الأحد يوليو 7, 2024
مقالات

حاتم سلامة يكتب: يهودية لا صهيونية

يشاع اليوم نبرة مختلفة عن حقيقة القرآن الكريم وما أقره وأثبته من حقيقة الطبيعة اليهودية.

فقد ظهر مؤخرًا توجه مثير يحاول تبرئة اليهود وإظهار الفرق بين الصهيونية واليهودية، والإيحاء بأن اليهود في طبيعتهم مسالمين إيجابيين، ومنهم حتى من ينكر أفعال الدولة الإسرائيلية، والحديث عن الفرق بين اليهودية والصهيونية، حتى أن بعض القنوات العربية تستضيف بعض الشخصيات اليهودية في الغرب، ليعلن موقفه الرافض للصهيونية ويبشر بزوال دولة إسرائيل.

لكن الحقيقة أن هذا التفريق يخالف ما جاء به القرآن الكريم من التعريف بطبيعة اليهود واليهودية.

يقول القائل ان هرتزل نفسه مؤسس إسرائيل كان ملحدا أي كافرا بالأديان، ولكنه كان صهوينيا وهي صناعة غربية نسجها الغرب للسيطرة على العالم الإسلامي، ونحن لا ننكر ذلك، ولكننا نؤمن معه في المقام الأول أنها مع كونها صناعة غربية، إلا أنها ذات هوى يهودي، أي أن الصهيونية كما أراها تستمد كيانها من روح اليهودية.

والدليل على هذا أن الصهيونية على اعتبار أنها الدولة والنظام القائم في إسرائيل، ما هو إلا دعوة للوجود اليهودي، فالصهيونية لم تقم لتحيي الإلحاد أو لتكفر باليهودية، وإنما قامت أساسا لإحياء اليهودية، وإقامة وطن ديني لليهودي في فلسطين.

وهنا وبكل قوة يسقط أي ادعاء للتفريق بين اليهودية والصهيونية.

كما أن اليهود فيما بينهم يتمسكون بدينهم ويعتبرونه كما قيل: قوام حياتهم ووجودهم وسبب توفيقهم، ثم نأتي للحقيقة الصريحة التي أعلنها الكاتب الفرنسي (روجيه بريفيت) في كتاب اليهود، حين ذكر بأنهم يتظاهرون أمام الناس بعدم التمسك بالدين، بل بالإلحاد، ليزهدوا الناس في أديانهم، ويوقعونهم في الكفر والإلحاد، أو الشك على الأقل، حتى لا يظل على إيمان سواهم!

فكبار الملحدين في العصر الحديث يهود، ومؤسسو الشيوعية التي أساسها إنكار الله يهود، مؤمنون بجنسهم على الأقل، وكارل ماركس الذي دعا الناس إلى التخلي عن أوطانهم وإنشاء عالم يقوم على العمل والعمال، كان من أوائل من فكروا في إنشاء إسرائيل، وله رسالة في ضرورة قيامها، وفرويد ذلك اليهودي الذي تشعر وأنت تقرأ له أنه أعتى الملحدين الكافرين، قال وهو على فراش الموت: إنه مدين بكل شيء لعقيدته اليهودية، وكتابه عن موسى يكشف إيمانه العميق باليهودية.!

Please follow and like us:
حاتم سلامة
كاتب وصحفي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب