حرب الأجنحة داخل نظام الملالي تربك المشهد وتزيد الضغوط علي دوائر صنع القرار
تشهد الساحة السياسية الإيرانية هذه الأيام تصاعدًا حادًا في التوترات الداخلية تحت وطأة الضغوط الخارجية.
واشتعلت الخلافات بين أجنحة السلطة والحرب الإعلامية حول قضايا محورية مثل السياسة الخارجية، الإدارة الاقتصادية، ودور التيارات المتشددة دفعت البلاد نحو مزيد من عدم الاستقرار.
وتشير مراجعة الصحف الرسمية للنظام إلى أن مواضيع مثل “التعامل مع أمريكا”، “الحكومة الظل” و”الاستقطاب الثنائي” تشكل المحور الرئيسي لهذه الصراعات.
![](https://alomah.net/wp-content/uploads/2024/12/احتجاجات-إيران.jpg)
صحيفة هممیهن علقت هذه الأزمات بتقرير عنوانه التنصل من المسؤوليةحبث انتقدت في عددها الأخير بعض التيارات السياسية، مشيرة إلى ظاهرة التنصل من المسؤولية بين المسؤولين.
وأكد التقرير أن المسؤولين بدلاً من تحمل مسؤولية إخفاقاتهم والسعي لحل المشاكل، يلجؤون إلى التهرب وإلقاء اللوم على الآخرين، مما يزيد من حالة الإحباط العام.
وفي مقال أخر تساءلت نفس الصحيفة ما هي الآفاق المستقبلية للتعامل مع أمريكا؟مؤكدة علي السيولة السياسية في إيران فيما يتعلق بالعلاقة مع أمريكا، وحللت التداعيات المحتملة للسياسات الأخيرة للنظام.
ورأت الصحيفة أن غياب استراتيجية واضحة وتأثر البلاد بالتيارات المتشددة يضع إيران في مسار خطير. وأشارت إلى فشل طهران في خفض التوترات الإقليمية واستمرار الضغوط الاقتصادية.
![](https://alomah.net/wp-content/uploads/2024/10/إيران.jpeg)
من جانبها شددت صحيفة آرمان امروز: علي أن “حكومة الظل” لا يجب أن تعرقل عمل الحكومة القائمة
نقلت هذه الصحيفة عن محمد رضا باهنر قوله: “الحكومة الظل لا يجب أن تضع العراقيل أمام الحكومة القائمة”.
وأشارت الصحيفة الحكومية إلى أن هذا الموقف يعكس الخلافات العميقة بين أجنحة التيار المحافظ، والتي يعتبرها المحللون السياسيون من أبرز أسباب تعثر العمل التنفيذي في مستويات مختلفة. وحذرت الصحيفة من أن هذه الصراعات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي.
وبدورها استهلت صحيفة إيران مناقشته للمشكلات الداخلية في الساحة الإيرانية حيث تحدثت عن الاستقطاب الثنائي لعبة في ميدان العدو
حيث انتقدت الصحيفة ظاهرة الاستقطاب الثنائي في الساحة السياسية، مؤكدة أن هذا النهج لا يؤدي فقط إلى إضعاف التماسك الوطني، بل يوفر فرصة للأعداء الخارجيين لاستغلال الوضع. وحذرت من أن استمرار هذا المسار قد يؤدي إلى تآكل الثقة الشعبية بالنظام.
وفي نفس السياق انتقدت صحيفة آرمان ملی: تصدر المصالح الفئوية على المصالح الوطنية خلال التعامل مع المشكلات الاستراتيجية التي تعاني منها إيران
في تقرير ناقد، تناولت صحيفة آرمان ملی سلوك بعض التيارات السياسية التي تقدم مصالحها الفئوية على المصالح الوطنية. وأشارت إلى سياسات صحيفة كيهان ووسائل إعلام متشددة أخرى، معتبرة أن هذا النهج يضعف الوحدة الداخلية ويزيد الانقسامات السياسية.
تشير مراجعة الصحف الرسمية للنظام الإيراني إلى تصاعد الخلافات بين أجنحة السلطة موضحة أن النزاعات الداخلية حول قضايا محورية مثل إدارة الملف النووي والتحديات الاقتصادية وضعت النظام في موقف صعب.
وشددت معالجات الصحف علي أن ضعف القيادة لدى خامنئي وازدياد نفوذ التيارات المتشددة والمغامرة أديا إلى تأجيج الأوضاع الداخلية بشكل ملحوظ.
وفي الوقت نفسه، أدت زيادة الاحتجاجات الشعبية نتيجة الضغوط الاقتصادية والقمع السياسي إلى تجسد حالة من السخط الاجتماعي العميق.
وترافقت هذه المظاهرات التي مع شعارات مناهضة للنظام باتت تشير إلى اقتراب إيران من انتفاضة شعبية واسعة قد تشكل تحديًا خطيرًا لهيكل السلطة.