اندلع اليوم الأربعاء حريق هائل في منطقة سيفتيغازي التابعة لمحافظة إسكيشهير وسط تركيا، تسبّب في مقتل عشرة من عناصر الإطفاء والإنقاذ وإصابة أربعة عشر آخرين، في واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكاً التي شهدتها البلاد هذا الصيف.
الحريق، الذي بدأ في منطقة غابات كثيفة، تصاعدت وتيرته بسرعة بسبب الرياح الجافة والمرتفعة، ما جعل السيطرة عليه شبه مستحيلة في ساعاته الأولى. وبينما كانت فرق الطوارئ تحاول احتواء النيران، حدث تغير مفاجئ في اتجاه الرياح، مما أدى إلى محاصرة بعض العناصر وسط ألسنة اللهب، وأسفر عن هذه الخسائر البشرية الفادحة.
وفق ما أعلنه وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يومكلي، فإن القتلى يشملون خمسة من موظفي مديرية الغابات وخمسة متطوعين من منظمة “آكوت” التركية المتخصصة في عمليات البحث والإنقاذ. وقد تم نقل الجرحى إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، بعضهم في حالة حرجة.
وتأتي هذه الكارثة في وقت تشهد فيه تركيا موجة حر غير مسبوقة، صاحبتها معدلات جفاف مرتفعة منذ أواخر يونيو، ما ساهم في اندلاع عشرات الحرائق في مختلف أنحاء البلاد. وتشير بيانات وزارة الزراعة إلى وجود سبعة حرائق كبيرة ما زالت مشتعلة حتى الآن، تتوزع في خمس محافظات معظمها في الوسط والغرب.
وقد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحادث بأنه “يوم حزين للأمة”، مؤكداً أن الحكومة ستتخذ إجراءات فورية لتعزيز قدرات مكافحة الحرائق، وتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين.
فيما لا تزال فرق الإطفاء، بمساعدة طائرات ومروحيات متخصصة، تحاول جاهدة تطويق النيران ومنع امتدادها إلى مناطق سكنية قريبة، وسط قلق متزايد من أن تتحول موجة الحر إلى أزمة وطنية ممتدة.
يذكر أن هذه المأساة ترفع عدد الوفيات بين فرق الإطفاء في تركيا هذا الصيف إلى 13، بعد مصرع ثلاثة أفراد سابقاً في حريق مماثل بمحافظة إزمير.