حدثَ في مثل هذا اليوم: {24 رمضان}

24 رمضان 218هـ: فتنة خَلق القرآن وتعذيب الإمام أحمد بن حنبل:
كان المسلمون أمةً واحدةً، وعقيدتهم صحيحة وصافية من معين النبوة، حتى وقعت الفتنة الكبرى، وقُتل ذو النورين عثمان (رضي الله عنه) مظلومًا شهيدًا؛ فتفرقت الكلمة، وظهرت الشرور، وتمت وقعة الجمل، ثم صفين، وبدأت البدع في الظهور، وحدث أول انحراف في تاريخ العقيدة الإسلامية بظهور فرقة الخوارج التي كفّرت الصحابة خير الناس، ثم أخذت زاوية الانحراف في الانفراج؛ فظهرت فرقة الروافض، وكلما ظهرت فرقة مبتدعة ظهرت في المقابل لها، وعلى النقيض منها فرقة أخرى: الأولى تغالي، والأخرى تعادي،
فكما ظهرت الخوارج، ظهرت فرقة المرجئة التي أخرت العمل، وقالت: إن الإيمان هو مجرد التصديق فقط، فجعلت إيمان أفجر الخلق كإيمان أتقاهم، وكما ظهرت الروافض ظهرت النواصب، وكما ظهرت فرقة القدرية، ظهرت فرقة الجبرية التي تنفي أي اختيار وإرادة للإنسان، وكما ظهرت فرقة المعتزلة والجهمية، ظهرت فرقة المجسمة الذين يشبهون صفات الخالق بالمخلوق،
ولكن كل هذه الفرق الضالة كانت مقهورة بسيف الشرع، وقوة السُنّة، وسلطان الدولة الأموية، ثم العباسية، وكثير من رؤوس البدعة قد قُتل بسيف الحق، مثل: “الجعد بن درهم” رائد التعطيل، و”الجهم بن صفوان” رائد القدرية، و”المغيرة بن سعيد”، وغيرهم،
– وقد ظل المبتدعون في حجر ضب مختفين بضلالهم، لا يرفع أحد منهم رأسًا ببدعة أو بضلال، حتى تولّى المأمون العباسي، وكان محبًا للعلوم العقلية، وكلام الفلاسفة الأوائل؛ فبنى دارًا لترجمة كتب فلاسفة اليونان، وأسماها: بيت الحكمة، فأخذت أفاعي البدع تخرج من جحورها، وأخذت في التسلل بنعومة إلى بلاط المأمون، ثم التفت حول عقله، ولعبت به، ونفثت سموم الاعتزال في رأسه، ونفق عليه رجال من عينة “بِشر المريسي”؛ الذي كان هاربًا أيام أبيه الرشيد، الذي كان يتطلبه بشدة ليقتله ببدعته، و”أحمد بن أبي داود” رأس الفتنة ومسعرها، و”أبو الهذيل العلاف”، و”ثمامة بن أشرس”، وغيرهم، حتى مال المأمون لقولهم، واعتنق مذهب الاعتزال، والذي يقوم على عدة أصول وهي:
1- نفي الصفات وتعطيلها، وأبرزُ معالم نفي الصفات القول: إن القرآن مخلوق.
2- نفي القدر، وأن العباد هم الذين خلقوا أفعالهم.
3- القول بالمنزلة بين المنزلتين بالنسبة لمرتكب الكبيرة.
4- الوعد والوعيد، ومعناه تخليد مرتكب الكبيرة في النار، وإيجاب دخول المؤمن الجنة على الله.
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعناه الخروج على ولاة الأمور بالسلاح.
ظل المأمون معتنقًا لهذه العقيدة الضالة، ولا يجبر أحدًا على اعتناقها، ويتردد ويراقب الشيوخ والعلماء المحدثين، وهو يخشى مكانهم وتأثيرهم على جماهير المسلمين، وفي نفس الوقت يحاول استماله من يقدر على استمالته منهم، فلما رأى إعراض العلماء عن القول ببدعته، زيّن له شياطين الإنس: أحمد بن أبي دواد وبِشر المريسي أن يجبر العلماء؛ وذلك بقوة الدولة، وحد التهديد والوعيد، وبالفعل سنة 218هـ.. أمر المأمون العباسي قائد شرطة بغداد العاصمة “إسحاق بن إبراهيم” أن يجمع كبار الفقهاء والعلماء والمحدثين، ويمتحنهم في القول بخلق القرآن، وقرأ عليهم كتاب المأمون الذي يفيض بالتهديد والوعيد، وقطع الأرزاق، والعزل من المناصب لمن يرفض القول بخلق القرآن، ومن يومها بدأت فصول المحنة العظمى التي تصدّى لها الإمام “أحمد بن حنبل” وحده، ووقفَ في وجه أربابها ودعاتها.
