الجمعة يوليو 5, 2024
أقلام حرة

حاتم سلامة يكتب: العلمانية العظيمة!

عجيب ما قلت!

كيف تكون العلمانية التي نصب عليها وعلى أصحابها كل يوم نكراننا وغضبنا عظيمة محمودة؟

انظر معي إلى العلمانية الغربية التي قدست الحرية والديمقراطية، نراها وقد صارت ميدانا فسيحا لانتشار الإسلام والترحيب به، ووجد الإسلام لنفسه فيها تربة خصبة لنمو وجوده والقدرة على عرض أفكاره، والسماح لمعتنقيه أن يعلنوا عن أنفسهم.

هذه هي العلمانية العظيمة، التي صارت منظومة حياة، ترحب بكل ما يضادها ولا تصادمه أو تحجر عليه.. ألست معي هنا أنني كنت على حق حينما وصمتها بالعظمة؟

ولكن إياك ثم إياك أن تظن أن العلمانية التي أتحدث عنها وأعنيها، هي ذاتها ما ينادي بها او يعتقدها من نطلقها عليهم ونسميهم بها في مصر، فهؤلاء ليسوا منها في شيء، ولا يقربون معناها ووسمها في حال.!

فمن نبصرهم في حياتنا مرتزقة عملاء اتخذوا من العلمانية ستارا ليخفوا وراءها أحقادهم على الإسلام، إذ يكفي فقط أن تختلف معهم مرة، ليتحولوا إلى طغمة من الارهابيين القمعيين، الذين يستبيحون دمك وعرضك، ويصفقون لقتلك والتنكيل بك.

العلمانية شيء آخر.. لكنني لا أرغب إليها او أحث على اعتناقها، حينما أطلقت هذا العنوان، لأنني أعرف أن هذا المناخ الذي أعلنته من الحرية وصارت به جميلة زاهية في أعيننا، لهو جزء يسير جدا جدا مما أتاحه وأباحه الإسلام من معاني الحرية.

الحرية في كل شيء، وعلى رأسها الفكر والمعتقد.

لكننا أردنا أن نظهر احترامنا لمن يحترم عقيدتنا ولم يصادرها ويضادها حتى ولو اختلف معها، لأنه يفسح المجال لإنصافنا.

لقد درست الجهاد ومعانيه وأسبابه فكان أولها، إزاحة الطغاة الذين يقفون عقبة بين الإسلام وتبليغه للناس.

ما رأيك وقد أزاحته لك العلمانية وتكفلت عنك بهذا العناء، وصار الوصول إلى العقول سهلا ميسورا؟

لديهم قانون عام يحكم وهو رفض العنصرية واي شكل من اشكالها في الجنس والدين.. ولهذا يمنحون الحرية للجميل.. اعتقد ما شئت لكن لا تصادر احدا ولا تلغي أحد.. الحرية المطلقة، التي وإن رفضنا شيئا من وصفها وجوانبها، إلا أن مكسبها عظيم من جهات أخرى وجب ان نغتنمه.

Please follow and like us:
حاتم سلامة
كاتب وصحفي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب