 21 أغسطس 2024 في جامعة شيانغ ماي، حيث ستتاح الفرصة لوسائل الإعلام لمراقبة المشروع أثناء العمل. وستعمل هذه الزيارة أيضًا كمنصة للاعتراف بمساهمات عائلة يوفيدهيا في التقرير السنوي لمعهد ويلمر للعيون لعام 2024.
وأشار الدكتور بريسلر إلى أن هذا التعاون مع جامعة شيانغ ماي من شأنه أن يقلل بشكل كبير من خطر إصابة الأطفال بالعمى في تايلاند من خلال ضمان حصول الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باعتلال الشبكية الخداجي على العلاج في الوقت المناسب.
وقال: “يعد هذا المشروع خطوة أساسية نحو مستقبل حيث يمكن للتكنولوجيا الطبية المتقدمة والشراكات العالمية الحد من العمى الذي يمكن الوقاية منه بين الأطفال، ليس فقط في تايلاند ولكن في جميع أنحاء العالم”.
ومع تقدم البرنامج، يهدف البرنامج إلى وضع معيار جديد لإدارة أمراض الشبكية لدى الأطفال والبالغين، والاستفادة الفعالة من التكنولوجيا الحديثة والخبرة الدولية لتحسين نتائج المرضى وتوسيع فرص البحث والتعليم في تايلاند.