– كان صمود الإمام أحمد أعظم فصول هذه المحنة، وسبب تقدّمه وشهرته، ورفع ذِكره، حتى صارت الإمامة مقرونة بـ اسمه في لسان كل أحد؛ فيقال: قال الإمام أحمد، وهذا مذهب الإمام أحمد، ولو قدّر اللهُ عز وجل ولم يصمد الإمام أحمد في هذه المحنة لضلَّ خلقٌ كثير، ولربما الأمة كلها.
لذلك قال المزني رحمه الله:
(عصمَ اللهُ الأمة بأبي بكر يوم الرِّدّة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة)
هو الإمام حقًّا، وشيخ الإسلام صدقًا، وإمام أهل السنة، الفقيه المحدّث، والعلم الجبل، وركن الدين، وإمام المسلمين، وصاحب رابع المذاهب الفقهية المتبوعة: الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أحد كبار أئمة الإسلام
وُلد في ربيع الأول سنة 164هـ (780م) بـ مَرْو، في إقليم خراسان، وقد مات أبوه وهو جنين في بطن أمه، فتحولت به إلى بغداد، وطلب العلم وهو في سن الخامسة عشرة، أي سنة 179هـ، أي في نفس العام الذي توفي فيه الإمام مالك، وعنيَ بطلب الحديث، وبرع فيه للغاية، وطاف الأقاليم، وجمع الحديث من الثقات الأعلام، وتفرغ لطلب العلم، وجمع الأحاديث حتى إنه لم يتزوج إلا بعد الأربعين، حتى بلغ عدد مروياته من الأحاديث، والآثار ألف ألف حديث، كما قال ذلك الحافظ أبو زرعة، حتى عَدّوه من أحفظ علماء الإسلام قاطبة.
– ترك الإمام أحمد عددًا من المؤلفات يأتي في مقدمتها “المسند”، وهو أكبر دواوين السُّنّة؛ إذ يحوي أربعين ألف حديث، استخلصها من 750 ألف حديث، وشرع في تأليفه بعدما جاوز السادسة والثلاثين.
أما كتبه الأخرى فهي:
كتاب “الزُّهد”
كتاب “السُّنّة”
كتاب “الصلاة وما يلزم فيها”
كتاب “الورع والإيمان”
كتاب “الأشربة”
كتاب “المسائل”
كتاب “فضائل الصحابة”
وكلها مطبوعة ومتداولة.
– وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال، توفي الإمام أحمد في (12 من ربيع الآخر 241هـ/ 30 من أغسطس 855م) عن سبعة وسبعين عامًا، وخرجت بغداد إلى الشوارع لحضور جنازته، وحضر تغسيله ما يقارب مائة شخص من بني هاشم، فكانوا يقبلوه بين عينيه، ويدعون له، ويترحمون عليه، وقد أُدخل في قبره بعد صلاة العصر؛ وذلك لكثرة عدد الناس.
– بدء نزول القرآن الكريم:
من حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان نزول القرآن الكريم في ليلة الرابع والعشرين.
فعند الإمام أحمد (البداية 3/6) عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأُنزلت التوراه لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان”. والله أعلم
وأورد ابن كثير في تفسيره، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: “أُنزل القرآن جملة من الذكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان فجعل في بيت العزة”.
وأضاف ابن كثير: جاء الوحي بغتة على غير موعد، وقد كان صدر هذه الصورة الكريمة وهي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ…) هي أول ما نزل من القرآن.
– هدم صنم مناة المعروف عند العرب:
8هـ ..هدم صنم مناة، وهو أحد أصنام العرب الشهيرة ذكرها الله سبحانه في كتابه بقوله: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ . وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ).(النجم: 19 – 20)
– وفاة الإمام المزني ﺗﻠﻤﻴﺬ الشافعي:
264هـ.. وفاة الإمام الفقيه المصري (أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني) صاحب الإمام الشافعي من أهل مصر.
كان زاهدًا عالمًا فقيها مجتهدًا .. قال عنه الشافعي رحمه الله: لو ناظر المزني الشيطان لقطّعه وغلبه.. وقال عنه: المزني ناصر مذهبي.
هو ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ، ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤِﻠَّﺔ، ﻋَﻠَﻢ ﺍﻟﺰُّﻫَّﺎﺩ.. ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺳﻨﺔ 175هـ
ﺣﺪّﺙَ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﺒﺪ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ، ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻫﻮ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ،
ﻛﺎﻥ المزني ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﺃﻭﺩﻋﻬﺎ “ﻣُﺨﺘَﺼَﺮﻩ” ﺻﻠَّﻰ ﻟﻠﻪ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ.
كان في غاية الورع والتضييق على نفسه، وأوسعه في ذلك على الناس.
توفي المزني بمصر، وعمره 87 سنة.
