حاتم سلامة يكتب: وسعوا.. النساء قادمات
قبيلة نيام نيام، أو نم نم بالقرب من جوبا جنوب السودان، قبيلة تسكن الأحراش والأدغال، وتعيش حياتها البدائية بعيدة عن التطور والمدنية.
لكنها رغم ذلك، كانت لها فلسفتها التي ربما لو عرضناها اليوم على مشهدنا، لأرضت غرور النساء المنفلتات المتمردات على الحياة ووضع المرأة فيها، لأن هذه القبيلة استطاعت أن تقلب موازين الحياة في وظيفة الرجل والمرأة.
فهل يا ترى سيعيد المتمردات بهذا الانقلاب، أم أنهن سيعدن سريعا إلى عقولهن حينما يرين ما حل بالمرأة من – بهدلة- وتعب وشقاء.؟!
زار أحد الفلاسفة هذه القبيلة، ونزل ضيفا على زعيمها الذي كان متزوجا من (٥٠) امرأة، وعرض عليه الزعيم أن يزوجه أربعا من بناته، لكن صاحبنا ارتعد، فكيف يصرف عليهن، ويعتني بأمرهن ويوفيهن حقوقهن؟!
ففاجأه الرجل بقوله: لا تقلق ولا تشغل بالك، فالرجل في قبيلتنا لا يعمل وتنوب عنه المرأة في ذلك، فالرجل يقتصر دوره في القبيلة أن يجلس تحت الشجرة ليدخن، بينما زوجاته يعملن ليوفرن له رفاهة العيش والحياة، بل الأغرب أن الزوجة نفسها، تطلب من الرجل أن يتزوج عليها، ليأتيها بزوجة تساعدها في الأعمال الشاقة التي تقوم بها خدمة للرجل وإسعاده وتدليله، لكي يتفرغ لهواية التدخين تحت الشجرة.
إنا المتمردات في عصرنا يتعاركن من أجل أن يشاركن الرجل في مناصب الحياة ومهماتها وأدوارها، ولكن قبيلة نم نم اختصرت الطريق ونجحت في التجربة، فهل يتنحى الرجال عن المهمة والمسؤولية، ويفسحن الطريق للمرأة لتتولى مهمام الحياة، وتتجرع من التعب والنصب والهم والحزن والمرار؟
لماذا لا نعطي النساء فرصة حتى يعرفن أن الله حق، لماذا لا نعطيهن الفرصة، حتى يثبن إلى رشدهن، ويرحمونا من هذا الشغب الذي يضاد الفطرة وطبيعة الخليقة؟
علينا أن نجرب إذن، لنرى ماذا سيحدث؟