وماذا قدمت تركيا للقضية الفلسطينية، وخاصة بعد المذابح الجماعية، والإبادة الجماعية، التي يقوم بها (الكيان المغضوب عليهم والضالين)، مقارنة ببقية الدول العربية المتأسلمة؟؟؟
وماذا يعني قرار تركيا قطع العلاقات التجارية بالكامل مع الكيان؟!
الفارق بين القرار التركي الحازم في مقاطعة كيان المغضوب عليهم، وبين التراخي العربي
أولًا: تركيا — وبيان التدرج الرقمي في القطيعة مع الكيان
أكتوبر 2023: إيقاف الرحلات الجوية إلى تل أبيب (أكثر من 30 رحلة أسبوعيًا توقفت فجأة).
وهذا بعد أن بلغ في عام 2022 بلغ حجم المبادلات التجارية بين تركيا وكيان المغضوب عليهم، نحو 10 مليار دولار وشكلت الصادرات التركية للكيان نحو 80٪ من هذا الرقم! وكانت رابع أكبر شريك تجاري للكيان بعد الصين وأمريكا وألمانيا!
في عام 2023 نجد أنه قد انخفضت قيمة صادرات تركيا للكيان المغضوب عليهم حوالي 5.5 مليار دولار وذلك بسبب تداعيات ما حدث في أواخر العام! وكانت خامس أكبر الشركاء التجاريين للكيان بعد الصين وأمريكا وألمانيا وانجلترا! في حين كانت واردات تركيا من الكيان في ذات العام 1.5 مليار دولار! أي ان حجم المبادلات (صادرات وواردات) بين تركيا والكيان نحو 7 مليار دولار!
9 أبريل 2024 : تم فرض قيود على 54 مجموعة سلعية من صادرات تركيا إلى إسرائيل، تُمثّل ما قيمته نحو 1.5 مليار دولار من حجم التبادل.
وكل تلك التضحيات التركية كان بسبب ما ارتكبه الكيان المغضوب عليهم في غزة فلسطين المحتلة.
2 مايو 2024: تم إعلان الحظر التجاري الكامل؛ حيث أُوقفت صادرات قيمتها نحو 5.4 مليار دولار وواردات إسرائيلية بقيمة 1.6 مليار دولار (أي ما مجموعه 7 مليار دولار سنويًا).
وكل تلك التضحيات، رغم ما تعالنيه تركيا من أوضاع اقتصادية عسيرة، إلا أنها قررت ذلك – كما تملكه – كعقاب للكيان المغضوب عليه، بسبب ارتكابهم لتلك المجازر البشعة، والإِبادات الجماعية المستمرة بغزة فلسطين المحتلة، من قبل اليهود الغاصبين.
أغسطس 2025 : تم توسيع القطيعة التركية للكيان المغضوب عليهم، بإغلاق الموانئ التركية أمام السفن الإسرائيلية ومنع مرور السفن المتجهة لإسرائيل، وتقييد المجال الجوي، وهو ما عطّل مسارًا بحريًا كان يمر عبر ميناء مرسين إلى أشدود ويعادل 20% من تجارة إسرائيل البحرية مع تركيا. وكل ذلك ضحت به تركيا مقابل مقاطعة الكيان المغضوب، البلشفي عليه الغاصب.
ولم تكتفي تركيا بذلك، بل حظرت استقبال السفن المملوكة للكيان أو التي تحمل علم الكيان. علي اثر ما يحدث في غزة!
أيضا توقفت الاستثمارات والمشروعات فيما بين تركيا والكيان المغضوب عليه، منذ مطلع* 2024
ثانيًا: بالنسبة لدول الجوار العربية المتأسلمة
الأردن : تم فيه استدعاء السفير (نوفمبر 2023) وإلغاء مشروع «الماء مقابل الطاقة» (كان يفترض أن يوفّر للكيان المغضوب عليه الغاصب 200 مليون متر مكعب ماء سنويًا). لكن التبادل التجاري الضيق ( أقل من 200 مليون دولار سنويًا) لم يُقطع ولم يتم التعرض له، وكأن مذابح غزة لا تعني تلك الحكومة – الهاشمية – الغاشمة.
مصر : في أغسطس 2025 وقّعت مصر اتفاقًا مع إسرائيل لاستيراد غاز بقيمة 35 مليار دولار حتى 2040 (أي ما يعادل نحو 1.75 مليار دولار سنويًا) من حقل «ليفايثان»، ما يجعل القاهرة أكبر زبون إقليمي للطاقة الإسرائيلية.
هذا بعد أن كانت مصر تصدر الغاز لدولة الكيان المغضوب عليهم، وبأرخص الأَثمان، فهل أصبحت مصر أَيضًا مُحتلة مثل غزة، مِن قِبل الكيان المغضوب عليهم،.
