«ستبقى الأدوار الوظيفيَّة وَظيفيَّةً» وأعني بها «أدوار» الذين عَبَّدوا أنفسهم ودولتهم لصالح أمم الكفر..
ولن يتحوَّل أولئك العبيد إلى «سادة» مهما حاولوا..
وذلك مصداقا لقول الله عزَّ وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)، قال الطبري في تفسير الآية: أنه لا يصلح عمل من سعى في أرض الله بما يكرهه، وعمل فيها بمعاصيه.
فما بالك بمَن وَظَّفَ نفسه لصالح أمريكا في غزوها لأفغانستان عام 2001م وفي غزوها للعراق عام 2003م؟
ثم دخل في التوظيف الأخطر عندما باشر سفك دماء المُوَحِّدين بيديه وبميليشياته المتعطشة لدماء المسلمين في سوريا طوال العشرية الدموية؛ والتي خدم بها المشروع اليهودي في المقام الأول، وذلك عندما حَرَم الأمة المسلمة من أخطر فرص التغيير في شام بيت المقدس، منذ تأسس الكيان الصهيوني عام 1948م، وكذلك فعل عندما أمر أذنابه في اليمن بسفك دماء ربع مليون يمني، فحَرَمَ الأمة من أخطر فرص التغيير في جزيرة العرب.
والأعجب أنه بفعلته في سوريا واليمن قد خَدَمَ أجندات الكفر المتعارضة على مستوى الأرض. فهو في اليمن يخدم الأجندة الأمريكية بمنع التغيير والثورة، وهو في سوريا يخدم الأجندة اليهودية والأجندة الأمريكية الأوروبية، ومعها أجندة التوسع الروسية الأرثوذوكسية.
وإن بلاء الأمة المسلمة لن يرتفع عن كاهلها إلا بأيدي أبنائها، وبتكامل رؤيتهم ومشروعهم وأدائهم وجهادهم.
وإن أقصى ما يمكن أن يتأسس على أحداث الضرب المتبادل بين إيران وبين من وظَّفوها في العقدين الماضيين، هو تدافعٌ يشغل الظالمين بأنفسهم، ويفتح للأمة المسلمة شروخا في النظام الدولي والإقليمي؛ وهي شروخ لا يمكن استثمارها إلا وفق تصوِّرٍ ومشروع يُوحِّد أداء شعوب الأمة باتجاه تحرِّرها كأمة، لا كأعراق ووطنيَّات وقوميَّات.
ولو وجد صلاح الدين الأيوبي «ذرَّة» في امكانيَّة استصحاب الشيعة لصالح تحرير بيت المقدس… لَفَعَل! ولما أسقط الدولة الفاطمية بيديه قبيل تحرير بيت المقدس.
23يونيو 2025