– وفاة المحدّث ابن مردويه:
24 رمضان سنة 410هـ.. وفاة الحافظ المجود العلامة محدث أصبهان أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصبهاني، صاحب: التفسير الكبير، والتاريخ والأمالي الثلاث مئة وغير ذلك (سير أعلام النبلاء 17/310).
كان من فرسان الحديث فهما يقظاً متقناً كثير الحديث جداً، أصيب ببصره فكان يحدث من حفظه.
– وفاة العلّامة ابن خلدون:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك عام 808 هـ.. الموافق للسادس عشر من شهر مارس للعام الميلادي 1406، رحل العلاّمة الكبير ابن خلدون.
(عبد الرحمن بن محمد بن خالد) المعروف باسم ابن خلدون (كان أهل الأندلس يضيفون ”ون” على الأسماء كصيغة للتفخيم أو التعظيم مثل: خالد “خلدون”.. زيد “زيدون”.. غالب “غلبون”)
– ابن خلدون المؤرخ والمفكر العربي المسلم الذي وُلِدَ في تونس في الأول من رمضان عام 732هـ / 27 مايو 1332م، يعتبره الكثيرون باحث القرن الرابع عشر الميلادي، والأب الروحي لتأسيس مجالاتٍ مختلفة في العلوم الاجتماعية التي تشمل التاريخ وعلم الاجتماع والديموغرافيا والاقتصاد، ومن المعروف أنه من أعظم المؤرخين عبر أزمنةٍ عديدة
كان ابن خلدون عربيًّا من أصلٍ يمني، ترجع أصوله إلى منطقة حضرموت باليمن، يُرجِع ابن حزم في «معجم الأنساب» نَسَبَه إلى وائل بن حجر الذي كان رفيقَ النبي (صلى الله عليه وسلم)..
– استسلام اليابان:
في 24 من رمضان 1364هـ الموافق 2 من سبتمبر 1945م: قدّمَ وزير خارجية اليابان وثيقة استسلام بلاده في الحرب العالمية الثانية إلى الجنرال ماك آرثر؛ وذلك على ظهرِ البارجة الأمريكية العملاقة “ميسوري”، وكانت اليابان قد اضطرت للاستسلام بعد ضرب هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين أحدثا دمارًا هائلاً وشاملاً.
– سلاح النفط في حرب العاشر من رمضان:
في 24 من رمضان 1393هـ الموافق 21 من أكتوبر 1973م: قامت كل من الكويت وقطر والبحرين ودبي بوقف تصدير بترولهم نهائيًّا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، وذلك تضامنًا مع مصر وسوريا في معركتهما ضد اليهود المحتلين والتي حققا فيها النصر لأول مرةٍ في حربِ العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.
– وفاة صائد الدبابات:
في 24 من رمضان 1422هـ.. الموافق 9 ديسمبر 2001م: تُوفي صائد الدبابات الشهير في حرب أكتوبر 1973م “محمد عبد العاطي”..
– وُلد في 15 ديسمبر عام 1950م، بقرية شيبة قش، بمركز منيا القمح، محافظة الشرقية.
الرقيب أول مجند (محمد عبد العاطي عطية شرف)،
حاصل على بكالوريوس زراعة، وعمل مهندسا زراعيا في منيا القمح،
عُرف بصائد الدبابات، وسجلوا اسمه في الموسوعات الحربية كأشهر صائد دبابات في العالم.، لأنه دمّـر خلال أيام حرب أكتوبر 23 دبابة بمفرده.
– مات في مثل هذا اليوم مريضا منسيا، بسبب فيروس سي الذي فتك به، من دون أن تساعده الدولة في العلاج، حتى أن الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي كتب قصيدته الشهيرة (الاسم المشطوب) على صفحة جريدة كاملة ينعي فيها عبد العاطي الذي لم يتذكّره أحد، ولم تساهم الدولة في علاجه.
– وفاة مفتي المملكة:
في سنة 1389هـ، 24 رمضان، رحل مفتي الديار السعودية، فضيلة الشيخ مُحَمّد بن إبراهيم آل الشيخ في مدينة الرياض، عن 78 عامًا.
1373هـ – كمال الملاخ يكتشف مراكب الشمس بالهرم.
1384هـ – اللغة الهندية تصبح اللغة الرسمية للهند.
1385هـ – انقلاب عسكري في نيجيريا قُـتل خلاله رئيس الوزراء أبو بكر باليوا، وتنصيب الجنرال جونسون أيرونسي رئيسًا للبلاد.
1407هـ – وقوع مذبحة هاشمبورا ضد المسلمين في مدينة ميروت بولاية أتر برديش في الهند.
1418هـ – المحكمة الدستورية التركية تأمر بحل حزب الرفاه الإسلامي ومنع رئيسه (نجم الدين أربكان) من ممارسة أي نشاط سياسي، وذلك بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب في الانتخابات البلدية والنيابية.