الإمارات: استمرّت التجارة – الظاهرة – بحجم يفوق 2.5 مليار دولار سنويًا في 2024، أي – بارتفاع – عن مستويات ما قبل حرب غزة، دون أي حظر رسمي.
وكأنها مكافأة من حكومة الإِمارات، للكيان المغضوب عليهم، مقابل اعتدائهم على غزة، ولتنفيذ المزيد من المذابح الجماعية، والإِبادات الجماعية للكيان على قطاع غزة المحتل.
البحرين: أمات عن دويلة البحرين، فقد خفّضت التمثيل الدبلوماسي (نوفمبر 2023)، لكن في أغسطس 2025 أعادت العلاقات كاملة، وحجم التجارة – الظاهر – وإن كان محدودًا (أقل من 100 مليون دولار سنويًا) لم يُجمّد.
المغرب: استمر التبادل التجاري – الظاهر – في 2023 تجاوز 180 مليون دولار، واستمر في 2024، مع الرغم من الاحتجاجات الشعبية الضخمة والتي تطالب بالقطيعة، لكن لم يصدر قرار رسمي بوقفه.
لأَن أُولئك الحكام، يظنون أنهم يحكمون زربية من الغنم، لا اعتبار لهم ولا تقدير.
ووفقاً للإحصائيات التجارية الحديثة، والصادرة عن الكيان الكيان المغضوب عليه، فقد بلغت تجارة الكيان مع تلك الدول العربية 5 فقط’ اكثر من 4.5 مليار دولار أي بارتفاع 15٪ عن عام 2023!!
وأغلبها صادرات عربية، وكانت الحصة الأكبر من هذا الرقم، أي نحو 3.2 مليار دولار عبارة عن صادرات دولة عربية واحدة للكيان! طبعا محتلة احتلالا كاملا للنخاع
مقارنة الأثر بالأرقام
الدولة حجم التبادل (تقريبًا) الإجراء بعد حرب غزة النتيجة
تركيا بعد أن كان 10 مليار دولار، إلى (صفر) حظر شامل (5/2024) + إغلاق موانئ وأجواء (8/2025).
ولم تكتفي تركيا بذلك بل منعت استقبال السفن المملوكة للكيان او التي تحمل علم الكيان. قطيعة كاملة
الأردن ~0.2 مليار دولار استدعاء السفير + إلغاء مشروع استراتيجي، فقط ذر الرماد في عيون المتظاهرين، وإصدار الأحكام، على كل من يحاول مساعدة أهل غزة. ضغط سياسي بلا قطيعة تجارية
مصر ~35 مليار دولار (غاز حتى 2040) تعميق جميع أسباب الاحتلال الكامل، للكيان على مصر، وتوقيع صفقة غاز قياسية (8/2025) تعميق التعاون
الإمارات ~2.5 مليار دولار استمرار التجارة لا قطيعة
البحرين ~0.1 مليار دولار خفض تمثيل ثم إعادة كاملة (8/2025) علاقات مستمرة
المغرب ~0.18 مليار دولار تطبيع قائم رغم احتجاجات لا قطيعة رسمية
بهذه الأرقام يتبيّن أن تركيا وحدها انتقلت من 7 مليار دولار تجارة سنوية إلى صفر، بينما غالبية دول الجوار العربي إمّا استمرّت أو ضاعفت تعاونها الاقتصادي مع الكيان*.
فبينما أغلقت تركيا بابها التجاري والبحري والجوي بالكامل في وجه الكيان (من 7 مليار $ إلى صفر)، أبقت دول عربية «متأسلمة» على مصالحها مفتوحة، بل عقد بعضها صفقات أكبر وأكثر استراتيجية مع العدو.*
فماذا لو فَعَّلَت تلك الدول الإسلامية آدميتها، ومارست 57 دولة – تزعم الإسلام – وتنتمي إلى عضوية منظمة الموتمر الإسلامي… فماذا سيكون حجم تجارة تلك الدول مع الكيان اليهودي، والذي يزعمون التبرؤ منه كل يوم 5 مرات في الصلوات اليومية، فيقولون*:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}* [الفاتحة: 6، 7]!
فماذا لو اتخذوا ذات القرار، وتوجهوا بنفس التوجه التركي؟!*
لعلكم سمعتكم بقرارات الاتحاد الأوروبي… والذي بدأ في اتخاذ خطوات لوقف وارداته من الكيان علي أثر ما يحدث مع أهل غزة، أَسرى الدمار والمذابح والفقر والتجويع والترويع والقهر والتشريد والتهجير والسجن
اللهم ردنا إلى دينك ردًا جميلا
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء …. فينا …