
شهدت بلدة الأصابعة الليبية ، الواقعة على بعد 120 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة طرابلس، حالة من الهلع والقلق بعد اندلاع سلسلة حرائق غامضة في 30 منزلًا، مما أدى إلى إصابة 17 شخصًا وتسبب في أضرار جسيمة للممتلكات. وأكد سكان البلدة لـ«موقع الأمة» أن الأجواء هادئة نسبيًا اليوم الجمعة بعد أيام من التوتر، لكن الغموض ما زال يحيط بأسباب هذه الحرائق التي لم يتم تفسيرها حتى الآن.
الجهود المبذولة لاحتواء الأزمة:
انتشرت فرق الإطفاء وعناصر جهاز الأمن والسلامة، بالإضافة إلى متطوعين، في مختلف أحياء البلدة، حيث تم تقسيم المنطقة إلى مربعات أمنية للاستجابة السريعة لأي طارئ. ومع ذلك، لم تصدر أي جهة رسمية بيانًا يوضح أسباب هذه الحرائق المتكررة، مما فتح الباب أمام التكهنات والتأويلات.
تأويلات وشائعات:
أثارت الحرائق الغامضة موجة من الشائعات والتفسيرات المتباينة. بينما رجح بعض السكان فرضيات غيبية، مثل تدخل “الجن”، فى حين دفع آخرون باتجاه البحث عن تفسيرات علمية. وذكر رئيس الهيئة العامة للأوقاف أن جمعية “حصين”، المكلفة بمكافحة أعمال السحرة والمشعوذين، تقوم بجهود لمساعدة أهالي البلدة، وهو ما قوبل بانتقادات واسعة من قبل من رأوا في ذلك استخفافًا بالعقل والعلم.
فرضيات علمية:
طرح بعض الخبراء فرضية تسرب غاز الميثان إلى القشرة الأرضية بعد هزة أرضية وقعت قبل شهرين في منطقة تيجي القريبة، والتي تبعد حوالي 200 كيلومتر عن الأصابعة. ودعا نشطاء ومتابعون إلى إيفاد فرق علمية متخصصة للتحقيق في الأمر وتقديم تفسيرات منطقية.
تحركات رسمية:
في محاولة لفك لغز هذه الحرائق، أعلنت النيابة العامة عن تشكيل فريق علمي للتحقيق في الحوادث، كما انتقلت فرق من البحث الجنائي إلى البلدة للبدء في التحقيقات. بالإضافة إلى ذلك، شكلت حكومة الدبيبة غرفة عمليات طوارئ لمتابعة الأوضاع وتقديم الدعم اللازم.
تداعيات الحرائق:
أدت الحرائق إلى خسائر مادية جسيمة، حيث فقدت العديد من العائلات منازلها أو تعرضت ممتلكاتها لأضرار بالغة. وأكد عميد بلدية الأصابعة، عماد المقطوف، أن الأسباب “غير معروفة وغريبة جدًا”، مشددًا على ضرورة تقديم الدعم الإغاثي والإنساني للمتضررين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
إجراءات طارئة:
قررت سلطات البلدية تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية التابعة للأصابعة كإجراء احترازي. كما قام جهاز النهر الصناعي بتغيير مسار المياه وفتح الصمامات المغذية لتوفير المياه اللازمة لإخماد النيران، بالإضافة إلى تعبئة صهاريج المياه من المصبات القريبة.
تفاعل الرأي العام:
أثارت الحوادث تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول النشطاء صورًا ومقاطع فيديو تُظهر حجم الدمار الذي لحق بالمنازل. وانقسمت الآراء بين من يرجحون فرضيات غيبية ومن يطالبون بتحقيقات علمية دقيقة.