في ظل استمرار التصعيد العسكري الذي يشهده قطاع غزة يتعرض الكيان المحتل لأزمة داخلية غير مسبوقة، حيث تتصدر الانقسامات السياسية والاجتماعية المشهد بشكل لا يقل عن الصورة العسكرية التي تتداولها وسائل الإعلام.
تتعمق الشروخ في النسيج الاجتماعي الصهيونى، وتتسع فجوات الخلافات السياسية بشكل سريع، ويهدد هذا الصدام الدامي وحدة المجتمع الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، فقد أصبحت الطائفية والانقسامات السياسية أدوات لها تأثير مباشر على حياة المواطنين ومصير الدولة.
ويستعد المجتمع الإسرائيلي لمواجهة تحديات داخلية خانقة وسط اشتعال الحرب في غزة حيث تتجاذبه توجهات مختلفة بين مؤيد بشدة للموقف العسكري
كشف استطلاع حديث أجراه معهد دراسات الأمن القومي للكيان عن تصاعد حدة الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي مع استمرار الحرب في غزة، حيث أظهرت النتائج أن غالبية الإسرائيليين يلقون باللوم على حركة حماس في تعطيل صفقة تبادل الأسرى.
صراع الأجيال والرؤى
أصبحت الحرب التي تقترب من عامها الثاني محور خلافات عميقة داخل الأسر الإسرائيلية وبين الأصدقاء حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد لوقف إطلاق النار لإنقاذ المحتجزين وبين من يطالبون بمواصلة القتال لتحقيق مكاسب إقليمية.
أصوات من الميدان
قال إيمانويل إسحاق ليفي الناشط السلامي خلال مشاركته في مظاهرة بساحة ديزنغوف: “كلما طالت مدة الحرب زاد انقسامنا” مشيرا إلى تدهور العلاقات الأسرية والصداقات بسبب الاختلافات السياسية.
من جهة أخرى عبر دفير بيركو العامل في قطاع التكنولوجيا عن رأي مغاير قائلا: “حركة حماس هي من بدأت الحرب وعليها تحمل العواقب” معتبرا أن الحديث عن أزمة إنسانية في غزة مبالغ فيه.
استقطاب حاد
يرى الصحفي ميرون رابوبورت، أن الحرب كشفت عن استقطاب حاد في المجتمع الإسرائيلي الذي كان منقسما أساسا قبل الحرب، مشيرا إلى أن الوحدة الوطنية التي شهدتها إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر قد تهاوت مع استمرار الصراع.
أرقام صادمة
كشف الاستطلاع أن 24 % فقط من الصهاينة يبدون قلقا إزاء الأوضاع الإنسانية في غزة رغم تحذيرات الأمم المتحدة من خطر المجاعة بينما يتهم 80 % الحكومة الصهيونية باستغلال الحرب لأغراض سياسية.
ضغوط دولية
وجه 50 من كبار الدبلوماسيين والعسكريين الصهاينة السابقين رسالة عاجلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحثونه فيها على الضغط لإنهاء الحرب بعد تحقيق الأهداف العسكرية المعلنة.
شهادات مؤثرة
قال عالم الآثار التوراتي آفي عوفر وهو يضع شارة صفراء تحمل عدد أيام الحرب “هذه أسوأ فترة في حياتي” معترفا بأن الحرب فقدت مبرراتها رغم إدانته لحركة حماس.
تداعيات مستقبلية
يخشى مراقبون صهاينة من تحول حكومة الاحتلال إلى كيان منبوذ دوليا مع تصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب واستمرار سياسة التوسع الاستيطاني التي تتعارض مع القانون الدولي.