في تطور لافت ضمن أدوات الحرب النفسية، ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات ورقية على مناطق في قطاع غزة تحمل آيات قرآنية، في محاولة لصياغة رواية دينية لتبرير عدوانه. الخطوة أثارت ردود فعل غاضبة بين الفلسطينيين، وسط اتهامات بتدنيس النصوص الدينية واستغلالها في سياق عسكري.
منشورات فوق غزة تحمل آيات قرآنية
سقطت منشورات إسرائيلية على حي السودانية شمال غرب غزة تحمل الآية: “فأخذهم الطوفان وهم ظالمون” (العنكبوت: 14).
وفق موقع الجزيرة نت، حاول جيش الاحتلال من خلال هذه المنشورات الربط بين عمليته العسكرية وعقاب سماوي، في استحضار ضمني لاسم عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
منشورات مشابهة في دير البلح
في واقعة سابقة، ألقى جيش الاحتلال منشورات مشابهة فوق مدينة دير البلح وسط القطاع، حملت الآية: “فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر…” (الشعراء: 63)، مرفقة بعبارة تهديد: “يا سكان غزة، الجيش الإسرائيلي قادم، لا ملجأ لكم”.
بحسب عربي21، تأتي هذه المنشورات ضمن مسار دعائي يستخدم الرموز الدينية بهدف التأثير النفسي على السكان.
ردود فعل غاضبة
وصف نشطاء ومحللون هذه المنشورات بأنها “استغلال ديني فج” ومحاولة للعب على وعي الناس ومعتقداتهم.
قال هاني المصري، مدير مركز مسارات، إن إسرائيل تحاول إضفاء شرعية دينية على عدوانها، لكن “لا أحد ينخدع بهذه الرسائل”، على حد تعبيره.
أما المحلل السياسي د. طلال عوكل، فاعتبر أن المنشورات تكشف سعي الاحتلال لتقديم نفسه كأداة للعقاب الإلهي، رغم ارتكابه “جرائم واضحة بحق المدنيين”، وفق عربي21.
انتهاك قانوني وأخلاقي
تشير تقارير قانونية إلى أن استخدام رموز دينية لأغراض عسكرية يتعارض مع اتفاقيات جنيف، لا سيما المادة 27 التي تنص على احترام المعتقدات الدينية في النزاعات.
ووفق مصر تايمز، فإن هذه الأساليب تندرج ضمن التحريض الرمزي وقد تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الدينية والثقافية.
الطوفان الحقيقي
بالنسبة لأهالي غزة، “الطوفان” ليس سوى الحصار والقصف المتواصل. قال أحد السكان: “يرمون علينا آيات من السماء، بينما السماء تمطر نارًا. نحن نعرف القرآن جيدًا، ونفهم أن ما يفعلونه لا علاقة له بالدين”.
في النهاية تكشف هذه المنشورات عن جانب جديد من الحرب التي يشنها الاحتلال، ليست فقط على الأرض، بل أيضًا على المعنويات والرموز الدينية. ومع غياب موقف دولي حازم، تتواصل محاولات تطويع الدين في سياق عدواني يفقد كل مبرراته الأخلاقية والإنسانية.